اعتادت الوزارة في مصر الانتقال إلى مقر لها بالإسكندرية منذ بداية القرن العشرين، وقد نشرت مجلة المصور عام 1949، موضوعا حول كواليس الوزارة فقالت إن تحت المكتب الذي يجلس عليه رئيس الوزراء "بوكلي" بالإسكندرية، يجلس مدير بوفيه الرئاسة الذي يورد القهوة والشاي والمرطبات للوزراء والموظفين. يجلس حسين سري باشا على مكتبه ساعات طوال، ويضع قدميه تحت المكتب، ينام أيضا تحته مدير البوفيه. فتحت البناء الضخم الذي يشغله مجلس الوزراء في الصيف بالإسكندرية، يوجد "ديوان اللطافة"، وهو مقهى فيه موائد ودومينو وجوزة ومكيفات ومرطبات ودكان لبيع الدخان، وحلاق يحلق رءوس زبائن المقهى القائم تحت الأرض في البدروم، وهم حراس الوزارة في وقت فراغهم، وكذلك كييفة الجوزة من صغار الموظفين، وفي المقهى تليفون حكومي؛ لتسهيل اتصال الزبائن بمكاتبهم في الحكومة. مدير المقهى شخصية معروفة يساهم بنصيب كبير في تصريف شئون الدولة، اسمه داوود سليمان، له 21 عاما في منصبه الخطير، فهو الذي يصنع القهوة والشاي بيديه لرئيس الوزراء، ولذلك فهو متخصص في أمزجة الوزراء. إن سري باشا يشرب القهوة مضبوط، ويشرب قليلا من الماء ولا يشرب إلا فنجانين ولا يدخن إلا السيجار، وإلا تغير مزاج الدولة. وكان النقراشي باشا لا يشرب القهوة ولا يدخن ولا يحب من المرطبات إلا العرقسوس، يصنعه له عم داوود، وكان إبراهيم عبد الهادي مثل النقراشي من هواة العرقسوس والكركديه. أما النحاس وصدقي فهما متفقان فيما بينهما في تحالف ضد بائعي السجائر، لا يدخنان وضد القهوة، ولكن كلاهما يشرب الليمون، وعلي ماهر يدخن السيجار مثل سري ولكن لا يشرب القهوة والشاي، ويشرب فؤاد باشا سراج الدين القهوة السادة.