القديس.. الساحر.. وألقاب أخرى كثيرة أطلقت على الفتى الذهبي محمد أبو تريكة نجم النادى الأهلى والمنتخب الوطنى منذ وطئت قدماه أرض الجزيرة, وقد اكتسب تلك الشعبية الجارفة لتمتعه بأخلاق عالية إلى جانب مهارته النادرة وإن كان هناك لاعبون أمهر منه وآخرون أقل ما يوصفون به بأنهم على خلق, غير أنه جمع الحسنيين فصار معشوق الجماهير قبل أن تنزلق قدماه إلى الهوة السحيقة التى تنذر بانتهاء شهر العسل بين تريكة وعشاقه ما دفع البعض لإعداد قائمة بأبرز سقطات اللاعب التى تخرجه من مسوح الملائكة التى ارتداها لفترة طويلة. القشة التى قصمت ظهر البعير فى قصة أبو تريكة وجماهيره كانت موقفه الأخير من بعض وسائل الإعلام التى وصفها بالمعادية لجماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها اللاعب, وهى تهمة تضارع تهمة معاداة السامية التى تأخذها إسرائيل الصهيونية ذريعة لمعاقبة المختلفين مع عنصريتها, حيث عمد تريكة منذ عودته من رحلة افريقيا الوسطى التى شهدت خروجا مخزيا لمنتخبنا القومى, إلى تجاهل التحدث لعدد من الصحف وعلى رأسها «فيتو» واليوم السابع والدستور والفجر والوطن وعدد من الفضائيات مثل اون تى فى و «سى بى سى «بدعوى أنها تعادى الإخوان والرئيس محمد مرسى. المثير أن أبو تريكة الذى يدافع عن الإخوان ويعتبر الجماعة ممثلا للثورة, هو نفسه أبو تريكة الذى كان صديقا لنجلى الرئيس المخلوع حسنى مبارك, وكانت له لقاءات متعددة بكل من جمال وعلاء. قائمة سقطات أبو تريكة تضم أيضا قوله «.. والقافلة تسير» فى معرض تعليقه على من ينتقدون أداء النادى الأهلى وأداؤه هو شخصيا قبل سنوات حين كان مستوى الاثنين - الأهلى وتريكة - متدهورا , فى إشارة منه إلى أن منتقديه ليسوا سوى «....»! وفيما يتغنى البعض بدور أبو تريكة فى إزالة الاحتقان بين جماهير الأهلى ونظرائهم من مشجعى الزمالك, لا يمكن تجاهل الفيديو الشهير الذى يظهر فيه اللاعب وهو يسخر من نجوم الزمالك وعدم قدرتهم على مجاراة الفريق الأحمر مستغلا الانتصارات العديدة التى حققها ابناء الجزيرة على ابناء ميت عقبة فى غير مناسبة كروية محليا وافريقيا, فضلا عن اشارته المستفزة لجماهير الزمالك بالتزام الصمت خلال إحدى المواجهات بين الناديين, وهو ما أغضب كل جماهير مصر. المثير أن تريكة الذى عرف بالتزامه وتدينه الشهير دأب خلال السنوات الماضية على التراجع عن كلامه لأكثر من مرة, فقد تسبب فى رحيل مدربه الحالى حسام البدرى عن الأهلى فى ولايته الاولى قبل ثلاثة أعوام, فتعاطفت الجماهير مع تريكة حين لم يكن راضيا عن المدير الفنى الحالى للفريق ليعود الرحالة البرتغالى وصديقه مانويل جوزيه, وعندما عاد البدرى لبيته فى الجزيرة, تغيرت نبرة تريكة تماما متنكرا لتصريحاته السابقة! وفى إطار الحديث عن تراجعات أبو تريكة تجدر الإشارة إلى تصريحاته فى مجلة الأهلى التى أعلن فيها رفضه الانضمام إلى المنتخب الاوليمبى الذى يشارك فى اوليمبياد لندن بعد أيام لو طلب منه هانى رمزى السفر مع الفريق رغبة منه فى إفساح المجال أمام الجيل الشاب صاحب إنجاز التأهل للندن 2012, غير انه أعلن قبوله الأمر فور أن عرض عليه رمزى الانضمام إلى زميليه أحمد فتحى وعماد متعب.