فى الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضى هاجر مجموعة من الفنانين من مصر إلى لبنان وتركيا، بعد أن وجد بعضهم أن الوضع السياسى لا يحتمل، ورأى آخرون أنهم مضطهدون فى وطنهم والآن فى ظل تغيرات كبيرة يبدو الوطن وكأنه شقة مفروشة يهجرها سكانها بعد حصولهم على شقة أفضل؟ فهل تحولت «أم الدنيا» إلى غانية عجوز يهجرها مريدوها لفعل الزمن؟ الأسئلة تتداعى لرغبة عدد من الفنانين الهجرة الجماعية إلى الخارج هرباً مما أسموه ب«سطوة الإسلاميين» أو «دولة الإخوان» فى الوقت الذى أعلن آخرون أنهم باقون على أرضها حتى الموت. الفنانة علا غانم طلبت من زوجها «الحاصل على الجنسية الأمريكية» مساعدتها لنقل بناتها إلى هناك للاقامة والدراسة، وتقول: أخشى عليهن من بطش الإسلاميين، ولن ننتظر حتى تسوء الظروف أكثر من ذلك، فالتدهور لا يزال مستمراً، وأريد تأمين مستقبل بناتي، سوف أعيش مع زوجى وبناتى فى أمريكا بعيداً عن القلق والخوف. علا أكدت أنها تحب مصر وتعشق ترابها إلا أن الظروف الحالية لا تسمح لها بالإقامة فى القاهرة. أما المخرجة إيناس الدغيدى فقد حسمت أمرها وقررت الاقامة بصفة نهائية فى باريس لامتلاكها شقة هناك، وقامت بنقل أمتعتها ومتعلقاتها لشقتها الباريسية، بينما قررت نقل مقر عملها إلى لبنان، وفيما اقنعت المطربة شيرين عبد الوهاب زوجها الملحن محمد مصطفى بشراء شقة فى لبنان، ومع أنه رفض الفكرة فى البداية إلا أنه وافق من أجل عيون ابنته «مريم»، وبالفعل قامت شيرين بدفع ثمن المنزل الجديد بمنطقة «أدما» ببيروت، أما سماح أنور فقد هاجرت إلى الكويت منذ عام ونصف العام، وتحديداً فور اندلاع ثورة 52 يناير، ونقلت نشاطها الفنى إلى هناك حيث شاركت فى أكثر من مسلسل خليجي، واستقرت هناك بصفة نهائية ولا تفكر فى العودة إلى مصر مرة أخري. وإلى الخليج يتجه أحمد حلمى للاقامة والعمل هناك، بعد اتفاقه مع أحد رجال الأعمال السعوديين الذى يمتلك سلسلة من المولات بها دور عرض سينمائية، على أن يشترى حلمى دور السينما وينتج أفلاماً تعرض بها. المخرج داوود عبد السيد يفكر فى هجرة مؤقتة قائلاً: أؤيد الهجرة المؤقتة إذا كان الهدف منها تقديم فن أفضل فى الخارج، أما الهجرة الدائمة المبنية على مشاعر الخوف فهى ظاهرة سلبية، ومن يقولون بذلك وهم خائفون على معيشتهم المرفهة التى كانوا يعيشونها. «لن أغادر مصر حتى آخر يوم فى حياتي، لن أهاجر مهما كان السبب»، بهذا يقطع الفنان شريف منير، مؤكداً أن أبناءه يمكنهم السفر خارج مصر للدراسة فقط ثم يعودون إلى وطنهم بعد الحصول على الشهادة، شريف قال: على المستوى الشخصى لا أريد أن أعرف أى شخص يهاجر من مصر بسبب ما يسمىبحكم الإسلاميين، خصوصاً وأن هذه الظروف التى تمر بها مصر تتطلب جهود كل مبدع وكل مفكر وكل فنان. بدوره استنكر الفنان هانى رمزى بشدة دعوات بعض الفنانين للهجرة الجماعية من مصر، مؤكداً أن كل من شرب من نهر النيل وتربى على أرض مصر ثم يقول أهاجر فهو شخص لا يعرف عن الوطنية شيئاً وما يتحدث به بعض الفنانين «صادم للغاية»، وإذا حدث صدام بين الفنانين والتيارات الدينية بشأن الأعمال الفنية فيجب الدفاع عن حرية الفن والإبداع حتى الموت، وعلى جثتي، فلن أهاجر من مصر، وهناك حل لكل مشكلة، فإذا تم فرض رقابة دينية على الأعمال الفنية فسوف تكون الرقابة على الشاشات التى يمتلكها التليفزيون المصري، أما الفضائيات الأخرى فلا يستطيع أحد فرض الرقابة عليها، فالعبرة ليست فى التصوير، ولكنها بالعرض، فالرقابة المصرية لن تستطيع عرض عمل فنى يعرض على قناة «cbm» لأنها مملوكة للسعودية. مفاجأة من العيار الثقل تفجرها الفنانة «سما المصري» التى قيل إنها زوجة عرفية للنائب السلفى البلكيمى بقولها أنا موجودة فى مصر وقاعدة على قلبهم.. ويا أنا ياهما فى البلد دي» وتشاركها الرأى الراقصة المعتزلة نجوى فؤاد بقولها: مررت بظروف قاسية للغاية فلم أفكر فى الهجرة، وقد اعتزلت الرقص منذ 31 عاماً وافكر فى اعتزال التمثيل، ولن أترك مصر مهما حدث.