مصر تخطط لوصول الأسطول التجاري البحرى إلى 40 سفينة عام 2030    سعر اللحوم مساء الجمعة 5 ديسمبر 2025    الأمن القومي الأمريكي: يجب التخلي عن اعتبار "الناتو" حلفا يتوسع إلى ما لا نهاية    المنتخب السعودي يفجر مفاجأة قبل مواجهة جزر القمر.. كواليس نارية من معسكر الأخضر ليلة المباراة    إعلامي سعودي ينصح صلاح بالرحيل عن ليفربول    الداخلية تضبط متهمين روّجا للمخدرات بعد تداول فيديو على السوشيال ميديا بالمرج    صناع فيلم فلسطين 36 على السجادة الحمراء لمهرجان البحر الأحمر    أهل مصر تنفرد.. أول صور من زفاف بوسي تريند البشعة بالإسماعيلية (خاص)    عمان ضد المغرب .. التعادل السلبي يحسم الشوط الأول    الأمم المتحدة تدعو لتحقيق شامل ومحاسبة المسئولين عن جرائم الأسد والهجمات الإسرائيلية في سوريا    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي بالسوق السوداء بقيمة 4 ملايين جنيه    تأجيل محاكمة طفل المنشار وحبس المتهم بالاعتداء على طالب الشيخ زايد.. الأحكام × أسبوع    هانز فليك يتفوق على أساطير تدريب برشلونة فى الدوري الإسباني    الداخلية تحتفل باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة وتطلق مبادرات دعم شاملة    أول ظهور ل تامر حسني بعد وعكته الصحية الأخيرة (فيديو)    نسمة محجوب تقدم أغانى أم كلثوم بأداء منى زكى فى فيلم الست    الصحة: فحص أكثر من 7 ملايين طالب ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن «الأنيميا والسمنة والتقزم» بالمدارس الابتدائية    بيان ناري من الداخلية في غزة بشأن مقتل أبو الشباب    رئيس مصلحة الجمارك: نتطلع إلى نقلة نوعية في كفاءة وسرعة التخليص الجمركي للشحنات الجوية    فرنسا ترحب بتوقيع اتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا بواشنطن    تموين المنوفية تضبط 4 أطنان أعلاف مجهولة وتحرر 231 محضرًا خلال يومين    الزمالك يترقب قرار اتحاد الكرة بشأن قضية زيزو.. واللاعب يجهز للتصعيد    حلمي طولان: تصريحي عن الكويت فُهم خطأ وجاهزون لمواجهة الإمارات    مخالفات جسيمة.. إحالة مسؤولين بمراكز القصاصين وأبو صوير للنيابة    جامعة المنصورة الأهلية تشارك بمؤتمر شباب الباحثين لدول البريكس بروسيا    ميادة الحناوي ترد على استخدام AI لتحسين صوتها: مش محتاجة    رمضان 2026| جهاد حسام الدين تنضم لمسلسل عمرو سعد "عباس الريس"    جامعة حلوان تنظّم ندوة تعريفية حول برنامجي Euraxess وHorizon Europe    شركة "GSK" تطرح "چمبرلي" علاج مناعي حديث لأورام بطانة الرحم في مصر    لتعزيز التعاون الكنسي.. البابا تواضروس يجتمع بأساقفة الإيبارشيات ورؤساء الأديرة    الصين وفرنسا تؤكدان على «حل الدولتين» وتدينان الانتهاكات في فلسطين    اختيار مشروع جامعة عين شمس ضمن مبادرة "تحالف وتنمية" لتعزيز الأمن الغذائي وتوطين الصناعة    «الطفولة والأمومة» يضيء مبناه باللون البرتقالي ضمن حملة «16يوما» لمناهضة العنف ضد المرأة والفتاة    سورة الكهف نور الجمعة ودرع الإيمان وحصن القلوب من الفتن    لمدة 12 ساعة.. انقطاع المياه غرب الإسكندرية بسبب تجديد خط رئيسى    طريقة استخراج شهادة المخالفات المرورية إلكترونيًا    «البريد» يكشف تفاصيل إصدار شهادة بسعر المشغولات الذهبية    وزارة العمل تقدم وظائف جديدة فى الضبعة بمرتبات تصل ل40 ألف جنيه مع إقامة كاملة بالوجبات    منافس مصر.. الإمارات أغلى منتخبات بطولة كأس العرب 2025    خشوع وسكينه....