أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، منع الدعاة المتشددين من اعتلاء المنابر، جاء ذلك خلال حفل توزيع جوائز مسابقة القرآن الكريم الدولية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، اليوم الثلاثاء. وأضاف أن المسابقة العالمية للقرآن الكريم، شملت إلى جانب حفظ القرآن فهم معانيه وقيمه الأخلاقية، وهو ما حاز إعجاب وثناء المشاركين من مختلف دول العالم، وجعل كثيرا من المسابقات تحذو حذونا. وقال: إننا نقدم اليوم نموذجا خاصا لطفل مصاب بالتوحد والإعاقة الذهنية لا يجيد نطق جملة أو جملتين من كلام الناس، غير أنه يحفظ القرآن الكريم كاملا بأرقام آياته وسوره وأحزابه وأجزائه، وصدق الحق سبحانه وتعالى إذ قال "إنا نحن نزلنا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ". ووجه خطابه للرئيس "السيسي" قائلا: "نؤمن أن الطريق شاق وطويل، وأننا في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد، ومع ذلك انطلقنا داخليّا وخارجيّا سواء في منع المتشددين وغير المتخصصين من اعتلاء المنابر أو تصحيح المفاهيم الخاطئة التي شوهت الصورة النقية لديننا الحنيف، وترجمنا لأول مرة في تاريخ الأوقاف المصرية، أعمالنا إلى ثلاث عشرة لغة، لتوزيعها على جميع دول العالم بمعرفة وزارة الخارجية. وتابع: أوفدنا مئات الأئمة المتميزين إلى مختلف دول العالم وعقدنا ملتقى الفكر الإسلامي بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة والتليفزيون المصري بمشاركة علماء الدين وعدد من السادة الوزراء والمفكرين والمثقفين والأدباء والإعلاميين، من منطلق جديد يعمل على دمج أبناء المجتمع في منظومة تتكامل ولا تتناقض، ويقضي على ثنائية "نحن وهم" جلسنا معا وعملنا معا على تجديد الخطاب الديني والفكري والثقافي والعقلي محاولين تحويل العقل من عقل تابع مقلد يسهل استقطابه من قبل الجماعات المتطرفة إلى عقل واع ناقد مبدع مفكر يصعب التلاعب به. واستطرد: "سنواجه بشجاعة وحسم وبلا أدنى تردد، كل دعاة الفكر المتشدد حتى نقتلع بقايا الغلو من وطننا وأمتنا، ونخلص العالم كله من الفكر الظلامي ناشرين سماحة الإسلام وحضارته الراقية، لا نخشى في الله ولا في الحق لومة لائم، إذ نؤمن إيمانا لا يداخله أدنى شك بعدالة قضيتنا، وأن مواجهة الفكر الإرهابي الظلامي المتطرف واجب شرعي ووطني". وقال: "بعد عام حافل بالعطاء والإنجاز في ظل تولي الرئيس "السيسي" الحكم، يقف علماء وأئمة الأوقاف اليوم ليجددوا الثقة به، ويعلنون عن وقوفهم صفا واحدا وجنبا إلى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة وأبناء الشرطة البواسل هؤلاء يواجهون الإرهاب المسلح وأولئك يواجهون الإرهاب الفكري وتحريف دين الله والمتاجرة به، وحقا إننا نستعيد تاريخ أزهرنا المجيد". وأردف: "جموع الأئمة يدركون مدى اهتمام الرئيس بالخطاب الديني وحرصه على الرقي بمستواهم العلمي والمعيشي، وهم على أمل كبير في غد أفضل غد مشرق بإذن الله تعالى".