وسط أجواء متوترة بدأت مصر أمس احتفالاتها السنوية بمولد سيدنا الحسين، أهم موالد الصوفيين فى مصر، وشهد محيط ضريح ومسجد الحسين، حشدًا كبيرًا من جميع طوائف الشعب أتوا من جميع أنحاء محافظات مصر، بالإضافة إلى السياح العرب والأجانب، واكتظت الشوارع المجاورة للمسجد بالموائد والمنشدين والباعة الجائلين، استعدادا للاحتفال اليوم بالليلة الختامية، والتى توافق ليلة مولد الحسين رضى الله عنه. ويختتم الشيخ ياسين التهامى احتفالات مولد "الحسين"، بعدد من الإنشادات الدينية، وسط توقعات بحضور جمهور عريض من محبى آل البيت وسيدنا الحسين رضى الله عنه، مما دعا الائتلاف العام للطرق الصوفية مناشدة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بتأمين قوات الجيش لاحتفالات مولد الحسين رضى الله عنه، خشية اندساس من يحاول تعكير صفو الاحتفال، وذلك فى ظل انشغال الشرطة فى المظاهرات المشتعلة فى جميع أنحاء الجمهورية. وما بين الأمل والتبرك بال" البيت" تشهد ساحة الإمام الحسين بالقاهرة تجمعا غفيرا من محبى آل البيت والمريدين من مختلف الطبقات، وتحرص العديد من الطرق الصوفية الشاذلية والمهدية والمحمدية والطريقة الأحمدية على الاحتفال بسيدنا الحسين، رغم الظروف الأمنية والسياسية التى تعيشها مصر حاليا، ورفض بعض السلفيين والتيارات المتشددة للموالد باعتبارها بدعة. وتعد الموالد والاحتفالات الشعبية بمولد أو وفاة أحد آل البيت والأولياء الصالحين، مناسبة شديدة الأهمية للباعة الجائلين الذين ينصبون خيامهم قبلها بأيام ويفترشون ساحات الاحتفالات بمختلفة البضائع والمنتجات، لكن فى السنوات الأخيرة خاصة بعد الثورة وبسبب الانفلات الأمنى الذى تشهده مصر، انخفض عدد زوار الحسين والموالد بصفة عامة، خاصة القادمين من المحافظات البعيدة، والذين اعتادوا الحضور قبل الاحتفال بأسبوع أو أكثر، ولكن الكثير منهم اكتفى بالحضور فى الليلة الكبيرة فقط، مقيمين يوما بليلة داخل الشوادر وحلقات الذكر التى ينصبها مريدو "الحسين" طلبا لشفاعته وكرامته. وسيدنا الحسين رضى الله عنه قتله بعض رجال بنى أمية من أتباع يزيد بن معاوية، وقطعوا رأسه فى كربلاء، ثم أرسلوه إلى دمشق حتى يراه ابن معاوية ويفرح بقتله، ثم دفن فى مكان يقال له مشهد الحسين، ثم حمل الرأس إلى القاهرة ودفن بها. ويذكر المؤرخون أن بدايات الاحتفال بمولد النبى وأهل بيته، كان فى العهد الفاطمى الشيعى، واستمر الاحتفال بالمواليد طيلة أيام العهد الفاطمى ولكنها انقطعت بعد مجىء الأيوبيين، رغبة منهم فى محو أى أثر فاطمى فى المجتمع المصرى، لاعتبارات طائفية ولكن المصريين عادوا واحتفلوا بالمواليد أيام المماليك والعثمانيين وما زالوا.