[email protected] قديما قالوا :"المرء مخبوء تحت لسانه"،وعندما أراد "أرسطو" أن يتعرف على أحد تلاميذه،قال له:"تكلم حتى أراك"،لذا فإن الإنسان إذا تكلم أفصح عن نفسه وهويته وأخلاقه وتربيته. غير أن "الشيخ السفيه"،رغم كسره حاجز الثمانين عاما،إلا أنه لا يزال غير قادر على أن يضبط إيقاع لسانه المنفلت،بعدما ما وصلت إليه "جماعته" من "صولجان وهيلمان" فى غفلة من الزمن،والجماعة،قد تعنى "الزوجة"،وقد تعنى تنظيما سياسيا،والمعنى يحيط به أولو الأبصار وذوو الألباب. فى كل مرة يظهر "الشيخ السفيه" تليفزيونيا،أو يتحدث صحفيا،يكشف بجلاء عن روح صدئة،ولسان لا يعرف الأدب،وضمير أسود ،وقلب يملؤه الغل والكراهية،إزاء من لا يقع فى هوى "جماعته"! فى كل المجتمعات،ينبغى على الشيخ العجوز الهرم،أن يعف لسانه عن الكلام القبيح،وأن يكون قدوة للأجيال الناشئة فى الأدب واحترام الآخر،فما بالك عندما يكون هذا الشيخ متمسحا بدين يأمر أتباعه –دائما وأبدا-بحسن الخلق،ففى الحديث :"أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا"؟! و"الشيخ السفيه"،معدوم الحياء،منزوع الأدب،حتى أنه لا يحترم إلا من يقع فى هوى جماعته،ويغازلها غزلا صريحا فجا . ألم يسمع "الشيخ السفيه"،يوما فى دروس جماعته وعظاتها توبيخ الرسول الكريم للصحابى معاذ بن جبل :"ثكلتك أمك يا معاذ،وهل يكب الناس فى النارعلى وجوههم إلا حصائد ألسنتهم"؟! أم أن "الشيخ السفيه"،تغره قوة جماعته المؤقتة،والتى لن تكون أشد بأسا من قارون وفرعون وهامان،ومثلما طوى التاريخ صفحاتهم ،فإنه سوف يطوى صفحة جماعته الهشة؟ فلتعلم أيها الشيخ السفيه-إذن-أن كل سلطان غير سلطان الله إلى زوال، وأن جماعتك التى تحتمى بها فى زلاتك وحماقتك،لن تغنى عنك من الله شيئا. أيها "الشيخ السفيه"،فلتحترم شيخوختك ،ولتمسك عليك لسانك،وليسعك بيتك،فالسفهاء لا ينبغى لهم أن يتكملوا وينصحوا ويعظوا،فالشياطين لا تعظ ،ولا ينبغى لها أن تعظ. أيها الشيخ السفيه،فلتقل خيرا أو لتصمت ،ولأن "الطبع غلاب"،فإنك لن تصمت،إذن "فلتبق عاكفا فى بيتك،لعل الله يهديك"،و فى القرآن الكريم :"إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء".