نحو نصف قرن هو عمر «نور الشريف» فى عالم الفن كان - ومازال- قبس من موهبة وإبداع وثقافة، وخلال تلك الفترة لم ينطفئ وهج النجومية رغم تقلبات الزمن والاذواق.. آراؤه الصادمة تنم عن صراحة، ووضوح رؤية، أمتعنا بأعمال مسرحية وتليفزيونية وسينمائية أصبحت علامات فى تاريخ الفن المصري، سألناه فى محاور متعددة، لم يناور، وأطلق قذائفه الصاروخية من منصة صراحته، فإلى الحوار.. كيف ترى مستقبل مصر فى ظل الأحداث الجارية؟ - نمر بمرحلة عصيبة شيمتها ضبابية الرؤية، مما سبب حالة من عدم الاتزان، فنسمع أصواتاً عالية للغاية، ونرى مشكلات كثيرة، بينما حالة من عدم الصدق تسيطر على جميع القوى السياسية التى ترى أنها هى القوى الثورية والآخرون مدعون وراكبو موجة، وأتوقع زيادة هذه الصراعات فى ظل عدم الاندماج بين قوى الشعب، ومع هذا فأنا متفائل جداً، فسوف يأتى اليوم الذى نصل فيه إلى حل ونهاية لكل ما يحدث، وعلى أسوأ الاحتمالات إذا احترقت مصر كلها فسوف يستيقظ كل نائم، وكل من يعمل لحسابه الشخصى سوف يعمل لصالح الوطن مع الآخرين، لإنقاذ نفسه وانقاذ البلاد، وباختصار إذا ولعت مصر سوف نصل إلى حل. وقد أخطأنا - منذ البداية - فى إطلاق اسم «ثورة» على ما حدث فى مصر، فالثورة لابد لها من قائد يحدد أهدافها لتسير خلفه جميع القوى والتيارات، لكن ما نراه هو صراع بين قوى وطوائف مختلفة، ويجب أن نقتل التخوين السائد الآن. لمن تعطى صوتك من بين مرشحى الرئاسة؟ - لن أفصح عن ذلك الآن فهناك من لا يحبون نور الشريف، وإذا علموا أننى سوف اختار «فلان» لحكم مصر فقد لا يصوتون لصالحه، مع أنهم كانوا يؤيدونه فى البداية، كما أن إعلان الفنانين عن اختياراتهم قد يتم استغلاله بشكل سيء. وأنصح الجميع بالتأنى فى الاختيار، والتفكير جيداً قبل اتخاذ أى قرار، وأن نقتل التخوين الذى سيطر على تفكيرنا، والأخطر أن يقوم شخص بتخوينك وهو يتحدث باسم الدين، وأكرر: نحن فى سنة أولى ديمقراطية. إذا طلب منك وضع مادة فى الدستور، ماذا سيكون محتواها؟ - سوف أحدد فيها ضرورة أن يتمتع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بصحة جيدة والقوى العقلية الكاملة، من خلال تقرير طبى وتوقيع الكشف كل ستة أشهر، فمن الجنون أن يكون الرئيس الذى يحكمنى يعانى «الزهايمر» أو تصلب الشرايين، وأرفض أن تدار البلاد بأيدى مجهولين من وراء الستار، ويجب ألا يكون للرئيس أبناء أو أقارب فى الجيش حتى لا يحدث مثلما حدث فى ليبيا واليمن من قيام الجيش بضرب الشعب. تدخل سباق الدراما فى رمضان المقبل بمسلسل «عرفة البحر».. لماذا لم تتعرض فيه لأحداث الثورة؟ - يتوقف المسلسل قبل اندلاع ثورة 52 يناير، لأنى لا أحب استغلال الموقف واللعب على وتر الأحداث، الثورة لا تزال فى مرحلة المخاض، ولابد من التأنى فى التعرض لأحداثها. فى ظل سيطرة الدراما التركية.. هل دراما رمضان سوف تقلب الموازين؟ - هناك منافسة قوية بين نجوم كبار منهم عادل إمام ويحيى الفخرانى ومحمود عبد العزيز، وهذه المنافسة بين مختلف الأعمال الدرامية هذا العام لصالح المشاهد، وأؤكد أن دراما رمضان سوف تسدل الستار على الدراما التركية. كيف ترى الحكم بالحبس الصادر ضد عادل إمام؟ - هذا الحكم سقطة مستفزة، وقد حقق شهرة للمحامى الذى أقام الدعوى القضائية ضد عادل إمام، ومع ذلك فأنا لا أنتقد قضاء مصر لأننى أراه شريفاً ونزيهاً على مدى تاريخه، لكننى أتساءل: كيف أحاسب فناناً على أعمال قدمها منذ سنوات بعيدة؟! وأطالب القاضى الذى أصدر الحكم بإعلان حيثياته. عودة لمسلسل «عرفة البحر».. كيف جذبك؟ - بعد أن قرأت السيناريو اكتشفت مدى واقعية شخصية «عرفة» فهو إنسان شديد الطيبة، لكن به بعض الشر والعصبية، على عكس أعمال فنية كثيرة بها شخصيات شديدة السواد وأخرى ملائكية، وهذا خطأ كبير، و«عرفة» صياد بسيط يعيش فى عزبة «الجندية» بالإسكندرية، له ثلاث بنات، وتقوم إحدى الشركات باحتكار الصيد، فيدخل «عرفة» فى صراع مع الشركة، والمسلسل يلقى الضوء على مجتمعات مازالت منغلقة، بعيدة عن التحضر، وهى مظلومة بصورة كبيرة. وقبل بداية التصوير قرأت كتباً كثيرة للمؤلف «حنا مينا»، فهو الأكثر كتابة عن البحر والصيادين، وقررت تغيير بعض ملامحي، وكما ترى شعرى قصير للغاية، فمشكلة الصيادين مع زوجاتهم هى رائحة «الزفارة» التى يحتفظ بها الشعر، لذا ترى الصيادين الأقصر شعراً بين الناس. وقدمت وجوهاً جديدة فى التمثيل والإخراج والتأليف فى «عرفة البحر»، وأعتبرها رسالتى فى الحياة، فقد نجحت فى إخراج النجوم مصطفى شعبان وأحمد رزق ودينا فؤاد وغيرهم. على ذكر النجوم الجدد.. كيف مررت بهذه المرحلة؟ - أعتبر نفسى الأوفر حظاً فى مصر، فقد جسدت دور «روميو» وأنا طالب بمعهد الفنون المسرحية، ثم قمت ببطولة فيلم «القاهرة والناس» بينما هناك نجوم شقوا طريقهم فى الصخر كما يقال ومنهم الفنان محمود ياسين والفنان الراحل أحمد زكى حيث وجدا مشقة كبيرة جداً فى بداية حياتهما الفنية، ولكننى كنت محظوظاً للغاية. لماذا تقاطع الحوارات التليفزيونية؟ - ما يحدث على شاشة التليفزيون شيء غريب للغاية، ويجب ألا أعطيه وقتى ولا اهتماماتي، فهناك حالة «عته» إعلامى وحالة من الفوضى الكبري، وسوف أظل مقاطعاً للتليفزيون حتى أرى التغيير قد وصل إلى الإعلاميين ثم الإعلام.