احتفلت مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية، بتوزيع جائزتها العالمية عن تاريخ وثقافة الأندلس بجامعة قرطبة بإسبانيا، وفازت الباحثة الدكتورة مارابيا أجيار أجيلار بالجائزة الأولى، عن بحثها الذي جاء بعنوان: «الميقات والمساحة والحساب.. تدريس الرياضيات بمساعدة الآلات الفلكية، وفقًا للقاضي المالكي عزالدين مسعود بن فرمجة». على حين فاز بالجائزة الثانية مناصفة الباحث الدكتور الشاذلي القاسمي، والدكتور خوليو سامسو، وكان بحثهما المشترك بعنوان: «كتاب الأمطار والأسعار لأبي عبدالله البقار». وقال عدنان فرزات نيابة عن رئيس مؤسسة البابطين، ليس من شك في أننا نستحضر اليوم ثمانية قرون من التألق الحضاري الذي لم تعرف الإنسانية له مثيلًا في غناه، وتنوعه على امتداد الزمان والمكان، حيث عرفت الإنسانية في الفردوس الأندلسي المفقود، مدنية أسستها وتفيأت ظلالها أجناس مختلفة من البشر، استطاعوا أن يرسخوا قيم التسامح، والاعتراف بالآخر، والانفتاح عليه والتفاعل معه، مجتمعين رغم تباينهم عرقًا ولغة ودينًا - على ثقافة واحدة شكلت هوية الأندلس وخصوصيته. وأضاف: إن ما يجمع البشر من قيم ومصالح أكثر بكثير مما يفرقهم، وأن الحوار والتلاقي والتفاهم بين بني الإنسان على اختلاف ألوانهم وأطيافهم يمكن تحقيقه إذا صدقت النوايا واستشعر الجميع مسئولياتهم الإنسانية والحضارية. وأكمل: على هذه الخلفية كان من الطبيعي أن تشخص مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية ببصرها إلى الأندلس لتقيم سنة 2004 بقرطبة درة الأندلس وحضارتها الكبرى دورتها التاسعة تحت رعاية جلالة الملك خوان كارلوس متخذة من اسم الشاعر الأندلسي العظيم ابن زيدون علمًا عليها. وهي الدورة التي كانت فاتحة لإسهام المؤسسة في الحوار مع الآخر. وأشار إلى أن «مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية» تهتم بالأندلس ثقافة وتراثًا وحاضرًا ومستقبلًا فإنه ليس من المستغرب أن تحرص المؤسسة على تأكيد الحضور الثقافي العربي في الأندلس من خلال إطلاق مركز البابطين لحوار الحضارات جائزة دولية سنوية تحمل اسم «جائزة عبدالعزيز سعود البابطين العالمية في الدراسات التاريخية والثقافية بالأندلس»، تمنح لأفضل بحث يتناول جانبًا أو أكثر من جوانب الحضارة الأندلسية مع احتفاء خاص بدور القرى والمدن الصغيرة التي لم تركز عليها الدراسات السابقة إسهامًا منها في تأكيد حضور الأندلس في عقولنا ووجداننا جميعًا لا عبر تراثها الخالد وأعلامها العظام فحسب، بل عبر حاضرها الذي نأمل أن يكون ظهيرًا لنا في مستقبل مشترك نعيش فيه معًا حياة أفضل. وشارك في الحفل رئيس جامعة قرطبة البروفيسور خوسيه كارلوس جومس فياماندوس وجمهور من الأكاديميين والطلبة والمهتمين، وممثل البابطين في هذه الاحتفالية الدكتور نادر الجلاد والدكتور خوان بدرو مدير كرسي البابطين في جامعة قرطبة وعدنان فرزات.