« يديك ويدينا» فتح الباب أمام المطربين لطرح ألبوماتهم وأطالب بالقبض علي قراصنة الأغانى انتكاسات وسلبيات الواقع تقتل الفن والإبداع وحزين لما يحدث فى نقابة الموسيقيين فنان يعشق الحرية بكل معانيها، شارك بأعمال جيدة أثناء الثورة ولم يترك أى مناسبة إلا وكانت بصمة صوته متحدثها الرسمى، يبحث عن كرامة الفنانين ويدعو إلى توحيد الصف والمحبة والتسامح، يشعر بالحزن لما يحدث فى نقابة الموسيقيين، ويتمنى أن تقف الدولة ضد قراصنة شبكة الإنترنت لعودة هيبة الفنان.. "فيتو" حاورت مدحت صالح.. فماذا قال؟ هل الظروف السياسية التى تمر بها مصر الآن مناسبة لصناعة فن جيد؟ صناعة الفن مثل أى صناعة حيوية ، ومن الطبيعى أن تتأثر، وطالما الأحوال السياسية غير مستقرة فصناعة الفن ليست مستقلة عما يحدث فى مصر وجميع الصناعات الاقتصادية تأثرت تماما بالأحداث الأخيرة، وهو ما ينعكس بدوره على الفن الذى يمثل مرآة للواقع، والواقع هنا حافل بالانتكاسات والسلبيات التى لا تعطى للفنان اختيارات كثيرة ليقدمها فى فنه فيقع فى مصيدة التوجيه التى لا تتناسب مع الفن غير القابل للتوجيه. طرحت ألبومك "يديك ويدينا" مؤخراً هل تر أن طرحه كان مناسباً الآن؟ ردود الأفعال كانت جيدة، وهذا شجع بعض الزملاء مثل شيرين لطرح ألبوماتهم فى الأسواق وكانت بداية لافتتاح سوق الكاسيت هذا العام بشكل جديد. وعلي ذكر سوق الكاسيت أطالب النائب العام بالتحقيق في ظاهرة قرصنة الأغاني وسرعة الكشف عن المتسبب الحقيقى والمتستر وراء تضخم هذه الظاهرة، كما يجب على نقيب الموسيقيين التصدى لهذه الجرائم التى تسببت بشكل كبير فى جلوس كثير من الفنانين فى بيوتهم، ويجب على النقيب تقديم بلاغ للنائب العام لفتح ملف القراصنة حفاظاً على حقوق الفنانين. كيف ترى المشاكل التى تمر بها نقابة الموسيقيين الآن؟ حزين جدا لما يحدث فى نقابة الموسيقيين والتى اعتبرها- فى المقام الأول- بيتى وبيت كل الموسيقيين فى مصر، وكان من المفترض عقد جلسة طارئة لحل المشاكل التى تواجه النقابة ويجتمع فيها كبار موسيقيى مصر وليس شرطاً أن يكونوا ضمن فريق الجمعية العمومية للنقابة، فهناك فنانون خارج الجمعية يؤدون خدمات للنقابة باعتبار أن الموسيقيين أسرة واحدة، وعند حدوث أى مشكلة بين الأعضاء يجتمعون سويا ويقومون بحل المشكلة وكنت أود أن يحدث ذلك، بدلاً من الصراعات والتشابك بالأيدى الذى يحدث والتى أعطت انطباعا سيئا عن الفنانين فى الوقت الذى يشن المتربصون بالفن هجوماً شرساً على الفن والفنانين. قدمت مسلسلاً إذاعياً يجسد سيرة الملحن الكبير بليغ حمدى ..حدثنا عن أسباب ترشيحك لهذا العمل؟ الملحن الكبير حلمى بكر بالاتصال بى تليفونيا واطلعنى على موضوع مسلسل "الناى الحزين" والتقيت المخرج ثروت رضوان وتم الاتفاق على إسناد دور البطولة لى وقد أذيع المسلسل فى رمضان الماضى. وهل التقيت بليغ حمدى في بداية مشوارك الغنائي؟ جمعنا لقاء فى بداية مشوارى الفنى وكنت أتمنى العمل معه، فشرف كبير لأى مطرب أن يغنى من ألحانه ولكنى قدمت أغاني من ألحانه فى مهرجانات الموسيقى العربية بعد وفاته. تشارك بفنك فى التعبير عن الأحداث السياسية.. هل تري أن أغانيك عبرت عن موقفك السياسي بشكل جيد؟ تجاربى تعبر عن موقفى السياسى مثل أغانى الثورة التى قدمتها سواء فى مسرحية أو أى مناسبة، أو الرد على الإساءة للرسول وأعبر بفنى مثل الصحفى الذى يعبر بقلمه، فكل منا لديه مقومات يمتلكها يعبر بها عن موقفه إزاء الأحداث، وصوتى سلاح أوجهه وقت الأزمات. أبدعت فى أغنيات التتر..ألا ترى أنها أصبحت «سبوبة» ولم تعد ترتقى للإبداع؟ أغنية التتر الآن أصبحت عنصراً مهما لاغنى عنها فى العمل الفنى، ومن يبذل مجهوداً فى التتر فإنه يجد مقابل ذلك الإشادة من الجميع، ومن يقدم على عمل ليس على المستوى المطلوب يمكنه تحسين أداؤه فى العمل الذى يليه، وقوة التتر تكمن فى العناصر التى تصنعه من الكلمات والألحان. باختصار التتر أصبح عنصراً فعالاً فى العمل الدرامى، ولذا يتجه كبار المطربين لتقديمه. كل فنان يتحدث عن معاناته للوصول إلى القمة.. ما تعليقك؟ مفهوم المعاناة مختلف من شخص إلى آخر، وأتعجب من النغمة السائدة لبعض الفنانين عند سؤالهم عن بدايته فتجد دائما الإجابة أن معاناتهم بدأت منذ الطفولة، وتعرضوا لظروف صعبة كانت حائلا لدخولهم عالم الفن، لكنى اعتبر المعاناة الحقيقية تكمن فى صناعة أى عمل فنى، وعن نفسى أجد معاناة كبيرة فى إخراج ألبوم غنائى، ويستلزم ذلك جهداً وسهر ليالى وإرهاقاً فكرياً فى البروفات، ومع ذلك فقد التقيت بأشخاص مؤمنين بموهبتى فى بداياتى وتوقعوا لى النجاح. كيف ترى الهجمة الأخيرة التى يتعرض لها الفنانون الآن؟ الإساءة للفنان هى إساءة للفن ككل، وأتساءل: لماذا لا تسود المحبة والاحترام والتقدير بين الأشخاص؟ فكل شخص يستطيع عرض وجهة نظره بحرية من دون إساءة للشخص الآخر، فالاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية. قدمت الكثير من الأغانى الوطنية..كيف ترى الأغنية الوطنية الموجهة لبعض الشخصيات؟ الأغنية الوطنية باقية فى أى وقت وأى عصر، و لها رونقها وسحرها وكانت أحد الأسباب فى انتصاراتنا وإثارة وجدان الشعب، ويجب على كل مطرب أن يعبر عن إحساسه الداخلى فى كل أغنية وطنية يقدمها لأن "ما يخرج من القلب يدخل سريعا إلى القلب"، علاوة على الإحساس الذى لابد أن يكون نابعاً من القلب أيضا، ولو وجهت الأغنية الوطنية لشخص تفقد المصداقية وتضلل الجمهور، فليس منطقيا أن يرى الفنان أزمات ومشاكل فى البلد ويقوم بتقديم أغنيات تنقل صورة مغايرة لهذا الواقع، لأنك سوف تحاسب أمام الله على كل كلمة تقولها، و"بالبلدى" لا مرسى ولا مبارك ولا عبد الناصر "هينفعوك" فى الآخرة. فوجئنا بزج اسمك فى القضية الشهيرة بنخنوخ... ما تعليقك؟ ليس وصمة عار أن أعرف شخصا مسجونا فكلنا كنا نعرف الرئيس المخلوع مبارك وهو نزيل "طرة" الآن، ولكن لا أعرف من أين جاء الصحفى الذى قام بنشر خبر يفيد بأننى على علاقة بنخنوخ، وأتمنى من الصحفيين تقصى الحقائق قبل نشرها وأقول لناشر الخبر تذكر الآية القرآنية "نون والقلم وما يسطرون". فى النهاية متى يقول مدحت صالح "فيتو"؟ أعترض على أى معلومات مضللة تنشر فى وسائل الإعلام ويكون الضحية فيها المواطن الذى يتلقاها ويصدقها وينقلها للآخرين.