أعماله الفنية «سياسية» من طراز رفيع، «عايز حقى» و«جواز بقرار جمهورى» و«الرجل الغامض بسلامته» وأخيراً مسلسل «ابن النظام»، كما أنه الفنان الوحيد الذي شغل منصب الرئيس قبل ثورة 52يناير من خلال فيلم «ظاظا»، لذا ليس غريباً أن يتحدث عن رؤيته لانتخابات الرئاسة، وقضايا عديدة في المشهد المصرى الحالى . هانى رمزى يتحدث عن كل ذلك في هذا الحوار. هل يحمل «ابن النظام» رسالة للرئيس الجديد؟ - هذا المسلسل يدين النظام السابق، فقد كانت هناك «شلة منتفعين»، ورجال يعملون وراء الستار، لا أحد يعلم عنهم شيئاً، و «ابن النظام» يكشف خبايا الملفات التى لا يعلم الشعب شيئاً عنها، ولم يعرفها حتى هذه اللحظة، وسوف يفاجأ المشاهدون من كشف أسرار الغرف المغلقة، وجميعها حقائق واقعية، اعتمد فيها المؤلف على معلومات موثقة من مصادر محددة، وليست من نسج الخيال، الشعب شاهد الظاهر منها من خلال مؤتمرات وندوات وبيانات، لكنه لا يعلم خباياها وكواليسها، ويهدف المسلسل لتوصيل رسالة إلى الرئيس القادم، مفادها أنه لا شىء أصبح خافياً على الشعب، فما يحدث داخل الغرف المغلقة يتم كشفه. ماذا لو فاز مرشح الإخوان محمد مرسى برئاسة مصر؟ - فى هذه الحالة سوف تتحول الرقابة على الأعمال الفنية إلى رقابة دينية، ونحن كفنانين ومبدعين نرفض هذا تماماً ومن الصعب جداً قبوله، فالرقابة الدينية سوف تحرم وتحلل ما تشاء، وسوف نعود إلى عصور الظلام، وهذا لا يجوز مع الفن إطلاقاً، فالثورة معناها التقدم للأمام وليس العودة إلى الوراء مئات السنين. وأين دور «جبهة الإبداع»؟ - ليس جبهة الإبداع فقط، فالفنانون والكتاب والأدباء والمفكرون لن يسمحوا لطيور الظلام بالعودة بنا إلى عصور الجاهلية والتخلف، وإذا حدث هذا بصورة اجبارية، فهناك دول كثيرة تتمنى وجود الفنان عادل إمام بها، هذه الدول تتمنى انتقال الفن والفنانين المصريين إليها، فالفن المصرى هو القوة الناعمة التى أثرت فى الدول العربية جميعها، وأتحدى «قوى الظلام» ولو بقوتهم الجبرية منعوا مشاهدة أعمال فنية، فهناك قنوات فضائية سوف تعرض هذه الأعمال رغم أنوفهم، فمثلاً فيلمى «نمس بوند» و «الرجل الغامض بسلامته» تم حذف أجزاء منهما عند عرضها فى دور العرض، وتم عرضهما على الفضائيات كاملين دون حذف، وأقول للتيار الدينى أنت لا تستطيع المنع، فلا سلطان لكم على الفضائيات، وسوف تظل «محلك سر»، بل سوف ترجع إلى الخلف، ولا أحد يستطيع لى ذراع الفن، من رابع المستحيلات حدوث هذا، سواء رضوا أم لم يرضوا، ونحن كفنانين سوف ندافع عن مبادئنا وفكرنا ونحاول بالحسنى، لكنهم إذا أصروا على موقفهم من الفن واستخدموا قوتهم الجبرية لأغلبيتهم فى البرلمان فلن ينجحوا، ولن يكون لأحد سلطان على الفن والفنانين. كيف ترى القادم؟ - الأيام القادمة سوف تكون صعبة للغاية بسبب انقسام الشعب، فهناك من يخون الآخر، والاختلاف سيد الموقف، أخشى من اندلاع حرب أهلية بين مؤيد ومعارض، أتمنى ألا تتدخل دول فى الشأن المصرى، وألا يصفى المصريون حساباتهم فيما بينهم، والوضع الحالى مؤسف للغاية، فمصر تغلى،. والشعب يشعر أنه لم يحقق النتائج المرجوة من الثورة، نحن فى مأزق خطير، وأتمنى من الرئيس القادم أن يراعى ظروف الشعب، ومن الشعب احترام نتيجة الصندوق. برأيك.. ما الذى أوصلنا إلى الحالة الراهنة فى مصر؟ - السبب الرئيسى هو أننا لم نقم بوضع الدستور أولاً، كنت أول من نادى بذلك، فالرئيس القادم - فى حالة وضع الدستور - سوف يلتزم بأسس موضوعية للحكم، أما الذين وافقوا على الاعلان الدستورى فهم يبكون الآن، لقد استغلوا الأمية المنتشرة بين نصف الشعب لإيهامهم بأن كل شىء إما «جنة» أو «نار»، وقد كشفهم الشعب بعد أدائهم فى البرلمان خلال الأشهر القليلة الماضية. ما المواد التى تتمنى وجودها فى الدستور الجديد؟ - أتمنى أن يحتوى على مواد تضمن حقوق جميع المواطنين وتحمى حرية الإبداع، ومواد للفصل بين السلطات، فمن غير المنطقى أن تتدخل وزارة الداخلية لحذف مشاهد من عمل فنى، وأتمنى التزام كل جهة بعملها فقط دون التدخل فى شأن جهة أخرى، فالرقابة على المصنفات الفنية هى المنوطة فقط بالرقابة على أى عمل فنى. مشاكلك مع الرقابة كثيرة.. لماذا؟ -الرقابة كانت تتعنت فى مواجهة جميع أعمالى، لانتقادها النظام السابق بأسلوب كوميدى ساخر، ولم أوافق على حذف المشاهد التى قاموا بحذفها، ففيلم «ظاظا» تعرض لحذف أربعة مشاهد، ومع ذلك لم يظهر أحد ليفرض وصاية على الإبداع ويحرم الفن، أما الآن فالأصوات عالية تنادى بتكميم الأفواه، وترى أن الفن والإبداع حرام والمؤلفين كفرة، وكل هذا مؤشر على صدق وحيد حامد فى «طيور الظلام»، فهذه الطيور إذا استولت على الفكر وسيطرت على عقول الشعب، فالقادم أسوأ، وهذا يشعرنى بقلق شديد وخوف أشد، وللأسف الثورة أسقطت نظاماً لكنها لم تسقط الفكر القديم والجمود والجحود الذى يسيطر على عقول معينة، يجب أن يكون الانسان حراً طليقاً، وأن نلتزم جميعاً بالديمقراطية، بحيث لا نأخذ ما يتماشى مع أهوائنا ونترك ما يتعارض معها. والرقابة حالياً اقتربت جداً من الفنان، فرئيس الرقابة «سيد خطاب» مؤمن بالثورة وبحرية الإبداع والفكر، بينما كان الرقيب فى الماضى يحافظ على النظام السابق. وكيف ترى طلب الإحاطة الذى تقدم به «ياسر القاضى» بشأن مسلسلات رمضان؟ - أقول لمن يريدون الحجر على حرية الفكر والإبداع: نحوا مصالحكم جانباً واجعلوا لمصر الأولوية الأولى، هل أنتم قادمون للانتقام من الفن والفنانين.. هذا سؤال أتمنى اجابتهم عليه، أرجو من أمثال ياسر القاضى تحكيم ضمائرهم وعقولهم، فالدين الإسلامى لا يحث على الانتقام، بل يحث على الخير والسلام بين الناس. كيف ترى حرق المقر الانتخابى للمرشح الرئاسى الفريق أحمد شفيق؟ - شعرت بحزن شديد عندما قالوا إن «الإخوان» هم من أحرقوه، لقد احترمنا أغلبيتهم فى مجلس الشعب، احتراماً للصندوق، ونحن فى دولة قانون، والذين أحرقوا مقر «شفيق» الانتخابى هم بلطجية يريدون إشاعة الفوضى والبلبلة، وهذا ينم عن حقد دفين، وقد خاض «شفيق» الانتخابات ودخل جولة الإعادة، فلابد من احترام رغبة الشعب، مع أننى لم أنتخب «شفيق» فى الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، وقد أعطيت صوتى لحمدين صباحى، وأقول لهؤلاء: اتقوا الله فى مصر. وكيف ترى الحكم الصادر على «مبارك»؟ - أثق تماماً فى نزاهة القضاء المصرى، وقد حكم القاضى طبقاً للأدلة والأوراق، وليس مطلوباً منه الحكم بعاطفته. لمن صوتك فى جولة الإعادة؟ - لا أختار أشخاصاً، اختار الدولة المدنية التى يدعو إليها شفيق، فالدولة المدنية قابلة للتغيير والتحديث، أما الدولة الدينية فمن المستحيل تغييرها، هى تعتمد على مبدأ الطاعة العمياء للقائد الذى من المستحيل مخالفته وإلا سيقام على المخالف الحد، أما شفيق فقد أكد التزامه بوثيقة العهد، وأرى أنه صادق وسوف يلتزم بكل ما يقوله، وشفيق هو الأصلح لقيادة مصر. وكيف ترى مستقبل أقباط مصر؟ - الشعب المصرى نسيج واحد، لا فرق بين مسلم ومسيحى، كل منهما يحمى الآخر، نحن جميعاً فى سفينة واحدة، وأصالة مصر تحمى الأقباط. عودة إلى الفن.. ألا تخشى منافسة النجوم الكبار فى مسلسلات رمضان؟ - المنافسة بين النجوم لا تقلقنى، لكن المنافسة أصبحت بين الدراما وبرامج «التوك شو» التى أصبحت الحصان الوحيد الرابح من الثورة، فقد حققت هذه البرامج أرباحاً خيالية، فالشعب يتابعها وتبث اعلانات كثيرة وتحقق نسبة مشاهدة عالية، ولكن الاعلام فى مأزق خطير لافتقاده الحيادية، وبعض الاعلاميين قد يثيرون فتنة لتسخين موضوعاتهم وحلقات برامجهم، لزيادة الاعلانات، أما الشعب فقد أصابه الاكتئاب من هذه البرامج، ويحتاج إلى علاج نفسى لإعادة البهجة إلى روحه من جديد. الدراما المصرية هل تراجعت أمام الدراما التركية؟ - بالفعل تراجعت الدراما المصرية، لاهتمامها بالضغوط الاجتماعية الواقعة على المواطن، كما تفتقد الدراما المصرية متعة المناظر، فعندما كان زكريا عزمى يمارس سلطاته أصدر أمراً بمنع التصوير فى المناطق الأثرية، فكان آخر تصوير بها هو «ناصر 65»، بعدها تم المنع، أما الدراما التركية فهى تشبع الذهن بموضوعات انسانية وعاطفية ورومانسية، وما يشبع العين بالصور الجميلة والمناظر الخلابة للمناطق السياحية وأيضاً الأزياء الجميلة، وبهذا اتجه قطاع كبير من المشاهدين للدراما التركية.