[email protected] فقد الصفوة أو من يفترض أنهم من الصفوة قيمتهم وقدرهم بسبب انقسامهم على أنفسهم ، وتبادل الاتهامات بين بعضهم البعض، بالحق أحيانا، وبالباطل فى أكثر الأحيان، وافتقدنا وجود قيادة أو زعامة يلتف حولها عامة الناس وخاصتهم، ومن هؤلاء الخاصة من يفترض أنهم قادة الرأي من المستنيرين والعقلاء والحكماء وصفوة المجتمع، الذين عجزوا عن وضع حدود للخلافات،ولم يلتزموا بآداب النقاش وأصول الحوار.. وكما عجز الثوار عن اختيار زعامة أو انتخاب قيادة، عجز الصفوة عن ذلك، مثلما عجزوا من قبل عن كسب ثقة الثوار وجمعهم حول أهداف واضحة محددة لا يحيدون عنها.. لقد رفع شباب التحرير ونحن معهم شعار العدالة وسلمية الثورة منذ اليوم الأول، وطالبوا بسقوط النظام. وسقط النظام. وتحقق للثوار مطلبهم، بمحاكمة زعماء الفساد وقتلة الثوار أمام قضاتهم الطبيعيين، التزاما بشعارات العدالة والسلمية التى ترددت فى كل ميادين مصر. وتحمس لذلك العقلاء ومن يفترض انهم من الصفوة أملا فى صدور أحكام نهائية تدين لصوص المال العام ، وتعترف بها دول العالم التى نطالبهم بإعادة أموال مصر المنهوبة إلينا، والتى تنص قوانينهم على عدم الاعتراف بالمحاكم الثورية والشعبية والعسكرية وبما تصدره من أحكام.. وبعد صدور الاحكام انقسم الناس على أنفسهم وتفرقوا شيعا وجماعات، بمن فيهم العامة ومن يفترض أنهم من الخاصة وقادة الرأي، الذين جسدوا أسوأ صور الانقسام، وتمادوا فى الخصومات وتبادلوا الاتهامات، وظهرت المطامع الذاتية والمصالح الشخصية،ولم نجد من يعى ان مصالحه الشخصية لا بد أن ترتبط بالصالح العام، وهو ما يفرق بين الصفوة وغيرهم من العامة ومن لا ينظرون إلا تحت أقدامهم. وكلما صدر حكم قضائى يرضيهم هتفوا بحياة العدل، وإذا كان الحكم لا يرضيهم هتفوا بسقوط الظلم، بل وتطورت الأمور أحيانا الى الهتاف بسقوط القضاء، كما تنكروا لشعاراتهم السابقة وطالبوا بمحاكم ثورية، ووجدنا الذين لم يوفقوا فى المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة ويفترض انهم من الصفوة يجاهرون بمطالب خيالية ساذجة، من أجل ان يستعيدوا بعض ما فقدوه من أحلامهم وآمالهم، ورأيناهم يجتمعون على ذلك بعد ان تفرقوا من قبل، حتى ان بعض السذج ظن انهم جميعا، في حين ان قلوبهم شتى، وهو ما يرسخ الانقسامات ويضعف الأمل فى ظهور قيادة تجمعهم وتجمعنا، لأن كلا منهم يعمل ويتحرك من منطلق المقولة الشعبية «يا فيها يا أخفيها» وهو أمر يستحيل تحقيقه. ونحن لا نرى فيهم من سيكون فيها ولا من يقدر على أن يخفيها..