بقدر ما تكون قصة الحبِّ جميلة، بقدر ما يكون الألم شديدًا إذا ما انتهت قصَّة الحبِّ هذه بالفشل، فضلاً عن ذلك الإحساس الشديد بالوحدة والفراغ وعدم الإقبال على الحياة، الذى ينتاب طرفى قصة الحبِّ الفاشلة. ومع خيبة الأمل الشديدة التى يستشعرها المحبُّ فى الشخص الذى كان يعتبره الأقرب إليه من حبل الوريد، والذى كان يملأ الدنيا من حوله بهجة وسعادة، يكون النسيان نعمة كبيرة منحها الله مثلَ هذه القلوب المتألمة، فيخفت الألم مع الوقت؛ ليتحوَّل بعد فترة إلى ذكرى مؤلمة تطل برأسها من وقت لآخر. حول هذه المرحلة الصعبة التى تلى فشل قصة الحبِّ، صدر فى الولاياتالمتحدة كتاب «عندما ينتهى الحبُّ» للخبيرة النفسيَّة «دافن كيجما»، وفى هذا الكتاب الذى حقق رواجًا ومبيعات كبيرة بعض الأفكار التى يمكن الاعتماد عليها؛ للتخفيف من المعاناة النفسيَّة التى تلى فشل قصة حبِّ جميلة. من هذه الأفكار ضرورة الاعتماد على الأشخاص الذين نحبهم بالفعل، والأصدقاء القدامى الذين يمكن قضاء أوقات معهم؛ يكون فيها الشخص على طبيعته من دون تكلف، ومن دون ادعاء. كما يمكنهم فهم واحتواء طبيعة المصاب بخيبة الأمل فيمن ربطته به قصة حبٍّ إلى أن تنتهى الأزمة مع الوقت، ومع نعمة النسيان. من المفيد أيضًا التعرف إلى أصدقاء جدد، أو التعرف إلى أشخاص مختلفين بعض الشيء، فالتجدد فى العلاقات الشخصيَّة يعطى إحساسًا بالأمل، ويشبع الرغبة باكتشاف مجالات وآفاق جديدة. إنَّ عمليَّة التوازن بين العادات القديمة والجديدة هى سرُّ النجاح فى العبور من المرحلة الصعبة الناجمة عن فشل قصة حبٍّ عظيمة. وفى هذا السياق أيضًا تنصح الكاتبة فى كتابها المصاب بفشل قصة حبٍّ بعدم تعذيب نفسه باللوم المستمر وجلد الذات، وبصفة خاصة المرأة التى تحمل نفسها غالبًا مسؤوليَّة الفشل، أو تعتبر أنَّها كانت السبب وراء اختيارها الخاطئ للشخص الذى جرح مشاعرها، ولم يقدرها حق تقديرها. إنَّ التصالح مع الذات يعدُّ من أهم الخطوات على طريق الشفاء من مرض الفشل فى قصة حبٍّ، وأن يدرك المصاب جيدًا أنَّ الاعتراف بالفشل لا يعنى أن نجلد ذاتنا؛ ليتضاعف الإحساس بالألم والمعاناة، فكل منَّا معرض للفشل والاختيار الخاطئ، ولا يعد هذا نهاية الدنيا؛ لأنَّه من الفشل يولد النجاح، ومن التجربة نتعلم، ومن التصالح مع النفس ينتهى الألم. نقلا عن مجلة "سيدتى "