ذهبوا ملبين نداء ربهم فعادوا جثثا في أكفان بيضاء يغمرها نور الله الذي كتب لهم الشهادة أثناء تأديتهم أحد فروض دينه الحنيف ولكن الخلاف ظل باقيا حولهم فمنهم من أسماهم ضحايا ومنهم من اعتبرهم قتلى فيما جاءت فتوى الأزهر الشريف لتعلن أنهم شهداء محتسبون عند الله. وتعاملت وسائل الاعلام الغربية على رأسها التركية مع الحجاج المتوفين أمس الخميس، في حادث التدافع بمشعر منى على أنهم قتلى وضحايا على عكس ما أقره الشيخ محمد زكي، الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر، اليوم بشأن كونهم شهداء. واستند زكي في تصريحاته إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام: "من استطاع أن يموت في المدينة فليفعل، فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها". وعلى النقيض تعاملت وسائل الإعلام الغربية مع الشهداء على أنهم قتلى أو ضحايا لحادث عادي وذكرت وكالة الأناضول التركية في عناوين أنبائها عنهم "4 حجاج أتراك من بين ضحايا حادث التدافع في مشعر منى بالسعودية"، و"إيران تعلن الحداد ثلاثة أيام على ضحايا مشعر منى" وغيرهما من العبارات التي لا تعد الحجاج من بين الشهداء كما أعلن الأزهر الشريف. وكانت مديرية الدفاع المدني السعودية أعلنت أمس الخميس استشهاد 717 حاجًا وإصابة 863 آخرين في حادث تدافع للحجاج في مشعر منى، في الوقت الذي يشارك فيه نحو مليوني حاج في أداء مناسك فريضة الحج لهذا العام.