«خليط من الجنس والكوميديا».. هذا هو الوصف الدقيق لأفلام العيد، ما يؤكد أن الثورة لم تصل بعد إلى السينما أو الفن عموماً فالمتابع لأفلام عيد الفطر يجد أنها لا تزال تترنح فى دور العرض فمعظمها كوميدى ويحمل «إفيهات» جنسية، توصف ب«الرديئة» و«التافهة» فى ظل غياب أفلام جادة عن ثورة يناير. فماذا يقول السينمائيون والنقاد عن هذه الأفلام وعدم وجود أفلام عن ثورة يناير؟ «أفلام العيد ذات طبيعة احتفالية ويهتم بها الجمهور ليرفه عن نفسه بعد صيام شهر رمضان»، هكذا يقول الناقد عصام زكريا، موضحاً أن الطابع الكوميدى والايحاءات الجنسية تغلب على هذه الأفلام، وهذه النوعية من الأفلام تحفظ التوازن النفسى للجمهور حتى لا يصاب بالكبت أو ينفجر، ولكى يتحمل الناس مصاعب الحياة طوال العام، وهدف هذه الأفلام «التهريج» فعندما يضحك الإنسان يشعر بالراحة، أما أى عمل جاد فلن يلقى قبولاً جماهيرياً ولن يحقق - بالتالي- ايرادات. زكريا يؤكد أن أعمالاً فنية تم تقديمها عن ثورة يوليو 2591 بعد 51 عاماً، من انطلاق الثورة وبالطبع لا أحد يمكنه الآن تقديم أفلام عن ثورة 52 يناير، موضحاً أننا نحتاج 02 عاماً لتقديم أفلام معبرة عن ثورة يناير. «منتجو أفلام العيد يخافون من رد فعل الجمهور المتشبع من نجوم مسلسلات رمضان، لذا لا رغبة لدى الناس فى مشاهدتهم مرة أخري» هكذا يؤكد الناقد رفيق الصبان، موضحاً أن أفلام العيد متوسطة المستوى فنياً، والمنتجون لا يجازفون بأموالهم لصناعة أفلام جادة، وأفلام هذا العيد غير مبتذلة، فهنيدى وسميحة أيوب وأحمد السقا لا يقدمون أفلاماً مبتذلة، وأرى أن فيلم «البار» للمخرج مازن الجبلى فيلم جيد. الصبان يرى أن الوقت لا يزال مبكراً لانتاج أفلام عن ثورة يناير، فحتى هذه اللحظة لا أحد يعرف إلى أين تتجه وهل حققت الثورة أهدافها أم لا. أما الناقد نادر عدلى فيرى أن هدف جمهور العيد عندما يذهب إلى دور السينما هو الضحك، ولا يسعى لمشاهدة قصة تلقى به فى دوامة الحزن أو التفكير فى حل لغز الفيلم، موضحاً أنه كلما كان الفيلم تافهاً كلما حقق إيرادات ضخمة ونجاحاً كبير. وأضاف: لا يمكن إنتاج أفلام عن ثورة يناير لأن الثورة لم تكتمل والشارع المصرى منقسم على نفسه بين مؤيد ومعارض، وأمامنا وقت لتتضح معالم الثورة. «الشريحة العمرية لجماهير أفلام العيد تتراوح بين 9 إلى 02 عاماً، وهم يذهبون إلى السينما دون أن يحددوا مشاهدة فيلم محدد»، بهذه العبارة بدأ المنتج هانى جرجس فوزي كلامه موضحاً أن نجاح هذه الأفلام لا يعد مقياساً لجودة الفيلم، بدليل أن أفلام السبكى تحقق نجاحاً كبيراً لكونها كوميدية شعبية ومستواها الفنى ردئ جداً، جرجس مضيفا: لا يمكن إنتاج أفلام عن ثورة يناير الآن، فهى لم تكتمل، كما أن الأفلام التى تضمنت بداية مشاهد الثورة فى ميدان التحرير لم تحقق نجاحاً لأنها أفلام أراد منتجوها المتاجرة بالثورة، بدليل أن فيلم «حظ سعيد» لم يحقق نجاحاً يذكر، والوقت لا يزال مبكراً لإنتاج أفلام عن الثورة. من جهته قال المنتج جمال العدل: الجماهير تشبعت بالموضوعات الجادة وتبحث عن أفلام كوميدية، وهذا ليس فى مصر بل فى العالم كله، مضيفاً أن الناس يودون الخروج من الكبت إلى عالم الضحك، ومن الصعب - الآن- إنتاج أفلام عن الثورة التى لا تزال مستمرة، وأى فيلم سيناقشها الآن سوف يفقد المصداقية لأننا فى مرحلة البدايات. أما المنتج محمد مختار فيبرر عرض الأفلام الكوميدية فى العيد لعدة أسباب منها أن الناس تمر بحالة كبت نفسى وتتمنى الضحك والبهجة، فإذا تم تقديم أفلام جادة فى العيد فسوف تحقق خسائر فادحة، وأفلام العيد لا تتطلب تكلفة باهظة مع أنها تحقق إيرادات ضخمة، مختار مضيفاً: الناس أصابها الملل من كثرة الحديث عن أحداث الثورة وتغطية الفضائيات لتلك الأحداث ساعة بساعة، لذا لا يمكن تقديم أفلام جادة عن ثورة يناير.