أبرز اذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    بعد انقطاع خدمات Cloudflare.. تعطل فى موقع Downdetector لتتبع الأعطال التقنية    حريق مصعد عقار بطنطا وإصابة 6 أشخاص    وسام أبو علي: نسعى للفوز على سوريا وسأبقى مع فلسطين حتى النهاية    وزير الكهرباء: تعظيم مشاركة القطاع الخاص بمجالات الإنتاج والتوزيع واستخدام التكنولوجيا لدعم استقرار الشبكة    العثور على جثة طفلة مجهولة الهوية بالترعة الإبراهيمية فى سمالوط بالمنيا    لقاءات ثنائية مكثفة لكبار قادة القوات المسلحة على هامش معرض إيديكس    الأهلي يلتقي «جمعية الأصدقاء الإيفواري» في افتتاح بطولة إفريقيا لكرة السلة سيدات    محافظ الجيزة: توريد 20 ماكينة غسيل كلوي ل5 مستشفيات بالمحافظة    طريقة عمل السردين بأكثر من طريقة بمذاق لا يقاوم    بعد إطلاق فيلم "أصلك مستقبلك".. مكتبة الإسكندرية: كل أثر هو جذر من شجرتنا الطيبة    مصر ترحب باتفاقات السلام بين الكونجو الديمقراطية ورواندا الموقعة بواشنطن    رئيس جامعة القاهرة: نولي اهتمامًا بالغًا بتمكين أبنائنا من ذوي الإعاقة    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    استشاري حساسية: المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات وتضر المناعة    كيف تُحسب الزكاة على الشهادات المُودَعة بالبنك؟    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    الأزهر للفتوي: اللجوء إلى «البَشِعَة» لإثبات الاتهام أو نفيه.. جريمة دينية    الحصر العددي لانتخابات النواب في إطسا.. مصطفى البنا يتصدر يليه حسام خليل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



راهبات دير البنات يجُهزن إفطارى وسحورى

«مواطن مصرى لا أنتمى لأى حزب.. أعيش أفراح وآلام الوطن من خلال الغوص فى أعماق التاريخ والآثار كإنسان يحترم الإنسان بصرف النظر عن دينه ووطنه وفكره, وعلاقتى بالمسيحية عروتها الوثقى الحب, والود عن علم وعن دراسة متعمقة للآثار المسيحية حيث كان عنوان موضوع الماجستير «دراسة أثرية حضارية للآثار المسيحية بسيناء» والدكتوراه عن الآثار الإسلامية والمسيحية بطور سيناء» هكذا بدأ الدكتور عبد الرحيم ريحان -مدير عام البحوث والدراسات الإسلامية والنشر العلمى بالوجه البحرى وسيناء بوزارة الآثار حديثه ل«فيتو»، لافتا إلى أنه عمل فى مجال الآثار بسيناء مرافقاً ومشرفاً على أعمال بعثة آثار ألمانية بوادى فيران.. وأوضح إنه عاش داخل دير البنات - مقر إقامة البعثة فى ذلك الوقت- وهو أقدم موقع مسيحى متكامل مكتشف بمصر وتعود آثاره المسيحية للقرن الرابع والخامس والسادس الميلادى, وكانت علاقته بالراهبات داخل وادى فيران تستند على التآخى زاد منها أنهن كن ينصتن جيداً لحجرته المقابلة لكنيسة الدير فى منتصف الليل ليستمعن له أثناء قراءة القرآن وقد أبدين إعجابهن بشخصه المتواضع والملتزم بدينه وتعاليمه السمحة وخلق الإسلام فى التعامل داخل الدير.
ويتذكر ريحان شهر رمضان فى ذلك الوقت داخل الدير, فالراهبات كن يحرصن على تهيئة كل الظروف للصيام وإعداد طعام الإفطار والسحور, حتى إنهن أرسلن فى طلب شراء الزبادى خصيصاً له من القاهرة لعدم توفره بالدير.
