العمل الدرامى المتكامل هو من يهتم مخرجه بجميع تفاصيله، بالطبع نتذكر جميعاً تتر مسلسل «ليالى الحلمية» الذى كتبه الرائع سيد حجاب ، وقال عنه أحمد فؤاد نجم: الراجل ده جاب الكلام ده منين.. ده كلام يخبل العقل: التتر يقول: منين بيجى الشجن.. من اختلاف الزمن ومنين بيجى الهوي.. من ائتلاف الهوى ومنين بيجى السواد.. من الطمع والعناد ومنين بيجى الرضا.. من الإيمان بالقضا ليه يازمان ماسبتناش أبرياء.. وواخدنا ليه فى طريق مامنوش رجوع اقسى همومنا يفجر السخرية.. وأصفى ضحكة تتوه فى بحر الدموع ماتسربيش ياسنينا من بين أيدينا.. ولا تنتهيش ده إحنا يادوب ابتدينا واللى له أول بكره هيبان له آخر.. وبكرة تفرج مهما ضاقت علينا بصوت محمد الحلو انطلق التتر الذى لحنه ميشيل المصرى والقصة لفنان الدراما وعميد كتابها أسامة أنور عكاشة، أما الأبطال فهم خارج المنافسة، وما يحدث الآن هو تترات مهترئة بكلمات بذيئة مثل «اعمل عبيط».. وألحان سطحية، وأحيانا يتم حذف التتر تماماً لتحل محله الإعلانات. عن التتر وحكايته فى مسلسلات رمضان الجاري كان هذا التحقيق.. الموسيقار الكبير حلمى بكر يقول: تابعت التترات كباقى المشاهدين, ثم فوجئت بقنوات تذيع الحلقات بجزء من التتر وليس التتر كاملا لأن التتر أصبح الآن سبوبة لما بعد رمضان فالتتر ليس كلمات ولحن أغنية فقط بل فكرة تعبر عما بداخل العمل الدرامى وما يحويه ، ولكن ما اسمعه الان هو عمل اغنية استرسالية لكى يغنيها المطرب فى حفلاته بعد رمضان وهذا عيب وكلام فاضى كما ان استخدام الالفاظ البذيئة مثل «كله فتح ع الرابع» و«اعمل عبيط خليك حويط» أمر غير مقبول ولا يجب ان يدافع أحد عن هذا الابتذال و ما حدث فى تتر مسلسل ابن الارندلى للنجم يحيى الفخرانى والذى قامت بغنائه الفنانة نانسى عجرم كانت مجرد «تقليعة» ولم ينتقدها آنذاك ثم أدركوا انها كانت خطأ فانتقدوها وباختصار شديد تترات المسلسلات هذا العام «ولا ليها لزمة». ويقول الناقد طارق الشناوى: تقييمى لتترات المسلسلات يختلف من مسلسل لآخر حيث أعجبنى ثلاث تترات فقط هي تتر مسلسل «عمر» وتتر مسلسل «نابليون والمحروسة» للنجمة ليلى علوى وتتر مسلسل «الخواجة عبدالقادر» للنجم يحيي الفخرانى أما باقى المسلسلات فلا يوجد فيها شيء «ملفت». كما ان العدد الضخم للمسلسلات فى هذا العام أثر بشكل كبير على حجم المتابعة عند الجمهور ، فمن الممكن أن نجد 10 أعمال جيدة ولكن تأخذ من بعضها البعض فى مساحة النجاح الجماهيرى ونسبة المشاهدة واضاف :الكثيرون من القائمين على صناعة التتر الآن يعتبرونه مجرد سبوبة مقابل الحصول على «قرشين «ولكن بينتهى الامر سريعا مع هؤلاء ولا يستطيعون الاستمرار اما من يصنعون التاريخ مثل موسيقى عمر خيرت فى تتر مسلسل الخواجة عبدالقادر فهم من يستطيعون البقاء, وعن أخذ أغنية منير جرحى القديم ووضعها لتتر مسلسل الهروب للنجم كريم عبدالعزيز قال هذا «استرخاص مع استسهال» فيجب ان يطرح العمل قانونه الدرامى وليس العكس ، وللأسف النجوم فى مصر يتدخلون فى كل شيء وهذا غير صحيح فمن المفترض ان المخرج هو صاحب الرؤية الشاملة للعمل. الشناوي أكد انه اذا استمر الجميع على هذا النهج المتبع فسوف تصبح «كارثة» ولكن بالتأكيد ليس كل الموجود حاليا متدنيا فنيا فيوجد اعمال جيدة كما ذكرت واعمال متوسطة القيمة وايضا يوجد أعمال متدنية القيمة الفنية وهى ما وصفه «بالخبط والرزع» كتتر مسلسل كيد النسا الجزء الثانى للنجمة فيفى عبده والنجمة نبيلة عبيد وتقوم بغنائه الفنانة الصاعدة كارمن سليمان والحاصلة على جائزة برنامج آرب ايدول . واكد الشاعر بهاء جاهين أنه لم يسمع سوى تتر مسلسل عرفة البحر للنجم نور الشريف والذى يقوم بغنائه طارق الشيخ وأعجبه تتر البداية أكثر من تتر النهاية. أما الشاعر عوض بدوى فقال انه لم يتابع مسلسلات رمضان هذا العام ولم يسمع تتراتها لانه يعلم مسبقا ما سوف يكتب ومن سوف يكتبه وان الكلمات ستكون مبتذلة و تافهة وعن مواصفات التتر الجيد قال يجب ان يعرف الشاعر الفكرة والمراد والهدف من المسلسل و المقدمة المنطقية التى يطرحها والمعنى والقيمة التى يقدمها العمل الفنى ثم يكتب التتر بشكل مكثف ويحتوى على كل المضامين والمعانى التى يطرحها العمل الفنى من خلال تتر البداية الذى يعطى فكرة مبسطة عن الفكرة التى يدور حولها العمل الفنى وعلى الاقل يجب على من يكتب التتر ان يكون «فاهم دراما». ويرى الموسيقار الكبير هانى مهنا أن مايحدث على شاشات بعض الفضائيات يعد «فضيحة» بسبب عدم إذاعة تترات المسلسلات سواء فى بداية المسلسل او فى آخره واستبدالها باعلانات الرعاة الرسميين للعمل الدرامى وعلى صناع التتر المطالبة بحقوقهم الادبية ولذلك يتجه المنتجون الى من لا يطالبون بحقوقهم الأدبية فى اذاعة تتر العمل الفنى وبالطبع هم يتقاضون أجرا أقل بكثير عكس نجوم لهم احترامهم فى هذا المجال والذين بالتأكيد لا يفرطون فى حقوقهم الأدبية على الاطلاق .