"على اسم مصر"من أهم أشعار المبدع صلاح جاهين وهى قصدة رائعة من أجمل ما قال جاهين ننشر منها الجزء الأول وهو: على اسم مصر النخل فى العالى والنيل ماشى طوالى مع***ه فيه الصور.. مقلوبة وأنا مالى يا ولاد أنا ف حالى زى النقش فى العواميد زى الهلال اللى فوق مدنة بنوها عبيد وزى باقى العبيد باجرى على عيالى باجرى وخطوى وئيد من تقل أحمالى محنيه قامتى.. وهامتى كأن فيها حديد وعينيا رمل العريش فيها وملح رشيد كنى بافتحها زى اللى اتولدت من جديد على اسم مصر مصر .. التلات أحرف الساكنة اللى شاحنة ضجيج زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة حزمة نغم صعب داخلة مسامعى مقروطة فى مسامى مضغوطة مع دمى لها تعاريج ترع وقنوات سقت من جسمى كل نسيج وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة أسمعها مهموسة والا أسمعها مشخوطة شبكة رادار قلبى جوه ضلوعى مضبوطة على اسم مصر وترن من تانى نفس النبرة فى ودانى ومؤشر الفرحة يتحرك فى وجدانى وأغانى واحشانى باتذكرها ما لهاش عد فيه شىء حصل أو بيحصل أوح يحصل جد أو ربما الأمر حالة وجد واخدانى انا اللى ياما الهوى جابنى وودانى وكلام على لسانى جانى لابد أقوله لحد القمح ليه إسمه قمح اليوم وأمس وغد ومصر يحرم عليها .. والجدال يشتد على اسم مصر ولما زمانى رمانى عليل نسيت كل شىء عن حبيبى الجميل لكن هو أبداً انا مانساهوش نسيت مشيته وصوته كان شكله إيه ورسمة شفايفه ولمسة إيديه نسيت نظراته نسيت لون عينيه وقوس الحواجب وسهم الرموش لكن هو أبداً انا ما انساهوش نسيت إسمه وحكايته وعرفته فين وعشنا سوى العمر والا يومين وكان م البشر والا طير بجناحين نسيت حتى كان له وجود أو مالوش لكين هو أبداً أنا ما انساهوش قطعوا الأغانى وطارت نشرة الأخبار دارت على كل دار فى الكوكب الدوار يا حاضرين اعلموا الغايبين بأنه فى مصر اتغير الاسم منذ الآن فأصبح.. مصر ضحك التاريخ ضحكته المشهور بها واندار ودخل مناقشة مع الجغرافيا عما صار هل نعترف بالبيان اللي أذيع العصر أم ننتظر مصر تطرد اسرائيل بالقسر وساعتها تحصل بكل جدارة يوم النصر على اسم مصر على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء باحبها وهى مالكه الأرض شرق وغرب وباحبها وهى مرمية جريحة حرب باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء وأكرهها وألعن أبوها بعشق زى الداء وأسيبها واطفش فى درب وتبقى هى ف درب وتلتفت تلقينى جنبها فى الكرب والنبض ينفض عروقى بألف نغمة وضرب على اسم مصر مصر النسيم فى الليالى وبياعين الفل ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل القى النديم طل من مطرح منا طليت والقاها برواز معلق عندنا في البيت فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل المصري باشا بشواربه اللى ما عرفوا الذل ومصر فوق فى الفراندة واسمها جولييت ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت ومسحت دموعى فى كمى ومن ساعتها وعيت على اسم مصر مصر السما الفزدقى وعصافير معدية والقلة مملية ع الشباك.. مندية والجد قاعد مربع يقرا فى الجرنال الكاتب المصرى ذاته مندمج فى مقال ومصر قدامه اكتر كلمة مقرية قريتها من قبل ما اكتب اسمى بإيديا ورسمتها فى الخيال على أبدع الأشكال ونزلت أيام صبايا طفت كل مجال زي المنادى وفؤادى يرتجف بجلال على اسم مصر رحيلاً رحيلاً بغير هوادة رحيلاً فإن الرحيل سعادة عبادة إرادة سيادة ولادة رحيلا .. إلى أين ليس يهم