لم يجد «الإخوان المسلمين» حلا لمواجهة الشباب الغاضب من ممارسات قيادات مكتب الإرشاد بعد الثورة سوى الاقصاء والطرد من الجماعة والتنكيل بكل من يهاجم المرشد والذين معه. وخلال العام ونصف العام الذى تلا ثورة الخامس والعشرين من يناير فصلت الجماعة عددا كبيرا من أعضائها عقابا على خروجهم على مبدأ السمع والطاعة، ومن حيث لا تدرى دشنت الجماعة بنفسها جبهة معارضة قوية سبقت وصول الرئيس الاخوانى الى قصر الرئاسة. اليوم يواجه الاخوان هجوما حادا ممن كانوا يوما من الأيام جنودا فى صفوف الجماعة يأتمرون بأمر المرشد وينتهون بنهيه خاصة بعد نجاح الجماعة فى اقتناص مقعد الرئاسة، وسيكون خوارج الجماعة حسب ما أكدوا ل «فيتو» بمثابة شوكة فى حلق الرئيس الاخوانى لأنهم لن يتوانوا عن مناصرة أهداف ومطالب الثورة ومن أهمها إلغاء الإعلان الدستورى المكمل وسرعة الانتهاء من كتابة الدستور وإنجاز مشروع النهضة الذى طرحه فى برنامجه الانتخابى. أحمد على-أحد الشباب المفصولين من الجماعة - وصف «مرسى» بأنه أول رئيس للجمهورية يأتى بانتخابات نزيهة وشفافة مضيفا: «سنتعامل معه كخوارج من الجماعة مثل أى مواطن مصرى وسنعارضه بقوة ونقف له بالمرصاد إن أخطأ». وطالب قيادات مكتب الإرشاد بترك «مرسى» يعمل فى صمت دون ضغوط منهم أو تدخلات من شأنها افساد المشهد السياسى والتعجيل بسقوط الرئيس المنتخب. متفقا مع الرأي السابق يؤكد فكرى نبيل أحد الشباب المفصولين من الجماعة أن موقفهم من الرئيس المنتخب مثل كل القوى الوطنية طالما ظل منحازا للثورة وينفذ مطالبها برفض الإعلان الدستورى المكمل ومجلس الدفاع الوطنى وحل البرلمان المنتخب وفى هذا الحالة سنظل داعمين له أما إذا انحاز للمجلس العسكرى وقام بعقد صفقات معه فسنكون أشد المعارضين له فكل السيناريوهات مطروحة ومصير مبارك أمام عينيه وسوف نساعده حتى يحصل على كامل صلاحياته كرئيس للجمهورية ونمنحه القوة والدعم لينحاز للثورة وينفذ مطالبها. معاذ عبد الكريم -المفصول من الجماعة منذ سنة- أوضح أنه سيعامل مرسى كمعاملة كل المواطنين لرئيس الجمهورية فهو له حقوق وعليه واجبات يجب أن يؤديها على أكمل وجه والإصغاء للمطالب التى رفعها الناس منذ أحداث الثورة الأولى «عيش حرية عدالة اجتماعية» وإن لم يقم بمهامه سنكون أول المطالبين برحيله لأننا ننحاز للشعب الذى ضحي بالغالى والنفيس من أجل أن يتنفس الكل الحرية وينتقل مرسى من المحظورة إلى قصر الرئاسة ونحن كخوارج من الجماعة أشرس معارضة فى مصر وأيضا فكرة انسلاخ مرسى عن الجماعة مستحيلة لانه لا يستطيع ان يتركهم بعدما نصبوه رئيسا للجمهورية بدعمهم المادى والمعنوى فالمهام ستكون أكثر وأشمل وسيحاول الإخوان المسلمين جاهدين تجنب الصدام مع مرسى فهم يدركون مدى خطورة الأمر وإن كانت الرسائل بينهما ستكون ضمنية بعيدا عن وسائل الإعلام ولن يتخذوا ضده قرارا إداريا مهما حدث».