أنا ، وأنا فقط ، وأنا فقط حصريا الذي أعرف من هم الأقنعة ، ومن هو الشخص المقنع ، لا ليس هو زورو الشخصية الخيالية الذي يروون حكايته في أمريكا ، ولكنه شخص آخر يعيش بيننا ، لعلكم تسألونني ، من هو يا أبو يكح يا ابن الجوسقي ؟ يا من أتيت إلى حارتنا ذات ليلة من الجوسق ، طبعا لن أذكر لكم اسمه إلا في نهاية المسرحية ، آه نسيت أنكم ستشاهدون اليوم مسرحية ، هي مسرحية القناع ، تقولون ما هي أحداثها ؟ شاهدوها واعرفوا ، وما أنا يا حارة درب المهابيل إلا ممثل من ضمن الممثلين ، ولكنكم ستفاجأون في النهاية بالممثل الأعظم الذي يستحق أن يأخذ جائزة الأوسكار . المشهد الأول : يفتح الستار على مجموعة من الرجال يجلسون على مائدة اجتماعات ، ومن خلال الحوار نعرف أنهم أعضاء مكتب الإرشاد، وأنهم يقومون بانتخاب المرشد الجديد للجماعة ، نرى محمود عزت عضو مكتب الإرشاد وهو يتصدر المائدة . محمود عزت : إعمالا للشورى أيها الإخوة قررنا أن نختار الدكتور محمد بديع مرشدا للجماعة . محمد بشر عضو مكتب الإرشاد : نريد أن نعرف أولا لماذا لم يقبل الأستاذ مهدي عاكف التجديد لمدة أخرى ، كان من المناسب أن يستمر . محمود عزت : كلكم يعلم أن فضيلة الأستاذ مهدي عاكف تربطني به صلة نسب ، وهو الذي طلب ذلك بنفسه . محمد بشر : ولكنني أعلم أنه قبل ذلك مضطرا . يتدخل محمد بديع في الحوار : كيف مضطرا يا أخ بشر ، ها ، قل لي ، لقد كان راضيا مرضيا وأخذ مكافأة نهاية الخدمة فيلا في التجمع الخامس ، وفيلا في العين السخنة ، وشقتين في مدينة نصر ، وسيارة شيفروليه ، وأجرينا لابنه عملية جراحية خارج مصر على حساب الجماعة ، كما أنه سيأخذ معاشا شهريا هو نفس ما كان يأخذه كبدل تفرغ ، أفلا تريده أن يكون راضيا . الشيخ الخطيب مفتي الجماعة متدخلا : وهل سيزيد بدل تفرغي ؟ محمود عزت : ما تريده سيصل إليك يا فضيلتك . محمد بديع : المهم أن الأخ خيرت الشاطر من داخل سجنه يحييكم ويقول لكم كل مستحقاتكم المالية وأكثر ستكون تحت أيديكم . الشيخ الخطيب : ومن يراه الأخ خيرت جديرا بهذا المنصب الرفيع ؟ . محمود عزت : هو يرى أن الأخ محمد بديع أولى من أي شخص بهذا الموقع . الشيخ الخطيب : وأنا ؟ . محمود عزت : ستتقاعد يا فضيلتك وستأخذ معاشك الشهري كأحسن ما يكون . الشيخ الخطيب : معلهش ، خيرها في غيرها إن شاء الله . محمود عزت : وقد أرسل لنا الأخ خيرت قائمة بأسماء أعضاء مكتب الإرشاد الجديدة . محمد بديع : هيا إذن نجري شورى عليهم . يضع أعضاء مكتب الإرشاد أيديهم فوق بعض ويقولون بصوت واحد : " كولو بامية " وبعدها يقول الأخ محمود عزت : لقد أسفرت الشورى عن اختيار فضيلة الأخ محمد بديع ليكون المنشد العام ، عفوا عفوا ، ليكون المرشد العام للجماعة ، ألف نهار ابيض يا مووورشد . يقف المرشد الجديد محمد بديع مبتسما ، ثم يتجه إلى مقدمة المسرح ، ويخلع قناعه فيتضح أن المرشد هو خيرت الشاطر ولكنه يرتدي قناع محمد بديع . المشهد الثاني : يفتح الستار لنرى أعضاء مكتب الإرشاد يجلسون خلف مائدة اجتماعات . خيرت الشاطر : هل رأيتم ماذا حدث ؟ إنها مؤامرة كونية ، كل الحلفاء خانوك يا خيرت ، حتى أنت يا سلطان ، لقد استبعدوني من الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية . محمود عزت : ولكننا عملنا حسابنا وعملنا شورى صغيرة بيني وبين خيرت الشاطر ونحن نعرف طبعا أنكم لن تعارضوها ، وطلبنا من محمد مرسي أن يقدم أوراق ترشيحه. محمد بديع : أي نعم . خيرت الشاطر : ولكن موقف محمد مرسي ضعيف، فهو لا يملك الكاريزما التي أمتلكها ولا الثقافة التي تغشاني من ساسي لراسي ، ولا بعد النظر ولا الوسامة والأناقة . محمد بديع : أي نعم . محمود عزت : مش مهم يا خيرت ، الفلوس تفعل كل شيء وسنصرف على الرجل وعلى دعايته . محمد بديع : أي نعم . رشاد البيومي يحك رأسه بيده وكأنما يبحث عن فكرة إلا أنه لا يتكلم . جمعة أمين -عضو مكتب الإرشاد : نصرف إيه ؟ هو عروسة بايرة ، اصرفوا عليَّ فأنا أولى . محمد بديع : أي نعم . خيرت الشاطر : كفاية عليك المدرسة اللي أخدتها يا جمعة ، وكفاية عليك الكتب اللي كتبتها وطبعناها لك ووزعناها على كل الإخوان ، كتبك الأكثر مبيعا بفضل تعليمات إخوانك يا جمعة . محمد بديع : أي نعم . محمود عزت : ثم أن الصرف حلال على انتخابات الرئاسة طالما أنها ستوصلنا لغايتنا ، أليس كذلك يا دكتور عبد الرحمن البر . وقبل أن يفتح الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد وعميد كلية أصول الدين فمه قال المرشد محمد بديع : أي نعم . محمود عزت : مش أنت ، هو . عبد الرحمن البر : أي نعم . خيرت الشاطر : اتفقت الفتوى . يعم الظلام المسرح ، وتعود الإضاءة ويظهر على المسرح الرئيس الجديد محمد مرسي وهو يقسم اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية ، ويتقدم الرئيس مرسي إلى مقدمة المسرح ، لينزع القناع من على وجهه ، ليتضح للجمهور أن الرئيس الحقيقي هو خيرت الشاطر وأنه يرتدي قناع محمد مرسي . المشهد الثالث : يظهر على خشبة المسرح الدكتور هشام قنديل الذي قام الرئيس محمد مرسي باختياره لكي يكون رئيسا للوزراء ، ونعرف من السياق انه يجري حوارا صحفيا في مؤتمر صحفي . صحفي أول : هل سيادتك على صلة بالإخوان ؟ هشام قنديل : لا لا أعرفهم ولا توجد صلة بيني وبينهم اللهم إلا أنني أعرفهم فقط منذ عشرين عاما . صحفي ثان : وكيف تعرفت عليهم . هشام قنديل : لا.. لم أتعرف عليهم ولا أعرفهم على الإطلاق ، غاية الأمر أنني مارست معهم بعض الأنشطة وأنا في الغربة ، كنت وقتها في بعثة للحصول على الدكتوراه من أمريكا ، وربنا يسترها معاهم إخوان أمريكا ، ناس لطاف جدا ، وأنشطتهم في المراكز الإسلامية جميلة ، لكنني لا أعرف الإخوان . صحفي ثالث : يقولون إنك لم تطلق لحيتك إلا بعد الثورة ، فلماذا ؟ . هشام قنديل وهو يشير بأصبعه إلى جانب رأسه علامة المفهومية : شيء طبيعي لأني لو ربيت لحيتي قبل الثورة كانوا عرفوا إن أنا إخوان . صحفي رابع : إذن أنت إخوان ؟ هشام قنديل : لماذا لا تصدقوني ، أنا لست من الإخوان ، لكنني أصلي في مساجد الإخوان ، وأنا لست من الإخوان ، ولكني كنت من إخوان أمريكا ، وأنا لست من الإخوان ولكن صلتي قوية وقديمة بفضيلة المهندس العلامة والحبر الفهامة خيرت الشاطر ، وأنا لست إخوانيا ولكنني أعتبر نفسي صديقا مقربا من الرئيس محمد مرسي منذ سنوات بعيدة . الصحفي الأول : مصر بهذه الصورة أصبحت مثل حي المهندسين ، الرئيس متخرج من هندسة ورئيس الوزراء هندسة وخيرت الشاطر هندسة ، فما رأيك ؟ هشام قنديل : أنا لست من الإخوان ، لكنني متخرج من كلية الهندسة قسم مدني بمرجعية إسلامية . ويتقدم هشام قنديل إلى مقدمة المسرح لينزع أمام الجمهور القناع الذي يرتديه فإذا به خيرت الشاطر . يكتبها لكم خيرت الشاطر أبو يكح الجوسقي سابقا