[email protected] أضافت مجزرة رفح التى جرت مغرب يوم الأحد 5 يوليو الماضى، والتى راح ضحيتها 16 شهيدا و7 مصابين من جنودنا، إلى المصريين أوجاعا فوق أوجاعهم..وقد انطلقت أصابع الاتهام تشير إلى اتجاهات عدة، فمن قائل إن مرتكبيها هم من التكفيريين أو الجهاديين المنتشرين فى سيناء، ومن قائل بأن من قام بذلك ينتمون إلى عناصر متشددة داخل قطاع غزة، ومن قائل بأن الفاعل الحقيقى هو العدو الصهيونى، وإن لم يكن بشكل مباشر، فهو المستفيد الأول من وقوع مثل هذه الجرائم حيث تحقق له أكثر من هدف.. جذب انتباهنا إلى قضية خطيرة وملحة طالما أشرنا إليها ،وأشار إليها غيرنا كثيرا، وهى سيناء، هذا الجزء الغالى والعزيز من وطننا، وضرورة اتخاذ جميع السبل والإجراءات التى تعين على فرض السيطرة المصرية الكاملة عليها، والاهتمام بها من حيث تعميرها وتنميتها، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا..إن سيناء كما يعلم الجميع تعيش فى غربة عن مصر، قطعة مهمشة..كأنها زائدة دودية..خاصة عقب إبرام معاهدة السلام مع الكيان الصهيونى فى 26 مارس 1979، وإذا كانت تلك هى البيئة الخصبة لتوالد مجموعات التكفير والتشدد والميل إلى استخدام العنف، فمن المتوقع أن يترتب على تلك الممارسات ثأر وحب للانتقام، متى توافرت الفرصة..فهل كانت مجزرة رفح ثأرا وانتقاما؟ لا أحد يدرى، على الأقل حتى الآن..لكن الذى نعلمه هو أنه لايوجد ثأر بين أهل سيناء وجنود القوات المسلحة المصرية يستوجب القيام بهذه الجريمة النكراء. ثمة جانب آخر فى القضية، وهى معاناة أهل قطاع غزة..من حصار، وقتل، وتصفية وإبادة وتشريد على يد الصهاينة..نحن لا ننكر وجود مجموعات تكفيرية وجهادية داخل القطاع، وهذه تعانى منها حماس أشد المعاناة..لكن هل من المتخيل أن تكون مجموعة من هؤلاء هى من قام بمجزرة رفح؟ ولماذا؟ ولمصلحة من؟ إن أهل القطاع يعلمون جيدا أن القاهرة هى المتنفس الوحيد لهم، ومحال أن يرتكبوا عملا من شأنه أن يهدد هذا المتنفس، خاصة أنه بدأت تلوح فى الأفق أوضاع جديدة سوف يكون لها أثرها الإيجابى من حيث تخفيف المعاناة عن أهل القطاع..إن الزيارة التى قام بها إسماعيل هنية رئيس الحكومة إلى مصر والتقاءه برئيس مصر، فى سابقة لم تحدث من قبل، ثم فتح معبر رفح وتوصيل الغاز إلى القطاع، كل ذلك يؤكد أن عهدا جديدا بدأ يتشكل على الأرض، الأمر الذى يستحيل معه قيام البعض بارتكاب جريمة رفح..لكن من زاوية أخرى، هناك من يرى تلك العلاقة الجديدة لا تصب فى مصلحته، بل العكس، أقصد بذلك العدو الصهيونى..وفى ظنى أن الأخير هو الفاعل الحقيقى للجريمة، وهو بذلك يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد..فهو يريد أن يستعيد الحصار على غزة، ويريد أيضا أن يربك الرئيس المصرى ويجره بعيدا عن مشكلات مجتمعه، فضلا عن قطع الطريق عليه بشأن القضية الفلسطينية وإبقاء الحال على ما هو عليه، ويريد كذلك وهذا هو الأهم إيجاد حالة من العداء بين الشعب المصرى والفلسطينيين، لكن هيهات.