السيسى لقنديل : «عيب أن تصبح سكرتارية تحدد المواعيد لخيرت» نجح «الإخوان»في اختراق «الداخلية» لكنهم تلقوا فشلا ذريعا في السيطرة على «المؤسسة العسكرية»التي انتفضت للدفاع عن نفسها وهيبتها أمام ما سربته رئاسة الجمهورية عن اقالة الفريق «عبد الفتاح السيسي» وزير الدفاع،فباتت «القوات المسلحة» في مرمى نيران الجماعة. تفاصيل المعركة المحتدمة بين «العسكر»و«الاخوان»تحمل في طياتها العديد من المفاجآت. إغراق«الأنفاق» كان الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية يجلس كعادته يري مشاهد للعصيان المدني ببورسعيد«الباسلة»،والاشتباكات المتقطعة بين المتظاهرين وشباب الاخوان في مدينة المنصورة،اذا بالرئيس يعلم من ذات الشاشة أن القوات المسلحة بدأت في إغراق الانفاق بين «غزة» و«رفح»،وتعجب الرئيس «كيف يتم ذلك بدون علمه؟!». وقبل أن يفيق «مرسي» من حالة التعجب فوجئ باتصال من المهندس «خيرت الشاطر»نائب المرشد العام للاخوان المسلمين،وعاتب «الشاطر»الرئيس «مرسي»على قيام الرئيس باغراق الانفاق قبل ان يتم ابلاغ المرشد ونائبه،فما كان من «مرسي» الا ان أخبر«الشاطر»ان هذا الامر دبر بليل ولا علاقة للرئاسة به،فتعجب «الشاطر»وطلب من «مرسي»وضع حد لتصرفات «المؤسسة العسكرية»وتقليم «أظافر» السيسي. استدعاء رئيس الأركان بعد مكالمة «الشاطر»استدعي «مرسي» الفريق «صدقي صبحي»رئيس الاركان وطلب منه كتابة تقرير حول الاسباب التي دعت القوات المسلحة لإغراق الانفاق دون الرجوع للرئاسة في هذا الامر،إلا ان «صدقي»اعتذر عن عدم كتابة هذا التقرير، وقال للرئيس بأدب شديد:»وفقا للقواعد المتبعة ينبغي ان تطلب سيادتك من السيد الوزير عبد الفتاح السيسي كتابة هذا التقرير،لا ان تطلبه مني انا حتى لا اتعدى قياداتي». «مرسي» قابل حديث «صدقي» بضحك وقال له:«يا سيدي بكرة تبقى وزير!». لقاء الرئيس ورئيس الاركان انتهى الى اعتذار «صدقي»النهائي عن عدم كتابة هذا التقرير. رئيس الأركان يبلغ السيسي بعد ان انتهى «صدقي»من لقاء «مرسي»ذهب من فوره للفريق «عبد الفتاح السيسي» وزير الدفاع وابلغه بما دار في اللقاء،وقال له الجملة التي قالها الرئيس في محاولة واضحة من الاخير لاستمالة رئيس الاركان،فما كان من السيسي الا ان اعتبر هذا الامر «خيانة»من مؤسسة الرئاسة. الرئيس يتصل بالسيسي وما ان جاءت صبيحة اليوم التالي للقاء الرئيس برئيس الاركان الا وكان «مرسي»يجري اتصالا هاتفيا بالسيسي.. وفي الاتصال طلب «مرسي»من وزير الدفاع كتابة تقرير عن أسباب إغراق الأنفاق ،الا ان الأخير رفض وقال للرئيس إن هذا الامر يخص الامن القومي لمصر، ولم تنته القوات المسلحة منه بعد. فعاتب مرسي السيسي وقال له:«انك بهذا الامر تتجاوزني». فرد «السيسي»:أنا أفعل ما يمليه علي ضميري وواجبي الوطني تجاه هذا البلد، واعتبر كلامي معك في التليفون هو تقريري». الانتقام من «السيسي» بمجرد ان انتهى اتصال «مرسي» ب«السيسي» دون نتيجة تذكر سنت «الجماعة» أسلحتها للانتقام من الرجل والاجهاز عليه،فبدأ بعض القريبين من مؤسسة الرئاسة في ترديد شائعات مفادها أن «مرسي»اتخذ قرارا باقالة وزير الدفاع،وصعدت