«الصحة» تعلن الحرب على «فيروس سي».. اتجاه لتطبيق الكشف الإجباري على رواد «الجامعات ومراكز التجنيد واستخراج رخص القيادة».. «شيحة»: الإمكانيات متوافرة للتطبيق بسهولة.. و«عز العرب»: خطوة سليمة

يوما بعد الآخر يزداد أعداد المصابين بمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" حتى وصل عددهم إلى ما يزيد على 15 مليون مصاب، وذلك وفقا لدراسة حديثة أجراها خبراء زراعة الكبد بوحدة مستشفى السلام الدولي من خلال حصر جميع مراكز علاج الفيروس بأنحاء الجمهورية.
الكشف الإجباري
وفي نفس السياق، فقد أكدت مصادر بوزارة الصحة واللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أنه يتم حاليا التنسيق لوضع خطة القضاء على «فيروس سى» لدى فئة الشباب، وذلك من خلال توقيع الكشف الإجبارى على الشباب المتقدمين للتجنيد، وطلاب الجامعات، وعند استخراج رخص القيادة، وغيرها من الإجراءات الروتينية الخاصة بالشباب، للوصول لأكبر قطاع ممكن منهم، بهدف اكتشاف الفيروس قبل نشاطه وعلاجه مبكرًا.
علاج الشباب
وفي هذا الإطار قال الدكتور جمال عصمت، نائب رئيس جامعة القاهرة، عضو لجنة الفيروسات الكبدية، إن هناك أولوية لعلاج الشباب (أقل من 40 عامًا)، خاصة أن دراسة طبية أجرتها اللجنة بالتعاون مع أحد المراكز الطبية في فرنسا، أكدت أن كل شخص مصاب بالفيروس يتسبب في نقل العدوى إلى 4 أشخاص خلال فترة الإصابة، فيما يوفر علاج المريض الواحد على الدولة نحو نصف مليون جنيه، هي تكلفة علاج من يتسبب في إصابتهم.
إلا أن مجموعة من الشكوك دارت حول فاعلية الإجراء الذي تنوي وزارة الصحة تطبيقه، خاصة وان فترة حضانة الفيروس تتراوح من أسبوعين اثنين إلى 6 أشهر، بالإضافة إلى المخاوف حول تحول المقترح إلى إجراءات رويتينة يمكن التلاعب بها بوسائل الفساد المختلفة.
إجراء روتيني
وعقب الدكتور محمد على عز العرب، أستاذ الكبد ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، على الخطة، قائلًا إن قيام وزارة الصحة بفرض الكشف الإجباري على فيروس "سي" بين الشباب هو "خطوة سليمة يجب تشجيعها" بشرط أن تتوافر فها وسائل الجدية دون تحولها إلى مجرد "إجراء روتيني" يمكن التلاعب به.
وأشار إلى أن الوزارة سبق وطبقت الكشف الإجباري على المتقدمين للزواج، إلا أنه بفعل عوامل الفساد الإداري أصبحت الشهادة الصحية مجرد ورقة يمكن شراؤها بالأموال دون الحاجة إلى أخذ عينات للدم، أو إجراء التحاليل التي تكشف الإصابة بالفيروسات، وبالتالي فلابد من توخي الحذر خوفا من تحول الكشوف الجديدة إلى مصير كشوف ما قبل الزواج.
وذكر عز العرب أن وزارة الصحة عليها تصميم "سيرفر" خاص بالكشف عن الفيروسات الكبدية في جميع المحافظات بهدف المعرفة الدقيقة لحجم المشكلة على أن تتخذ إجراءات محددة لأخذ العينات وتحليلها بصورة سليمة في معامل ذات مصداقية.
سهولة الكشف
ومن جانبه، أكد الدكتور جمال شيحة، أستاذ أمراض الكبد بجامعة المنصورة، أن البحث الدائم عن المرضى بفيروس "سي" لتوفير الرعاية الطبية لهم هو أمر محمود يجب تفعيله من خلال وزارة الصحة، وتساعدها فيه جميع الأجهزة المعنية.
وأضاف أنه من اليسير حاليا اكتشاف المرضى المصابين به حتى وإن كانوا في بداية مراحل الإصابة، وذلك من خلال الإجراءات الطبية التي يمكن أن تجرى في الكشوف على المتقدمين للتجنيد، أو استخراج رخصة القيادة وغيرها، مشيرا إلى أن مصر بها الكثير من الأجهزة التي يمكنها أن تحلل عينات الدم لعدد كبير من المرضى، خاصة وان هذه الأجهزة متوفرة في جميع المستشفيات.