كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن هناك دروسا لسياسة الولاياتالمتحدة تجاه إيران للتجميع وأخذ العبر من الوثائق الأرشيفية التى صدرت فى الذكرى السنوية الخمسين لأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. وقالت فى مقال نشر اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى إن أحد الدروس الكبيرة هو فهم وجهات النظر الحقيقية لعدوك خاصة بشأن الأسلحة النووية، متسائلة حول ما إذا كان هناك فى واشنطن من كان يعلم في شهر أكتوبر من عام 1962 أن الزعيم السوفييتى "نيكيتا خروشيف" لم يعتقد بنظرية "الضربة الأولى"، وهى الفكرة التي قد تطلق هجوما نوويا كبيرا وتدمر كافة القوى النووية الأمريكية، ومن ثم لاترد على ذلك بضربة مضادة. وأضافت الصحيفة: إن السبب فى أهمية ذلك هو أن صناع السياسة الأمريكيين أنفقوا المليارات قبل وبعد عام 1962 على إضافة صواريخ بالستية عابرة للقارات وغواصات استراتيجية وقاذفات قنابل إلى الترسانة الأمريكية، مشيرة إلى أن مليارات إضافية تم إنفاقها - ولاتزال تنفق - فى جهد لبناء نظام صاروخى مضاد للصواريخ البالستية، حيث كان فى الحرب الباردة من الأساسي الرد على ضربة أولى سوفييتية ممكنة. ولفتت الصحيفة إلى أنه بعيدا عن التصريحات العلنية لطهران، ما الذى تعلمه واشنطن عن معتقدات المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئي حول السلاح النووى الحقيقى، الذى سيتخذ القرار بتصنيع سلاح نووى أو ربما استخدامه، منوهة إلى أنه بدراسة أى هجوم على المنشآت النووية الإيرانية الموجودة حول البلاد فإن أى جهد سيعنى المزيد من الطائرات فوق مساحة أكبر لأيام أكثر بكثير. وأشارت الصحيفة إلى أن مارتين شروين العالم الكبير بمركز ويلسون والأستاذ بجامعة جورج ماسون قال إن الأزمة الكوبية قدمت نهجا أكثر حذرا للدبلوماسية النووية، مشيرا لدرس آخر يوضح أنه كان من السهل جداً الانزلاق فى حرب عالمية بينما تجرى عملية المضي فى التصعيد تدريجيا.