منذ اندلاع أحداث بورسعيد مع إحالة أوراق المتهمين لفضيلة المفتى، توالت الأحداث بشكل درامى كانت نتيجته سقوط عدد كبير من الضحايا من أبناء بورسعيد، ولم يعلن حتى الآن من الذى اقترف هذه الجريمة فى حق أبناء بورسعيد وحق المصريين جميعا. فكما أيدنا شباب ألتراس الأهلى فى حقهم وحق جميع المصريين فى القصاص من قتلة جماهير الأهلى، أقصد القتلة الحقيقيين الذين لم يكشف عنهم كلهم، فنحن نطالب بحق أهالى بورسعيد والمصريين جميعا فى القصاص ممن ارتكب هذه الجرائم البشعة فى حق أهالى بورسعيد. ولكن يبدو فى الأفق عدم الجدية فى الكشف عن هؤلاء القتلة ولا ندرى سببا واضحا لذلك، فالدولة إما تعلن عن هؤلاء القتلة بما تملكه من أجهزة أمن، إما تكون الدولة بأجهزتها والقائمين عليها مسئولين عن هذه الجريمة ويكون لأهالى هؤلاء الشهداء وأبناء مدينتهم والمصريين جميعا الحق فى القصاص منهم. الأمر واضح وطريقة معالجة الأزمة واضحة وغير ذلك الطريق لن تنتهى الأزمة، ولكن الدولة التى تعلم جيدا طريق حل الأزمة تذهب فى طريق آخر إذ يعلن مسئولوها أن ما تواجهه أجهزتها ببورسعيد عمليات بلطجة، أيعقل هذا؟ المطالب بالحق أصبح بلطجيا؟! شاهدنا مشاهد العنف القاسية فى شوارع المدينة الباسلة العظيمة التى إن انسحبت قوات الشرطة وانتشرت قوات الجيش المصرى العظيم تحسبا ليوم النطق بالحكم والذى كان متوقعا أن يكون من الصعوبة التى لن تقدر الشرطة على مواجهتها، فانسحبت تاركة للجيش المسئولية، فكانت المفاجأة بعد إعلان الأحكام بالتصرفات الحضارية لأبناء بورسعيد من مواصلة الاحتجاج السلمى وتوقف أعمال العنف. فلم يقع أبناء بورسعيد فى الفخ الذى نصبوه لهم، وأثبتوا أنهم على أعلى درجات الوعى، فها هم أبناء بورسعيد يحمون قوات الجيش المصرى، ويحمون مدينتهم ويواصلون احتجاجهم السلمى. تحية لأبناء بورسعيد الذين يعلموننا معنى النضال والتمسك بالحق، ويضحون فى سبيل ذلك بأنفسهم، فما أصعب أن تشعر بالظلم.