اجمعت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت على الخسارة الكبيرة التى لحقت بلبنان جراء العملية الإرهابية التى أدت إلى استشهاد رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلى اللواء وسام الحسن. وكان الحسن قد لقى مصرعه فى انفجار بالأشرفية بعد ظهر أمس الجمعة، واعتبرت الصحيفة مصرعه بمثابة خسارة لبنانية لقائد أمنى قوى، وضعت رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى فى موقف محرج أمام طائفته السنية, بل أمام الشعب اللبنانى كله. وكتبت صحيفة (الجمهورية) اللبنانية تقول:"إن اغتيال العميد وسام الحسن يضع لبنان أمام منعطف مفصلى, فإما إعادته إلى زمن الوصاية بمعزل عن هوية الوصى، أو قلب الطاولة سياسيا تمهيدا لاستعادة المبادرة السياسية فى مشهد اغتيال الشهيد رفيق الحريري الذي تجلى في انتفاضة الاستقلال، هذا المشهد الذى يعيد ولو نسبيا المظلة الأمنية أوالتوازن الأمنى الذى اختل بعد اغتيال الحسن، شريطة أن تكون ردود الفعل المحلية والعربية والدولية على المستوى المطلوب. ورأت الصحيفة أن الهدف الأساسى من اغتيال الحسن هو تفويت الفرصة على لبنان من استعادة سيادته وقراره الحر بعد سقوط النظام السوري، وحرمان القوى السيادية من التأسيس على هذه اللحظة لإعادة السلام إلى لبنان. فى حين ربطت صحيفة "اللواء" بين استشهاد رفيق الحريرى, وبين الحسن الذى أصبح شهيدا كبيرا على الطريق نفسه الذى سار عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، طريق السيادة والاستقلال والعزة الوطنية فى 14 فبراير 2005. وأكدت أن لبنان فقدت الضابط الشجاع الذي لم تثنيه الحملات ولا التهديدات عن مواصلة عمله الأمني، في تفكيك عشرات شبكات التجسس الإسرائيلية، وإلقاء القبض على رموزها وأفرادها وزجهم في السجون لحماية ظهر المقاومة والأمن الوطني اللبناني ككل.
ومن جانبها توقعت صحيفة "السفير" اللبنانية أن يكون اغتيال وسام الحسن ليس عابرا، بل سوف ينقل لبنان من حقبة انتظار الأسوأ إلى العيش فى أسوأ المخاطر وأفدحها، كما أن اغتياله الشبيه إلى حد كبير باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أدخل لبنان فى المجهول السياسي والأمني والمذهبي. وأكدت أن الأمن الذى كان ممسوكا ولو بهشاشة، قد يفلت من عقاله، وفى الساعات الأخيرة الكثير من العينات فى ظل انقسام سياسى خطير، يزداد يوما بعد يوم، على وقع نزاعات داخلية، وأزمة سورية متفجرة وقضايا دولية شديدة الصلة بقرارات مجلس الأمن والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. اما صحيفة "المستقبل" اللبنانية فأشارت إلى أن يد الغدر تمكنت من الجمهورية مرة ثانية، وقصفت واحدا من أبرز أعمدة أمنها وأمانها، ومنطقة من أعز مناطقها، وصار في قدرة الطاغية بشار الأسد وزمرة المجرمين والقتلة التابعين له التفاخر بأنهم "أنجزوا" أخيرا ما عجزوا عن إنجازه على مدى سنوات. ووصفت- الصحيفة- وسام الحسن بأنه سيد الشجعان قضى شهيدا كما قضى من قبله رئيسه وملهمه الشهيد رفيق الحريري بانفجار غادر ومدمر وحارق أخذ في لهيبه عشرات الضحايا المدنيين من أهل الأشرفية الأبية. وبدورها لفتت صحيفة (الديار) إلى أن لبنان دخل الآن فوضى جديدة، والرئيس نجيب ميقاتي سوف يكون وضعه صعبا واليوم يوم الغضب الكبير سوف تطالب الجماهير باستقالة ميقاتي, وسيكون عليه مقاومة شعور الطائفة السنية لأن العميد الشهيد وسام الحسن أصبح فى الفترة الأخيرة رمزا سنيا كبيرا في غياب سعد الحريري عن لبنان وفي غياب نواب 14 آذار . وأوضحت أن الطائفة السنية سوف تضغط على الرئيس ميقاتي للاستقالة وسيكون على رئيس الحكومة مواجهة إما الاستقالة او الاصطدام بالشارع السني والشعور السني مع كل ما سيحصل من ردود فعل.