مضيفا: حتى أفراد البعثة من الأجانب كانوا يناولون الطعام بعيداً عنى رغم إخبارهم بأن تناولهم الطعام أمامى لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة لى وكانوا يتعجبون من سحر هذا الصيام عندما لاحظوا أنى أعمل أكثر منهم فى الحرارة الشديدة دون تناول الماء ودون كلل لدرجة أن أحدهم كان يصر على تناول طعام الإفطار معى ليشاركنى فرحتى بالصيام وكان يقول بأن هذا أفضل طعام تناوله فى حياته وأن له مذاقا خاصا. مواصلا سرد ذكرياته, يشير ريحان إلى أنه عندما سافر لدراسة الآثار البيزنطية بجامعة أثينا وكانت إقامته داخل دير سانت كاترين هناك, كان يؤدى الصلاة داخل الدير ويقرأ القرآن بصوت مسموع ثم انتقل للإقامة فى شقة راهب دون مقابل, فقد أهداها له الراهب حتى تنتهى إقامته باليونان وكانت تزين جدران الشقة الأيقونات وهى صور دينية مسيحية وفى هذه الشقة ختم ريحان القرآن عدة مرات. ولم يخف ريحان احتواء مكتبة دير سانت كاترين علي 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمون كعهود أمان لحماية الدير والمسيحيين عموماً يسوق منها أمثلة للرد بها على من يجهلون التاريخ الإسلامى وقيمة حضارته وإسهاماتها فى الحفاظ على كل رموز وآثار الحضارات والديانات السابقة وبالمكتبة مجموعة من الوثائق العربية الصادرة من ديوان الإنشاء بمصر فى عهد الفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين إلى الدير ورهبانه تلقى الضوء على طبيعة العلاقات بين رهبان الدير والمسلمين من قاطنى سيناء وبينهم وبين السلطات المسئولة فى مصر. وتكشف هده الوثائق عن سياسة التسامح التى سارت عليها السلطات العربية الإسلامية حيال أهل الذمة (المسيحيون واليهود) والتى أوضحت بجلاء أن رهبان طور سيناء كانوا يعيشون فى ديرهم هادئين مطمئنين وتميز المسلمون بسعة صدورهم وتسامحهم الصادق فى أمور الدين والحريات الشخصية.
ريحان مشيرا إلى وثيقة أمان من الخليفة الحاكم بأمر الله الذى تولى وزارته أربعة من المسيحيين وكان طبيبه الخاص مسيحيا وأعطاهم حرية دينية كاملة واكتنزوا فى عهده الثروات الضخمة واكثروا من بناء الكنائس والأديرة, يكشف ريحان عن عهد أمان من الخليفة الحافظ لدين الله بمعاملة القسيسين والرهبان معاملة طيبة وشمولهم بالرعاية وعهد أمان للخليفة الفائز طوله 488سم يتضمن رعاية شئون الرهبان وتأمين سلامتهم وأموالهم ومنشور الخليفة العاضد طوله 10م يتضمن كل المزايا السابقة إضافة لتسهيل مطالب الرهبان وإصلاح أمورهم وفى العصر الأيوبى 567-648ه 1171-1250م انتهج حكام الأيوبيين سياسة التسامح فكانوا يعنون بالدفاع عن حقوق الرهبان, ويتضمن منشور الملك العادل أبو بكر أيوب حمايتهم مع إقرار المميزات السابقة وفى العصر العثمانى 922-1213ه 1517-1798م ازدهر الدير وحصل على أملاك عديدة فى كريت ورومانيا وبنى السلطان سليم الأول عدة حصون لتأمين طريق الحج المسيحى وأصدر سلاطين العثمانيين وعلى وجه الخصوص سليم الأول وسليمان القانونى العديد من الامتيازات التى أعانت الدير على أن يصبح قوة اقتصادية كبيرة. منتقلا بحديثه إلى عهد محمد على 1805-1848م يقول ريحان إنه تم تخصيص نسبة من إيراد الجمارك التى تحصل بالقاهرة لصالح الدير, وسادت روح التسامح فى عهد أسرة محمد على فقد فتحت الأديرة أبوابها للزوار الأجانب وتمت دراسة بعضاً من مخطوطات الدير ومن الوثائق المهمة فى هذا العصر فرمان السلطان مصطفى الأول بن محمد 1618م الذى منحه للدير فى عهد المطران غفريل الرابع ويتضمن الاعتراف بكل المميزات السابقة وكذلك حرية السفر للرهبان لأى مكان خارج مصر وإعفاء بضائع الدير من الرسوم الجمركية وعدم التدخل فى أى ممتلكات أو مواريث خاصة بهم وحق الامتلاك بطريق الوقف فى أديرتهم وكنائسهم ومزارعهم وبيوتهم وحقولهم وبساتينهم وسائر ممتلكاتهم داخل وخارج مصر.
دكتور ريحان يشير إلى أن عمرو بن العاص حين فتح مصر أعطى قبطها عهد أمان جاء فيه (هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم لا يدخل عليه شيء ولا ينتقص) وكان دائما يوصى فى خطبه المسلمين بمراعاة الأقباط والمحافظة على حسن جوارهم قائلاً لهم (استوصوا بمن جاورتموه من القبط خيراً) ذكر المؤرخ الكنسى ساويرس بأن عمرو بن العاص رضى الله عنه أرسل لبطريرك الأقباط اليعاقبة بنيامين (609- 648م) الذى كان هارباً من الحاكم البيزنطى قيرس حيث بعث رسالة إلى سائر البلاد المصرية يقول (فليظهر البطريرك مطمئناً على نفسه وعلى طائفة القبط جميعهم التى بالديار المصرية وغيرها آمنين على أنفسهم من كل مكروه) .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.