ما بين السماء والأرض أفراح ترحل بهم إلى عوالم شتى.. تتلاشى فيها حدود الطبقية.. وتذوب معها الفوارق الاجتماعية.. وأمواج من السعادة تغرق قلوب ساكني عشوائيات مثلث ماسبيرو لتغسل عنها الحزن وتشاركهم بهجة الاحتفال بعيد الفطر المبارك.. وتزيح عنهم أسراب الهموم التي نزحت من كل صوب وحدب لتحط رحالها على كواهلهم. 2 3 4 5 ففي الشوارع يمرح الأطفال مغتنمين نشوة الفرحة بأيام العيد.. يسرقون من شرائط الزينة المعلقة بين المنازل بسمة تضفي جمالًا صافيًا على ملامحهم البريئة.. يتمايلون ممتلئين بالخيلاء وهم يمتطون ظهور الخيل والدراجات. 6 7 8 9 10 11 12 13 وفي شرفات المنازل جلس رجال ونساء لم يطرق طعم الفرحة باب قلوبهم، من كثرة الخوف، والحرص على أن لا يسمع الصغار همس وجدانهم المهموم بالغد القريب الذي ينتظرون فيه إجلائهم إلى المساكن الجديدة التي شيدتها لهم الحكومة. 15 ومنهم من يقف على استحياء أمام الباب يهفو إلى مرور ركب الفرح ليطمئن تلك الجدران المسندة على الواح من الأخشاب أن العمر ما زال فيه بقية وأن موعد هدمها لم يأتي بعد، وعلي مقربة يسير البعض في الطرقات متأبطًا لوازم البيت. 17 18 19