كنتُ أشفق كثيرا على القيادى الإخوانى الدكتور عبد الرحمن البرّ من إذلال النظام السابق له ، فقد كنتُ أحسبه على خير ، باعتباره عالم دين ، وليس لكونه إخوانيا ..طبعا! غير أن الدكتور البرّ، أثبت أنه يُغلّب المصلحة الدنيوية على قيم الحق والصدق، عندما خرج عشية ترشيح جماعته للمهندس خيرت الشاطر ، على شاشات الفضائيات ، رافضا وصف الجماعة بالكاذبة ، وزاعما أن الإخوان المسلمين يُعلمون الناس الصدق! هكذا تفوّه الرجل غير خجلان ، متوهما أن صفته الدينية سوف تقنع العامة بما يقوله. يزعم البر أن جماعة الإخوان المسلمين ، ذات السجل الحافل بالكذب المتدفق ، لا تكذب أبدا ،ليس هذا فقط ، بل إنها تعلّم الناس الصدق . ويحك يا رجل ، لقد بددت بعبارتك تلك ، كل ما كنتُ أحمله لك من تقدير ، فأنت تعلم أنكم تخدعون الناس، وتكذبون عليهم ،منذ أبصرت جماعتكم النور، قبل نحو ثمانين عاما . لا حرج على الشيخ البر، إن كانت ذاكرته الواهنة لا تسعفه لتذكر أكاذيب جماعته فى عقود خلت ، ولكن من المؤكد أن تلك الذاكرة لا تنسى أبدا أكاذيب جماعته خلال 15 شهرا تلت ثورة ، يتقافزون على أكتافها ، وينسبونها إليهم ، رغم أنه لا فضل لهم عليها ، بل إن دورهم فيها ،لا يختلف كثيرا عن دور المُخلّفين من الأعراب الذين تخلفوا عن جيش المسلمين ساعة العُسرة. هل نسيت يا دكتور أنكم رفعتم شعار "مغالبة لا مشاركة"،بعد الثورة ، فإذا بكم "تلحسون" كلامكم ، وتتبنون مبدأ المغالبة فى كل شيء ، حتى صار القاصى والدانى ،فى مصر وخارجها يصمكم بما كان الحزب الوطنى المنحل موصوما به ، من السيطرة على كل شيء؟ هل نسيت يا مولانا أن كبيركم شدد فى غير موضع على أنكم لن تدفعوا بمرشح رئاسى ، وأعلنتم الحرب على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، لأنه قرر مبكرا الترشح للرئاسة؟ ولم يمر كثير يا دكتور، حتى خرج كبيركم ليزفّ للمصريين نبأ الدفع بنائبه خيرت الشاطر للترشح رئيسا، دون أن يشعر بالخجل من الكذب . ما لك يا رجل لا تذكرهم بما تحفظ من قرآن كريم وأحاديث صحيحة تنهى المسلم عن اقتراف خطيئة الكذب ، فالمسلم الحقُّ لا يكون كذابا ، ولا يزال المرء يكذب ويكذب حتى يُكتب عند الله كذابا، وأظنكم قد بلغتم هذه المنزلة بنجاح ، لا يزاحمكم فيه سوى مسيلمة الكذاب. اربأ بنفسك يا شيخ ، عن تجسيد دور "المحللاتى "، الذى كان يجسده فى العصر البائد "صفوت الشريف وآخرون" ، من تزيين الباطل حقا ، والحق باطلا ،ولا تخش إلا الله. المزعج حقا أن الدكتور البرهذا ، تُعدّه جماعته ليكون شيخ الأزهر المقبل ، خلفا للدكتور أحمد الطيب ، وحينها قد يتم إبعاد كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تحرّم الكذب وتحرّض على الصدق من المناهج الدراسية ، خاصة بعدما أصبحنا فى دولة "الإخوان الكذابين"..