كالحرباء يتلونون بمصالحهم مع كل نظام، هم عشرة من حيتان اللحوم، يتحكمون فى السوق ويفتعلون أزمات إذا ما تضاربت الأحداث مع مصالحهم.. فالمستوردون من أثيوبيا يفتعلون أزمة مع المستوردين من السوق الاسترالى، واتضح هذا فى القضية التى عرفت بأزمة العجول المهرمنة التى تم ذبحها والبالغ عددها 13 ألف رأس. هذه الحقائق أما اللثام عنها الدكتور عصام رمضان- خبير الصحة العامة والأوبئة بالأمم المتحدة- لافتا إلى أن افتعال الازمات قبل عيد الأضحى أصبح عرفا يعضون عليها بالنواجز، بين المستوردين الذين يمارسون حربا شعواء فى تبادل الاتهامات ما بين اللحوم الاثيوبية المصابة بالحمى القلاعية والعجول الاسترالية المهرمنة والمسببة للسرطان، بما يكشف أن حيتان الاستيراد عندما تتضارب مصالحها ومعها الشركات يستخدمون جميع وسائل الضغط لتمرير الصفقة حتى على حكومة الدكتور هشام قنديل التى أفرجت عن الصفقة، رغم المخاطر الصحية الناتجة عنها باعتراف أساتذة الطب البيطرى فى مختلف الجامعات المصرية. دكتور رمضان يضيف: إن هناك صراعا على السوق المصرى قبيل عيد الأضحى بين اللحوم المجمدة التى يقبل عليها 03٪ من المصريين واللحوم الحية التى تمثل 07٪ من المباع ما يدفع بعض المستوردين إلى طرح اللحوم بأسعار مرتفعة فى السوق، نتيجة أزمة اللحوم التى تواصل اسعارها الصعود مؤكدا أن كيلو اللحم الكندوز يتراوح بين 07 و 08 جنيها، وأكثر من ذلك فى الاحياء الراقية. مشيرا إلى أن العالم مقبل على ظاهرة الجوع الغذائى عام 0502 فلجأ العلماء إلى استخدام محفزات النمو بهدف زيادة معدلاته، وهذا اتجاه عالمى يسود عددًا من الدول مثل كنداوالولاياتالمتحدة وأستراليا واليابان والصين. وحول موقف الاتحاد الأوروبى من هذا الاتجاه أكد دكتور رمضان أنه فى عام 8991 أصدر الاتحاد قرارًا بعدم استخدام أى محفزات نمو سواء كانت هرمونات أو مضادات حيوية، فى حين قامت مصر بتوقيع بروتوكول مع أستراليا يسمح باستخدام واستيراد حيوانات مهرمنة لكن مع الالتزام بفترة السحب الدوائى أو الهرمونى التى تتراوح ما بين 12 إلى 021 يومًا حسب نوع الهرمونات، خاصة أن الطبيعية منها ليس لها فترة سحب ويتم استهلاكها فى الجسم والكبد ولا تصل إلى دم الانسان، أما الهرمونات «المصنعة» فهى 8 أضعاف الهرمونات الطبيعية. دكتور رمضان يكشف أن المشكلة تكمن فى عدم الالتزام بالضوابط من جانب المستوردين والتى لا تتعلق بدولة المنشأ، بمعنى أن المستوردين يقومون بذبح العجول دون الالتزام بمادة سحب الهرمونات حتى لا تزيد تكلفة الاعلاف التى قد تصل إلى تغذية الحيوان 4 أشهر اضافية، بما يكشف عن الفساد الإدارى ولوبى حيتان اللحوم فى اختراق الطب البيطرى، خاصة أن اللجان التى تسافر معهم تكون على نفقة المستوردين، وهذا يكفى لوجود شبهات فساد فى الصفقات، في وقت تعانى فيه المعامل البيطرية فى مصر من عدم وجود وسائل متقدمة للكشف عن متبقيات الهرمونات وعدم تنفيذ جميع الشروط المجهرية للتحليل الكيماوى والبيولوجى والوراثى والجينى، ولذا استوردت مصر المادة الكاشفة للهرمون فى أزمة العجول الاسترالية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بما يكشف عن القصور فى الطب البيطرى والتعامل مع رد الفعل وليس اتخاذ الخطوات الاستباقية لمواجهة المخاطر فى مجال استيراد اللحوم.