اللجان الالكترونية للاخوان -التي يشرف عليها خير الشاطر بشكل مباشر- من حملتها ضد الرجل في محاولة لتشويه صورته امام الراي العام. لكن الجماعة فوجئت برد فعل قوي من جانب القوات المسلحة التي ردت عبر صفحتها على «فيس بوك» وأكدت أن هذا الأمر لم يحدث ولن يحدث ،وليس هناك سلطة من حقها أن تتدخل في الشؤون الخاصة بالقوات المسلحة وان امر اختيار وزير الدفاع هو من شأن الجيش لا مؤسسة الرئاسة. وازدادت العلاقة توترا بين الجماعة والمؤسسة العسكرية خاصة بعدما زادت لجان الاخوان الالكترونية من حملتها التصعيدية ضد السيسي وبعض رجال القوات المسلحة، بعدما نما لعلم الاخوان ان قادة الجيش بدؤوا في عقد لقاءات سرية للوقوف ضد رغبات الرئيس والاخوان. بالتوازي مع ذلك بدأت الحركة في الشارع تأخذ منحى آخر خاصة بعدما دعت بعض الشخصيات المحسوبة على القوات المسلحة الى جمع توكيلات تنص على اختيار «السيسي»لحكم مصر،والمطالبة بعودة العسكر للحكم مرة أخرى،اضافة الى مسيرات تأييد الجيش التي شهدتها الشوارع والميادين طيلة الايام الماضية والتي طالبت «العسكر»بانهاء حكم الاخوان، والتدخل لانهاء حالة الفشل التي تعيشها مصر في كافة مناحي الحياة,وراجت حملة التوكيلات التي بدأت من مدينة بورسعيد وانتشرت في جميع انحاء الجمهورية. السيسي يرفض لقاء الشاطر بعدما ازدادت المعركة احتداما وفشلت كل محاولات الإخوان في ازاحة السيسي من المؤسسة العسكرية،رأى المهندس خيرت الشاطر انه حان الوقت ليتدخل بصورة مباشرة، فقرر انه لابد من جلسة تجمعه بالفريق « السيسي»لانهاء الازمة المحتدمة بي «الاخوان»و»العسكر»، وانتهز فرصة وجود اجتماع لمجلس الوزراء بمقر المجلس وطلب من الدكتور «هشام قنديل»رئيس مجلس الوزراء ترتيب موعد له مع «السيسي» فوافق «قنديل»ووعد «الشاطر»بالعمل على هذا الامر، وبعد ان انتهى اجتماع مجلس الوزراء طلب «قنديل»من»السيسي»الجلوس معه لعدة دقائق في مكتبه لمناقشة امر هام. وداخل مكتب «قنديل»جلس رئيس الوزراء مع «السيسي»وقال له:«المهندس خيرت الشاطر يريد ان يقابلك شخصيا ويتحدث معك». فرفض «السيسي» وقال لرئيس الوزراء:»اجلس معه باي صفة هل هو احد الاشخاص المسئولة في الدولة،انا لا اجلس الا مع المسئولين». استمر «السيسي»موجها حديثه ل«قنديل»:«كيف تقبل على نفسك وانت رئيس وزراء مصر ان تكون سكرتارية لخيرت الشاطر تحدد له المواعيد مع الوزراء،هذا لا يليق بمنصب رئيس الوزراء» وترك مكتب «هشام قنديل» وهو في قمة غضبه. الشاطر..يغضب أبلغ الدكتور «هشام قنديل»المهندس «خيرت الشاطر» بتفاصيل ما دار بينه وبين «السيسي» وكيف خرج الأخير غاضبا من مكتب رئيس الوزراء. غضب «الشاطر» من تصرف وزير الدفاع وادرك انه ما من حل الا البحث عن وسيلة تطيح ب«السيسي» من منصبه لان وجوده في هذا المنصب فيه خطورة كبيرة على مستقبل الجماعة ومصالح «خيرت الشاطر». ثم عاد «الشاطر»لسيرته الاولى واصدر تكليفا للجانه الالكترونية بتكثيف الحملات الموجهة للنيل من «السيسي»وتصعيدها بكافة السبل لتشويه صورة الرجل امام الراي العام حتى تصبح الاطاحة به امرا سهلا لا يواجه بغضب من جانب الجميع.