علي الكرسي البابوي بالكنيسة المرقسية بالعباسية كانت تقبع صورة المتنيح البابا شنودة الثالث تحيطها الأزهار وتطل علي من جاءوا من مصر وجميع أنحاء العالم للاحتفال بذكري الأربعين لوفاته فى الأسبوع الماضى. "فيتو" التقت عددا من رموز الفكر والسياسة والأدب، حرصوا على حضور الاحتفال بذكرى أربعين البابا وتحدثوا عن مناقب قداسته. عبقرى المحبة الدكتور علي السمان رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان وتعليم السلام بباريس قال ل"فيتو": إن البابا شنودة الثالث يستحق منا جائزة نطلق عليها "عبقري المحبة و المودة" لأنه حول هذه العبارة البسيطة لمسلك لنا في حياتنا يحمينا من العنف والتطرف ورفض الآخر وإقصائه. السمان قال: إن البابا كان دائما مشغولا بأمن مصر ووحدتها الوطنية حتى أنه أبلغه غير مرة بأنه: "حينما أُصلي أدعو: اللهم إحمي وحدتنا الوطنية". نهاية نادرة وعلى خط الحوار تداخل الدكتور مصطفي الفقي قائلاً: "يعز عليّ أن أتواجد في هذا المكان للمرة الثانية وأدخل دون أن أجد قداسة البابا لكن هذه سنة الحياة, كما أن قيمة الرجال تُعرف بنهاياتهم وقد حظي الحبر الجليل بنهاية لا أظن قد حظي بها رجل دين في الشرق". وأضاف الفقى ل"فيتو": إن البابا تجاوز حدود الزمان والمكان فى عبقريته ومودته وحبه لوطنه.. وطنى حتى النخاع ويلتقط طرف الحديث الأنبا موسي الأسقف العام وأسقف الشباب ليؤكد أن البابا قدم حبا حقيقيا وكاملا، فقد كان رجلا وطنيا حتي النخاع، كما كان بسيطا في أكله وشربه ومسكنه وكان راعيا ومعلما صالحا وكان لديه علم موسوعي في اللاهوت والسياسة والاقتصاد والزراعة, وكان سباقا في مجال خدمة الفقراء. لوحة الحب أما القس يوسف سمير بكنيسة الملاك بالضاهر فرثى البابا قائلا: بحب البابا شنودة ووصاياه للكنيسة وبكلماته عن مصر رفع الغطاء عن أنظمة سابقة كتبت بهذا الغطاء فتفجر الحب. ودعا القس يوسف الجميع إلى أن يتخذوا من البابا قدوة حسنة فى الحب والألفة لأنه كان رمزاً وذا بصمات لا يستطيع احد أن ينكرها في ظروف صعبة , والبابا أبدع في رسم لوحة الحب الجميلة بين المصريين بمشاركة الأزهر. وقال السفير إسماعيل خيرت رئيس هيئة الاستعلامات: إن البابا كان رجلا حكيما وبليغا فى كل تصرفاته.