قرية حميد عمار التابعة لمركز سنورس بالفيوم، شاهد عيان على سوء الأوضاع التى يحياها المصريون , فالقرية – التى تحتضر - يبلغ عدد سكانها نحو 5 آلاف نسمة ، وتبعد عن قرية فيديمن باعتبارها القرية الأم 4 كيلو مترات، وعن مدينة الفيوم 15 كيلو مترا يعانى أهلها مأساة حقيقية، بسبب نقص مياه الرى، وجفاف الأرض وسط تقاعس حكومى مريب، فضلا عن سوء حالة الاراضى الزراعية، وعدم وجود اى مصدر آخر للرزق، بالاضافة الى انتشار الفقر وتزايد معدل البطالة . على عجمى من ابناء القرية يقول : امتلك 12 فدانا ولا ازرع منها سوى 3 افدنة فقط لعدم توافر مياه الرى، وفى فصل الصيف يتوقف الموسم الزراعى فى القرية كلها، وتتحول الى البوار ولم يتحرك احد من مسئولى الرى ، على الرغم من تقدمنا بشكاوى لكل المسئولين فى المحافظة ومديرية الرى . «صغار الملاك من فئة نصف فدان فأقل يعانون الامرين وصاروا غير قادرين على توفير الطعام لابنائهم من جراء المشكلة ،فبعد ان كانت اشجار الزيتون والمانجو تدر عليهم 12 الف جنيه سنويا، اصبحت كالحطب والخشب بسبب عدم توافر مياه الرى ».. هكذا قال عجمى راسما صورة اشبه بشجرة التين التى تحدث عنها يوما الشاعر ايليا ابو ماضى . وامام تجاهل المسئولين لمشكلة الفلاحين، وبحسب كلام عجمى، قام الفلاحون بقرية حميد عمار بغرس طلمبات ارتوازية ، ولكنها لم تأت باى نقطة مياه واحدة لتزداد الازمة تعقيدا وسط خوف الجميع هناك من شبح التشرد والضياع . «نصف العمى ولا العمى كله » جملة قالها عجمى وهو يحتبس الدمع فى عينيه، شارحا محاولات الفلاحين للحصول على المياه بتنظيف مسقاة من مخلفات تمنع مرور المياه الى نحو 100 فدان، صارت بوارا لعدم توافر مياه الرى مطالبا الحكومة بانشاء كوبرى لحماية المسقاة من المخلفات . محمد على -من ابناء قرية حميد عمار- اكد ان حملة النظافة التى اعلنها الرئيس محمد مرسى حملة فاشلة، قائلا ان اكوام القمامة تملأ الشوارع، وبجوار الزراعات ولا مكان لبرنامج الرئيس عن وطن نظيف فى القرية، ولا حتى فى كل قرى الفيوم، مشيرا الى انتشار روائح كريهة وبعوض وناموس يجلب الامراض وخاصة فى فصل الصيف، فضلا عن تسبب الزواحف والكلاب والقطط فى كارثة صحية للاطفال، بنقل الاوبئة من تلال القمامة اليهم وفى ذات السياق يؤكد محمد على ان الخطورة تكمن فى ان اقرب وحدة صحية لابناء القرية على بعد 5 كيلو مترات، وانه لا يوجد وحدة صحية، ولا وحدة بيطرية بالقرية ، ولا يوجد فيها خدمات تعليمية سوى مدرسة ابتدائى، وهو ما جعل نسبة التعليم بالقرية تقل عن 5% وكلها تعليم متوسط . الزبالة صارت تؤتى ثمارها السيئة فى اجساد ابناء قرية حميد عمار، حيث قال سعيد كمال عبد الواحد -احد ابناء القرية- ان اولاده الثلاثة مصابون بحساسية والتهاب رئوى، وان ظروفه الصحية صارت لا تساعده على العمل، حتى يوفر لابنائه الطعام والعلاج، مؤكدا ان اهالى القرية يعيشون تحت خط الفقر، ويعانون المرض والجهل . مكرم عبد الجيد -من ابناء القرية المنسية- ركز على مشكلة المواصلات قائلا : ان قرية حميد عمار لا يربطها بالقرى المحيطة بها اى وسائل مواصلات، بما فيها التوكتوك، مرجعا ذلك الى طرقها الترابية التى حولتها مخلفات المنازل الى شبكة من المطبات تعوق سير السيارات والتكاتك، مشيرا الى ان القرية ليس بها شبكة صرف صحى، وتعانى من عدم الامان ومن وجود مخلفات آدمية فى ابار الصرف الصحى . قرية حميد عمار قرية اصبح عنوانها الاساسى قرية الظلام فالكهرباء مقطوعة بشكل دائم منذ حلول الصيف، ويعانى اهلها من نقص فى الخبز، حيث تحصل الاسرة المكونة من خمسة افراد على عشرة ارغفة فقط يوميا ،ولذا يطالب اهلها مسئولى التموين بالمحافظة بتوفير حصة دقيق تكفى حاجة قريتهم من الخبز ، وتعانى القرية -وفق تأكيدات مكرم عبد الحميد- الامرين للحصول على الخدمات الصحية، لأنها تعتمد على الوحدة الصحية بقرية السيليين التى لا تتوافر فيها حتى الاسعافات الاولية، ولدرجة ان من يتعرض منهم لحادث او مرض مفاجئ تكون حياته معرضة للفناء .