«مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا».. كلمات تلخص الوطنية العالية التى كان يتمتع بها البابا شنودة، قد تختلف الآراء حول آرائه السياسية، لكن الكل يتفق على أنه أحدث نقلة فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، المؤكد أيضا أن التاريخ سيقف طويلا أمام شخصيته بكثير من الإعجاب، «فيتو» رصدت بعض الكلمات لبعض الشخصيات وتحدثوا فيها عن «البابا الراحل» البطريرك والإنسان نبيل بباوى: حدوتة مصرية قداسة البابا شنودة حدوتة مصرية أجمع عليها المسلمين والمسيحيين لأنه كان يعالج الأمور بحكمة ويضع فى اعتباره المصلحة العليا للبلاد قبل أى مصلحة طائفية، وإذا تعارضت مصلحة البلاد مع مصلحة الطائفة سيختار مصلحة البلاد، بدليل موقفه المتزن من أحداث ماسبيرو التى لولاها لاحترقت البلاد، كما أنه كان يدير الكنيسة بأسلوب ديمقراطى وبطريقة غير مسبوقة عن طريق مجلسين «المجلس الملي» يدير الكنيسة من الناحية المالية والقرارات فيه بأغلبية النصف وواحد، و«المجلس المقدس» الخاص بالناحية الدعوية للكنيسة والناحية التشريعية وتوقيع العقوبات على الكهنة ومحاكمتهم، وفيه يكون التصويت بأغلبية ثلاثة أرباع الحضور، وفى المجلسين يكون صوت البابا بصوت واحد رغم أنه رئيس المجلسين، ولكنه كان يتصرف مثل أرقى المؤسسات الديمقراطية وكان يتميز عن ال 611 بطريرك الذين سبقوة بأنه يدير الأمور بحكمة دون انفعال فقداسته يمثل رأس الحكمة ويأخذ مواقفه بوطنية مثل موقفه من منع المسيحيين من الذهاب للقدس إلا بعد تحريره وهو الأمر الذى أغضب أمريكا وإسرائيل وحتى بعض الأقباط المصريين ولكنه صمم على رأيه وفقا لقناعاته، والبعض يفترى عليه ويقول إن له دور سياسى ولكنه يبدى فقط آراؤه كأى مواطن فلم يعد هناك فرق بين الأمور الدينية والدنيوية، فالبابا شنودة كان يمثل نموذجا فريداً من نوعه وظهر ذلك فى حب المصريين بكل طوائفهم لشخصه المتواضع. محمد أبو العلا: كان ينحاز دائما لمصلحة الوطن كان مثالا للوطنية والمواطن وكان وثيق الصلة بوطنه، ويكفى موقفه الصريح من زيارة بيت المقدس احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية فى حق الشعب الفلسطيني، وكان له دور رائد فى تاريخ الكنيسة، ويكفى معالجته لكل الأحداث التى كانت تنذر بوقوع جرائم فتنة ولكنه كان يدير الأمور بحكمة رائعة، والتاريخ سيشهد له بذلك، كما أن آراءه السياسية كلها كانت آراء وطنية تنحاز دائما لصالح مصر. جمال أسعد: فترة غير عادية من حيث عدد إنشاءات الكنيسة البابا شنودة أحدث نقلة نوعية فى تاريخ الكنيسة المصرية، وهو من الباباوات أصحاب الخلفية السياسية كانت له رؤى وأفكار، وفى عهده انشئت العديد من الكنائس فى بلاد العالم جميعا، وزاد عدد أعضاء المجمع المقدس من الأساقفة، ولكنه خاض صراعاً سياسيا بدأ بتنازعه على الزعامة مع السادات بأن يكون زعيما سياسيا للأقباط وهو ما آثار غضب السادات واعتقله، وفى عهد مبارك لضعفه وضف نظامه، استطاع البابا أن يلعب دوراً سياسياً وأن يدير المناخ السياسى للأقباط وهو ما آثار المناخ الطائفى وأدى إلى ظهور حوادث غير مسبوقة فى التاريخ، لأن ظهور البابا فى الأزمات أعطى انطباعا بأنها طائفية وآثار شقاق، ولولا وجوده لظهرت المشاكل فى إطارها السياسى كمشاكل لمواطنين مصريين من حقهم حل مشاكلهم، ونتيجة لدوره السياسى أفرز كثيراً من السلبيات التى سنعانى منها جميعا