شاركت الأسبوع الماضي في مؤتمر دعا إليه مركز الجزيرة للدراسات بقطر تحت عنوان (الإسلاميون والثورات العربية)، وذلك بورقة حول "هواجس الأقباط من الإسلام السياسي". ولقد رأيت أن أبدأ كلمتي بالتأكيد على رفضي التام المساس بالدين الإسلامي والقرآن الكريم.. لأنه مثلما أرفض أن يزدري أحد ديني.. أرفض أنا أيضاً أن يزدري أحد دين غيري. بعد ذلك.. أكدت على عدد من الثوابت المهمة في تقديري، وهي: - إن المواطنين المسيحيين المصريين هم جزء من المجتمع المصري بجميع تكويناته. وأن الكنيسة المصرية والمسيحيين المصريين قد ظلوا في تعايش مع الإسلام والمسلمين أكثر من 1400 سنة في تكامل وصعود أو انكسار وأزمات بدون أن يهجروا مصر. - ما سأتناوله يرتكز على ما بعد 25 يناير 2011، ولكن بمراعاة خلفية ما قبله في العلاقة بين الأقباط وتيارات الإسلام السياسي. كما أن الأفكار التي أطرحها ستكون بعيداً عن الشائعات والمهاترات والمزايدات والمتاجرة والتعصب.. وبالتالي بعيداً عن (فزاعة) الإسلاميين في وصف العلاقة بين المواطنين المصريين.. المسيحيين والمسلمين. ثم انتقلت مباشرة للحديث عن مخاوف المسيحيين وما وصلنا إليه الآن حيث ذكرت بعض الملاحظات الرئيسية على غرار: - ما يحدث الآن من جماعة الإخوان في سياستها للاستحواذ على المناصب العليا والتنفيذية.. هو تكرار لما كان يحدث قبل 25 يناير 2011، وهو استحواذ تجاهل وجود كفاءات مسيحية مصرية مثلما حدث في حكومة د. هشام قنديل الحالية. - تصاعد الحديث عن (أخونة الدولة) في مقابل الحرص على تأكيد عدم مدنية الدولة. وما يروجه البعض عن دولة الخلافة . - الملاحظ أن التوترات الطائفية قد أصبحت أكثر شدة وقسوة عما قبل 25 يناير 2011، كما لم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني رادع للحد من تصاعدها. - الهجوم على الأزهر الشريف وعلى الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب الذي يمثل قيمة وطنية كبرى. والاستهزاء بوفاة البابا الراحل شنودة الثالث، ورفض بعض التيارات السلفية العزاء فيه.. تحد واضح ومباشر لقاعدة احترام هيبة الموت في الثقافة المجتمعية المصرية. وفي النهاية، أكدت أن الحل هو مسئولية الأغلبية بالدرجة الأولى من جهة، وبالقانون وتنفيذه وحياده بدون استثناء أو تمييز من جهة أخرى.