قرّبْ يا مؤمن .. تحرّكْ يا مسلم .. ادعمنا فقط برسالة واحدة قيمتها أربعة جنيهات فقط وكأنّك عزمتني على الغدا .. نريد مليون رسالة فقط ... ادعمونا بها يا مؤمنين !! مهرجان تسوّل باسم الدين الذي يحرّم التسوّل، ويأمرنا بالتعفف، واكتساب المال بالعمل الشريفِ، ليكونَ الرزق حلالا حتى لا تأتي المسألةُ «نكتةً سوداء» في وجه السائلِ المتسوّل يوم القيامة ( طبقًا لحديث سيّدنا رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم )!! - ومَن ذا الذي يتسوّلُ ؟ - أناسٌ يُقالُ إنّهم رجالُ دين ! - على النواصي وفي المواصلات العامة والأسواقِ والموالد ؟ =لا يا أخي حماكَ اللهُ .. إنهم يتسوّلون علنًا على نواصي الفضاءِ في قناةٍ يقالُ إنّها دينيّة !! - وامصيبتاه .. كيفَ نصدّقهم بعد ذلك وهم يتسوّلون رواتبهم ومكافآتهم من جيوب الغلابة ليركبوا بها أفخم السيارات ويأكلوا بها في أضخم المطاعم ؟ ليتهم يفعلونَ ذلك ويصمتون ، لكنهم يستخدمون هذه ( الحسنات ) في ارتكاب السيئات بلعن الآخرين وسبّهم ، وطعنهم في دينهم، ورمي مُحصناتهم مخالفين بذلك كلّ أوامر ديننا السمح ونواهيه ، يصلّون ويسلّمون على نبيّنا الكريم ، وبعد ثوانٍ يتناسون أنه القائلُ: «إنّما بُعثتُ لأتمّمَ مكارمَ الأخلاق»، وأنّ القرآن الذي يزعمون أنهم يعملون في تفسيره وتأويله وتبصير الجهلاء أمثالي بما استغلق علينا فيه قد خاطب به الله جلّ جلاله رسولنا الكريم قائلا « وإنّكَ لعلى خُلِقٍ عظيم . إذا كانَ ذلك كذلك ، فبمن يقتدونَ وقرآننا كلامُ الله وسنّة حبيبنا المصطفى ليس بهما أمرًا واحدا بالسبّ واللعن والطعان ورمي المُحصنات بما يوجبُ الحدّ على مَن لا يأتي بأربعة شهود وليس اثنين كأية قضية أخرى ؟ = لا أدري يا أخي في اللهِ فقرآننا نورٌ على نور ، ونبينا كانَ نورًا يمشي على الأرض ، ولم يثبت على أيّ من خلفائه الراشدين ولا أيّ من السلفِ الصالح ما يخدش الحياء أو سبّ الناس في أخلاقهم وأعراضهم والطعن في دينهم ! واكارثتااااه ... وافضائيّتاه ! وبمن يقتدون إذًن ؟ = لست أدري أيضًا ، إنهم يريدون أن يأخذوا الناس معهم في رحلة فضائية مجانية إلى الجاهلية الأولى التي لم تكن تعرف الأديان بعد ولا تعترف بالقيم ولا الأخلاق وكان الأقوى وصاحب الصوت الأعلى هو الذي يسود ، بما كانوا يسمّونه « قانون الغاب « !! وكيف يجرؤ هؤلاء على رمي المحصنات بغير شهادة الشهود حتّى ولو كنّ على الخطيئة ؟ = لأنهم قادمون بأفكارٍ مُبهمة ، والأنثى في خيال كثيرين منهم مجرّد مِطفأة سجائر ، وظيفتها إشباع شهواتهم ، وإنجاب مواطنين أبرياء بشكل آلي خال من العاطفة ! كثيرون في بلادنا يفكّرون في المرأة تفكيرَ الجاموسةِ في البرسيم ، ولذلك لا يكتفون بزوجة واحدة ،فيجمعُون بين أكثر من زوجة ولو في الخفاء ، وبالرغم من ذلك لا يشبعون ، وعندما يخلو الواحد منهم إلى نفسه مع الأشياءِ العصريّة كالإنترنت ، يدّعي أنّه منشغلٌ بالبحث فيما ينفع الناس ، فتصدّقه المسكينة والأبرياء ولا يداخلهم الشكّ في أنه منشغلٌ بالبحث عَبْرَ « جوجل « عن صور العرايا وأفلام البورنو المنسية في خرابات الإنترنت ، فيمشي ورأسه محشوٌّ بآلاف الخيالات ، وقد يصلّي في الصفّ الأوّل خلفٍ أمام عذب الصوت عميق التأثير ، فيتساهى عن قرآن الصلاةِ بالعرايا اللاتي يسبحن في رأسه، كما تسبح البساريا في المحيط الأطلنطي ، ألم يكن أعتى المنافقين يقفون في الصفّ الأول خلف رسولنا الكريم ويندسّون بين أنقى أصحابه وأتباعه رضوان الله عليهم ؟ .. ربّنا لا تجعل مصيبتنا في ديننا ! لكن .. لماذا هاج كثيرون الآن ضد الثقافة والفن وكلّ صنوف الإبداع ؟ = لأنهم يعتبرونها كفرا !! ويعلمون تأثيرها في ثقافة البشر ورقيّهم ، وهم لا يريدون الرقيّ ! كيف يسترزقون ؟ وكيف ينفذّون الكتالوجات المستوردة التي تفتح بيوتهم ؟ إنهم يتناسون أن الكثير من الدول المصدّرة للبترول والكتالوجات بها ثقافة وإبداع وفنون تنافس بها عالميا ، وأنها تفتح فضائيات خاصة لتلميع مطربيها وفنّانيها ومبدعيها لإثبات وجودها على خريطة العالم المعاصر ، بينما نحن في « أمّ البلاد » ( كما وصفها سيّدنا نوح عليه السلام)، و«أمّ الدنيا» ( كما يصفها العالم المتحضّر ونشيدنا الوطني العظيم ) نفتح الفضائيات والصحف ومنابر المساجد لتعزف معا نشيد « الفنّ حرام والسلّم نايلو ف نايلو» ، ونتيح الفرصة للذين لا يعرفون الحرية أن يقيّدوا حريّاتنا ، وأن يتسابقوا في تكفيرنا وتسويد عيشتنا ليقطعوا طريق أمسنا عن غدِنا ( كوصف شاعر الإسلام الأكبر محمد إقبال ) ، هم لا يريدون الإبداع ولا الثقافة ولا البحث العلمي فكلها والعياذ بالله أشياء تجعل الناس يفهمون ، وهم يريدون أن نبقى أمّةً من الجاهلين ليسكبوا حقدهم وغلّهم وكلّ عقدهم النفسية في آذاننا ونحن نمصمص الشفاه ونقول : آمين ! لذلك هاجم بعضهم السيد الرئيس لاجتماعه بعدد من الممثلين بعد قضية الفنانة إلهام شاهين وأحد الذين اعتدوا على شرفها وكرامتها وعفتها باسم الدين ، وهي الجريمة التي لا تُمسحُ آثارها بمراهم تطييب الخواطر ، ولكن بالقضاء ، وبإغلاق هذه المخرّات التي دخلت بنا وبالدين في مواسير مغلقة ، والتي بسببها ، وبسبب حديثهم المستمر عن الجنس زادت قضايا التحرّش الجنسي التي لم تعرفها مصر أيام الميني جيب ، الآن لا فرق بين منتقبة أو محجبة أو سافرة ، الكل سواسية في التحرّش ، ولذلك تعدّى بعض الملتحفين بالدين حدود التحرّش إلى الفعل الفاضح في الطريق العام تحت سقف سيارته وسقف الحصانة المنزوعة بحكم أعظم محكمة يريدون خنقها والالتفاف عليها من أجل تمكينهم من مواصلة حملتهم الضارية لاحتلال مصر ! كتبتَ كثيرا منتقدا أعمال إلهام شاهين ، لماذا انقلبت الآن لتدافع عنها ؟ = قلتَ : أعمال إلهام ، ولم تقل : إلهام ، فالذي يعنيني هو فنها من حيث هو فن ، وليس شخصها من حيث هي إنسانة لها كامل الحصانة والاحترام بنصوص القرآن والحديث والقانون ، والاعتداء على كرامة أية مصريّة مسيحية ، مسلمة ، فلاحة ، طبيبة ، ممثلة ، راقصة هو اعتداء على المرأة المصرية وليس فقط المعتدى عليها ، وهذا لا يقبله إلا كلّ ديّوث أو متواطئ ، رجل الدين يتكلم في الدين بما نعرفه من القرآن والسنة ، لكن أن يترك القرآن ليفتي في أعمال نجيب محفوظ التي لم يقرأها أو يرمي ممثلة في عفتها وشرفها وهو لم يرَ أعمالها ، أو يطالب بمنع إنتاج المسلسلات وإغلاق قصور الثقافة لأنه يعاني قصورا في الثقافة ، فلن نسكت ولو على حبل المشنقة ! وهل سيصمتون ؟ = كرجل مسلم ورجل قانون أقول نحكم بين الناس بما في القرآن وبما في القانون بالعدل والمساواة بين الجميع ، غير ذلك فلا ، فلن يستطيع أي عقل مظلم أن يهدم تراثنا ويقتل حاضرنا ويقطع الطريق على مستقبلنا ونحن واقفون نتفرّج ونقولُ له : سمعًا وطاعة يا مولانا. ومَن لا يعجبه منهم ؟ =.... يروح كندا !!!