السنوات المقبلة وسيذكر التاريخ أنها فترة غير عادية من حيث ما تم فيها من إنشاءات للكنيسة أو حوادث طائفية بسبب آرائه السياسية. الخضيري: موضع احترام لكل من عرفه أو قابله كان إنساناً تجتمع فيه صفات عديدة رجل دين حريص على رعاياه، مثقف، دمه خفيف، موضع احترام لكل من يعرفه ومن يقابله ولو مرة، وقد قابلته مرة وجدته حاضر الذهن، يجمع العديد من الصفات المثالية، ولكنى كنت أفضل ألا يبدى آراؤه السياسية لأن الآراء السياسية تتعرض للانتقاد، ورجل الدين قامة يجب ألا تتعرض آراؤه للانتقاد. نجاد البرعي: تعامل مع الجميع لحماية رعاياه كرجل دين لا أستطيع الحديث عنه، ولكنه استطاع عبر مختلف النظم السياسية أن يكون محط إعجاب الجميع وخاصة المناضلين الثوريين بسبب رفضه لزيارة إسرائيل، ومواقفه لحماية رعاياه الأقباط فكان كرجل سياسى يدير علاقات جيدة مع الجميع لحمايتهم سواء كان مع الأزهر أو حتى الإخوان، وفى أحيانا مع الحكومة إذا اضطرته الظروف لذلك. جورجيت قلليني: لا يتم الحديث عنه فى مجرد حديث صحفي لا أعتقد أن البابا شنودة من الشخصيات التى يتم الحديث عنها فى مجرد حديث صحفى فهو شخصية ثرية لأقصى حد تجمع ما بين علمه وتعمقه فى اللاهوت لكونه رجل دين، وعلمه فى العلوم الأخرى وخاصة اللغة العربية والشعر بصفته كان صحفيا وكان يتمتع بشخصية قوية، وعلى الجانب الآخر كان يتميز بضعفه الشديد أمام الحالات الإنسانية، مثل الفقر أو المرض بالرغم من قوة شخصيته، كما أنه يتميز بروح الدعابة الناتجة عن السلام النفسى وقربه من الله، كما أنه فى عهده انتشرت الكنيسة الأرثوذكسية فى كل أنحاء العالم، أضعاف ما تم فى تاريخ المسيحية، وهو يبدى آراؤه السياسية باعتباره مثقفاً مهموماً ببلده، وتعبر آراؤه عن كونه مواطناً عادياً. مصطفى الطويل: وطني.. متزن.. محنك كنت من أشد المعجبين بشخصية البابا، فقد كان رجلا لا يختلف حول وطنيته اثنين، يمتاز بالهدوء والإتزان، وأنه على مدار عمره لم يفتعل إشاعة أو فوضى أو فرقة بين المسلمين وذلك جزء من حبه الشديد لبلده. أحمد مكي: زعيم وطني البابا شنودة كان زعيما وطنيا سيذكر له التاريخ مواقفه الوطنية أهمها موقفه من العدو الصهيونى ورفضه التدخل الأجنبى فى شئون مصر، ولكنى أعيب عليه أنه زاد فى عهده انعزال الأقباط عن الحياة السياسية، رغم نشأته السياسية وكونه ناشطاً قديماً فكنت أتوقع منه أن يتركهم يلعبون دورا سياسيا أكبر. عماد جاد: فترته كانت خصبة البابا جاء فى مرحلة حرجة من تاريخ مصر بعد وفاة عبد الناصر، وبداية حكم السادات ونجح فى كل المواجهات التى كانت بينه وبين السادات، واستطاع بمواقفه الثابتة أن يقف بجوار الأقباط لحظة تخلى الدولة عن مواطنيها الأقباط فى عهد السادات، وحدث الصدام الذى انتهى بتحديد إقامته بدير وادى النطرون من 1891 حتى 5891، وفى فترة مبارك حافظ على سياسة متوازنة وردود أفعال قوية فى المواقف المختلفة، وكان «البابا» يعلن عن بعض مواقفه السياسية وفقا لاعتبارات سياسية، وفى أحيان أخرى وفقا لرؤيته الشخصية ولكنه بلغ من الحكمة ما يقول بها آراء متوازنة. أحمد بهاء الدين شعبان: محل احترام من كل المصريين كان يتمتع باحترام بالغ من كل المصريين بسبب مواقفه الوطنية وحفاظ على الهوية المصرية التى تظل محل إجلال عبر التاريخ، ويكفى موقفه من العدو الصهيوني، ودائما ما كانت مواقفه السياسية تهدف لخدمة الشعب المصرى واسترداد حقوقه.