وليس يهم بأي وسيلة .. أجيراً بلقمته في البواخر .. على واحد من جياد القبيلة .. على مقعد في ذرى الجو فاخر وتملأ الكأس بنت جميلة .. على قدمى.. أو بفكرى .. أهاجر أبادر أغادر أخاطر أسافر ولكن إلى أين .. ليس يهم إلى حيث لا تعبر الأفق شمس إلى القطب .. أو حلقة الاستواء .. إلى حيث يسمع للجن همس إلى باطن الأرض أو في الفضاء إلى مرفأ الغد .. أو أرض أمس أرى كل شيء ومن أين جاء وافعل ما قاله القدماء من الفقراء أو الحكماء أو الأمراء أو الأشقياء أو البلهاء فليس يهم لقد قيل وهو الكلام المهم اللي يعيش ياما يشوف واللي يمشي يشوف اكتر شفت الجبرتي بحرافيش الحسين وبولاق بان البلد ماشي زي النمس في الأسواق بالفلاحين ع المداخل من بعيد وقريب بالأرنؤوط بالشراكسة بكل صنف عجيب مترصصين سور رهيب مزراق في ريح مزراق كأنهم لا بشر ولا خلقة الخلاق ومصر فلاحة تزرق بين رقيب ورقيب من غير أبو الهول ما ينهض ناهضة شايله حليب والصبح بدري الجبرتي ينام وقلمه يسيب على اسم مصر مصر اللي عمر الجبرتي لم عرف لها عمر وطلع لقاها مكان مليان عوام وزعر جعيدية غوغاء يجيبوا تملي وجع الراس وخليط أفارقه هنادوة روم ملل أجناس والترك في القلعة والمماليك خدودهم حمر كان عمرها ستلاف سنة .. كلها سنين خضر بس الزمان يختلف زي اختلاف الناس ناس تبني مجد وحضارة وناس بلا احساس وناس تنام لما يزحف موكب الأحداث على اسم مصر أنا اللى اسمى حتحور .. أنا بنت رع مثال الأمومة ورمز الحنان تفيض حلماتى وتملا الترع وتسقي البشر كلهم والغيطان أنا ربة الحب حتحور أنا أنا السيدة المنجدة المغرمين وكم من محب ف هواه انضنى دعاني وطيبت خاطره الحزين أنا طيبة إنما طبعى صعب وديعة.. ولو ثرت بطشى مهول ما شوفش اللى قدامى لو ألف شعب أدوسهم وتجرى دماهم سيول ويوم رع ما فات بسناه فى السما وكل العيون خايفة تنظر إليه وجاله القمر خلقته معتمة وعدى قصاده .. وضلم عليه يا ويل اللى فتح فى ابويا العظيم يا ويل من تطاول يا ويل من ضحك يا ويلك يا مصر مصيرك اليم أنا اللى اسمى حتحور انا ح امسحك يحاول يهديني رع ما اسمعوش وادمر واطيح فى البلاد والعباد أنا الطيبة.. كنت زى الوحوش سفكت دماء البنات والولاد دبحت المحبين فى عز القبل هدمت المعابد على المنشدين قلبت على النحاتين الجبل حرقت الغيطان هم والفلاحين لحد ما رع نادى ع الآلهة وقال صبوا في النهر كل النبيذ وشفت المياه حمرا ومزهزهة وظنيتها دم الضحايا اللذيذ شربت انتقاماً شربت شربت وأنا بالعن المفتري والغبي وحبة بحبة عن الوعي غبت ونمت على النيل في ضي أبي وقمت .. بكيت من فؤاد أم ثكلى ونهنهت فوق صدر مصر العريض على العالم المبدورين جنبي قتلى وكان دمعي ينصب فى النيل يفيض واقول ليه يا مصر ولادك كده يا إما المذله يا يتجبروا يا خوفي يا فرحة قلوب العدا ويا ندمي لو ما يتغيروا ومن يومها والنيل فى نفس المعاد يفيض كل عام قبل فصل الخريف بلون حمرة الدم يملا البلاد ويملا النسأيم بعطر مخيف بعطري أنا اللي اسمى حتحور أنا وعطرى مخيف وحنون وطرى يفرح بس مرة في كل سنة ويهمس يا مصر اذكرى.. واحذرى نهايته يا مصر اللى كانت أصبحت وخلاص تمثال بديع وانفه فى الطين غاص وناس من البدو شدوا عليه حبال الخيش والقرص رع العظيم بقى صاج خبيز للعيش وساق محارب قديم مبتورة ف أبو قرقاص ما تعرف اللى بترها سيف والا رصاص والا الخراب اللي صاب عقل البلد بالطيش قال ابن خلدون أمم متفسخة تعيش ليش وحصان صهل صحى جميع الجيش على اسم مصر