"الأهرام" اتفقت مع "الحرية والعدالة" ولا عزاء للمستقلين: لقاء "مرسى" و"البورسعيدية"...اختلفت الصُّحف وفى اختلافهم "لخمة" عزيزى القارئ، إن كنت من الذين أصيبوا بداء متابعة ما تكتبه الصحافة المصرية بكافة ألوانها "حزبية ومستقلة وقومية"، من المؤكد أن حالة من "التوهان" أصابتك بداية الأسبوع الجارى فور متابعتك للتغطية الصحفية التى قدمتها صحف مصر للقاء الدكتور محمد مرسى – رئيس أهلى وعشيرتى- ووفد أهالى بورسعيد. البداية كانت مع الزميلة "الأهرام" التى خرجت علينا صباح الجمعة بتقرير تصدر صفحتها الأولى تحت عنوان "ضحايا بورسعيد...شهداء ثورة"، وبعيدًا عن القرار الذى اتخذه الدكتور "مرسى" فيما يتعلق باعتبار ضحايا أحداث العنف فى بورسعيد "شهداء ثورة"، فقد أكدت "الأهرام" التى يرأس مجلس إدارتها الزميل "ممدوح الولى" المعروف بانتمائه – رغم إنكاره الدائم- لجماعة الإخوان المسلمين، أن الرئيس استقبل وفدًا – لاحظ كلمة "وفد"- ضم أهالى – ولاحظ "أهالى" أيضا- بورسعيد، وممثلين – المحافظ ومدير الأمن وقيادات الحرية والعدالة ببورسعيد- عن الأجهزة التنفيذية ومؤسسات المحافظة. فحوى تقرير "الأهرام " عن لقاء "مرسى" كان من الممكن أن نتركه يمر عملًا بالمثل الشائع "دعه يعمل.. دعه يمر"، ولكن لأن الشيطان يكمن فى التفاصيل، فقد أوقع زميلتنا العزيزة فى عبارة – لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة- أكدت لنا أنه هناك فى "الأمور أمور"، حيث أكدت الزميلة القومية – الحكومية أيضا – على لسان "مصادر" أن اللقاء كان وديًّا للغاية، ولا ندرى كيف استطاعت مصادر "الأهرام" قياس درجة الود تلك، والغاية الكبيرة التى كانت أثناء اللقاء. ومن الزميلة "الأهرام" لصحيفة جماعة الإخوان المسلمين ولسان حال ذراعها السياسية حزب "الحرية والعدالة" التى خرجت علينا صباح اليوم ذاته لتؤكد بمانشيت احتل موقع الصدارة فى صفحتها الأولى جاء فيه: "الرئيس يلتقى وفدًا من أهالى بورسعيد"، وبقدر المساحة التى تم منحها للمانشيت واللقاء، كان من المتوقع أن نجد تغطية خاصة جدًّا تنفرد بها "الحرية والعدالة" – الجريدة وليس الحزب- بحكم عدة أشياء، أبرزها أنها دائمًا كانت تنفرد بأخبار وقرارات الرئيس قبل أن يعلنها هو شخصيًّا، ولكن يبدو أن حالة من "الخصام " تسيطر على ناقل أخبار الرئاسة للجريدة – ومن الممكن العكس- ساهمت فى أن تخرج تغطية الصحيفة الإخوانية "الهوى والهوية والتمويل" بأقل من المتوقع، حيث اكتفت الصحيفة بفقرة واحدة فى تقرير صحفى أعد خصيصًا عن زيارة "مرسى" لمحافظة سوهاج لمتابعة سير العمل فى مشروعات افتتحها الرئيس السابق محمد حسنى مبارك. المثير فى التغطية التى قدمتها "الحرية والعدالة" ليس فقط حالة الاختزال التى أصيب بها التقرير، ولكن هناك ما هو أكثر إثارة ومتعة – فى الوقت ذاته- فقد كشف لنا التقرير أن حالة من الود والانسجام تربط الصحيفة الإخوانية والزميلة الأهرام، وأن تلك العلاقة تطورت لما هو أكبر من "توارد الأفكار والألفاظ"، فقد قالت "الحرية والعدالة" وبالحرف: وأشارت المصادر – لاحظ أن القائل مصادر أيضا- أن اللقاء كان مثمرًا ووديًّا، ومن جانبه تقدم المهندس "على درة" القيادى بالإخوان المسلمين – الذى اكتفت الأهرام بوصفه مسئول تنفيذى- بمبادرة لحل أزمة المدينة الباسلة. حكاية اللقاء "الودى والمثمر للغاية" لم تجد لها صدى لدى الصحف الليبرالية "الكافرة" – هكذا تصفها قيادات التيار الإسلامى- فقد خرجت غالبية تلك الصحف بقصة واحدة، لا تختلف كثيرًا فى مضمونها- وتشبه الاتفاق –غير المعلن- بين "الأهرام " و"الحرية والعدالة"، حيث أكدت أن المقاطعة كانت من جانب غالبية أهالى بورسعيد، وأن الذين قبلوا الجلوس مع الرئيس محمد مرسى لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة، ولم تتوقف تلك الصحف عند هذا الحد فحسب، لكنها دخلت فى "ماراثون" لتغطية أخبار وتصريحات وتحركات الرافضين للقاء "مرسى"، ويأتى فى مقدمة هذه الصحف الزميلة "التحرير" التى أكدت فى عددها الصادر صباح الجمعة أن ثلاثة أفراد فقط من أهالى شهداء بورسعيد قبلوا الجلوس مع الرئيس، فى الوقت الذى خرجت فيه الزميلة "اليوم السابع" بتقرير أقل حدة من تقرير "التحرير"، لم تتطرق فيه للرقم الحقيقى لمن حضروا لقاء "مرسى"، لكنها اتفقت مع الزميلتين "الأهرام " و"الحرية والعدالة" فى سيناريو "المصادر التى تؤكد وتشير"، وإن كانت "اليوم السابع" لم تؤكد حكاية "مثمر وودى للغاية". ومن جانبنا ننتظر خلال الساعات القليلة المقبلة أمرين لا ثالث لهما؛ إما أن تخرج رئاسة الجمهورية – وليس المصادر- لتكشف لنا "بالصوت والصورة" تفاصيل لقاء الدكتور الرئيس وأهالى بورسعيد، أو أن تقوم كل من الزميلة "الأهرام" و"الحرية والعدالة" و"اليوم السابع" بتقديم "المصادر" للرأى العام؛ لنعلم أى الحزبين أحصى لما نشروا".