نشر موقع ويكيليكس، أمس الجمعة، 60 ألف برقية دبلوماسية يقول إنها مُسرَّبة من وثائق المؤسسات الدبلوماسية السعودية. وأشار الموقع، في بيان أصدره، أنه بصدد نشر أكثر من 500 ألف من وثائق الدبلوماسية السعودية على الإنترنت، الخطوة التي تُذكِّر بالتسريبات الكبيرة التي نشرها الموقع من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2010. وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أنه لا توجد وسيلة مباشرة حتى الآن للتحقق من صحة هذه الوثائق، على الرغم من أن الموقع عُرِف بتاريخه الطويل في الحصول على تسريبات وثائق حكومية من بلدان أخرى وعلى نطاق واسع. وتحمل الوثائق، التي عرضها الموقع باللغة العربية، في أعلاها شعارات وعناوين مثل "المملكة العربية السعودية" أو "وزارة الخارجية"، حمل بعضها صفات "عاجل" أو "سري"، وحملت واحدة من هذه الوثائق المنشورة، على الأقل، عنوان السفارة السعودية في واشنطن. ويقول مراقبون: "إن هذه الوثائق، إذا ثبتت صحتها، ستلقي الضوء على آلية عمل مؤسسات الدولة السعودية، وربما على التنافس السعودي الإيراني في المنطقة، ودعم السعودية للمعارضة السورية والجماعات المتمردة فيها أو بعض الجماعات والشخصيات السياسية في العراق، أو الحكومة التي يدعمها الجيش في مصر، فضلاً عن معارضة الرياض للاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني". ولم يتضح بعد كيف حصل الموقع على هذه الوثائق، على الرغم من أنه أشار في بيانه إلى هجوم إلكتروني أخيرًا على وزارة الخارجية السعودية، شنته مجموعة تطلق على نفسها اسم الجيش اليمني الإلكتروني. وقد رفض المتحدث باسم الموقع توضيح ما ورد في البيان في هذا الشأن أو القول إن قراصنة إلكترونيين هم مَن سربوا هذه الوثائق إلى الموقع، وأضاف المتحدث "إن جزءً من سياستنا ألَّا نناقش مصدر المواد القادمة إلينا". وأشار «ويكيليكس» في بيانه، إلى أن نشر هذه الوثائق يتزامن مع الذكرى الثالثة للجوء مؤسس الموقع جوليان أسانج إلى سفارة الأكوادور في لندن. وكان «أسانج» قد طلب اللجوء في سفارة الأكوادور؛ لتجنب ترحيله إلى السويد، التي تطالب باستجوابه بشأن مزاعم تتعلق بارتكاب اعتداءات جنسية، الأمر الذي ينفيه «أسانج» في تصريحاته دائمًا.