انتقدت صحف ألمانية بشدة التعاون الأمريكي التركي بشأن التصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي، بل هناك من اعتبر هذا التعاون خيانة للأكراد وخطأ كبيرًا لن يسهم في التصدي ل "داعش". صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" طالبت بانخراط أكبر لدول الاتحاد الأوربي في الحرب ضد "داعش": لا نعرف بالضبط على ماذا اتفقت حكومة أوباما والحكومة التركية بقيادة أردوغان بخصوص محاربة الميليشيا الإرهابية "الدولة الإسلامية"، فلم تُنظم ندوة صحفية يُوضح لنا من خلالها متحدث حكومي الخطة. لكن من الواضح لحد الآن أن هناك خاسرين كثر. أنقرة تستخدم الاتفاق لمهاجمة حزب العمال الكردستاني. وهذا يضعف جزءا من القوات البرية الكردية التابعة للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية. التوقف المفاجئ لعملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني هو انتكاسة أخرى. لكن بشكل غير ملحوظ تقريبا هناك خاسر آخر: اليمن، حيث الطائرات الحربية السعودية تقصف منذ أربعة أشهر مواقع تابعة للمتمردين الحوثيين الموالين لإيران. وحسب أرقام الأممالمتحدة، فقد قتل أربعة آلاف شخص لحد الآن. كما تتهم منظمات غير حكومية الرياض بانتهاك حقوق الإنسان. من جانبها قررت واشنطن في حربها ضد داعش توظيف كل شيء. وعند تقييم أداء الولاياتالمتحدةالأمريكية تظهر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي في الصورة، فقد تخلت دول الاتحاد الأوربي عن أمريكا لأعوام طويلة، واكتفت بإرسال بعض الأسلحة وتكوين مقاتلي البشمركة في شمال العراق. وهو أمر غير كاف بالنسبة لحجم المسئولية والمصالح الأمنية للاتحاد الأوربي. إذن، فدول الاتحاد الأوربي مطالبة بالانخراط أكثر في الحرب ضد "داعش". صحيفة "برلينر تسايتونغ" كتبت تحت عنوان "خيانة الأكراد": الرئيس الأمريكي باراك أوباما يريد إنشاء منطقة أمنية في سوريا وهي منطقة أيضا يمكن من خلالها التصدي للطائرات العسكرية السورية. لقد كان ذلك هو الثمن الذي طلبه الرئيس التركي من أجل استخدام القاعدة الجوية أنجرليك. قبل أربعة أعوام كانت فكرة إنشاء منطقة أمنية فكرة معقولة، أما اليوم، فقد فات الأوان. اليوم سيكون من الأفضل تعزيز القوة الوحيدة الناجعة في التصدي ل "داعش" وهي: الأكراد. خيانة الأكراد من أجل امتياز قاعدة عسكرية جوية إستراتيجية من الممكن أن يكون أكبر خطأ يرتكبه التحالف الغربي. صحيفة "تاغسشبيغل" تشكك في إمكانية إقامة منطقة حماية: رسميا تسعى تركيا من خلال تلك المنطقة إلى إنشاء منطقة آمنة لللاجئين السوريين. لكن من ناحية غير رسمية، فإن الهدف هو منع اتحاد مناطق المستوطنات الكردية في شمال سوريا لتشكيل كيان متجانس. لكن في الوقت الحالي يبدو الأمر وكأنه متمنيات أكثر منه مشروعًا ملموسًا. فروسيا حليفة سوريا، تنتقد الخطط المتمثلة في المراقبة الجوية الأمريكية - التركية في شمال سوريا. أما الولاياتالمتحدةالأمريكية، فتؤكد أنه ليست هناك أية استعدادات لإنشاء منطقة حماية. وهذا ما دفع أنقرة إلى التراجع. في الدوائر الحكومية التركية لا يتم الحديث عن منطقة حماية حقيقية، وإنما في أقصى الأحوال عن "منطقة حماية بحكم الواقع". ما الذي يعنيه ذلك بالضبط؟ لا أحد يعرف بشكل واضح. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل