بعد أن تخرجوا فى معهد الفنون المسرحية «أقسام إخراج وديكور وتمثيل» تم تعيينهم فى مسارح الدولة، وتحول الفنانون إلى موظفين لهم رواتب وحوافز وبدلات وروتين، وهنا يثور سؤال هل يتم الاستعانة بهم فى مسارح الدولة دون الاستعانة بنجوم من خارج هذه الفرق أم الاكتفاء بهم؟ وفى الوقت الذى يحافظ فيه البيت الفنى للمسرح على حقوق هؤلاء الموظفين المبدعين فأين النصوص الجيدة والإمكانات التى يمكن إنتاج مسرحيات تستطيع جذب المشاهدين وبأسعار تذاكر مناسبة؟ ماهر سليم- رئيس البيت الفنى للمسرح- يؤكد وجود مئات من خريجى معهد الفنون المسرحية «تمثيل وإخراج وديكور» فى تسع فرق ومن الطبيعى ان يقوم البيت الفنى للمسرح بتشغيل هؤلاء الفنانين أو الاستعانة بممثلين آخرين من فرق أخرى تابعة للدولة بشرط ان يكون الممثلون تابعين لنقابة المهن التمثيلية ومصمم الديكور لشعبة الديكور لضمان كفاءته موضحا وأن البيت الفنى للمسرح يرفض الاستعانة بفنان من الخارج، ومن غير المنطقى ان يكون لدينا فرقة بها 052 ممثلا، ونستعين بفنان من الخارج، وبهذا نتخلص من «الشللية» وتبادل المصالح التى تجمع أشخاصا بعينهم للعمل معاً. مديرة المسرح الكوميدى عايدة فهمى تقول أعضاء فرق الدولة هم طاقات إبداعية معطلة ويتقاضون رواتب شهرية ولايقوم معظمهم بأى عمل ولانستطيع استبعادهم من الاعمال المسرحية، لكننا نقوم بالاستعانة بنجم لبطولة العمل لجذب المتفرجين، بمشاركة اعضاء الفرقة ليستفيدوا من اسمه وشهرته وتجهيزهم ليكونوا نجوم صف أول فيما بعد. سامح بسيوني- مدير فرقة أكاديمية الفنون المسرحية- يرى ان موظف المسرح، وهو خريج المعهد العالى للفنون المسرحية مهنته الوحيدة هى المسرح وهى مصدر رزقه، ومن غير المقبول ان يستبعده المخرج ويستعين بممثل من الخارج، إلا فى حالة عدم وجود «النمط» الذى يحتاجه المخرج فى ممثلى الفرقة، مؤكدا أنه بكل فرقة يوجد انماط ابداعية مختلفة ومتنوعة. «أنا مع تشغيل موظفى المسرح، فهناك طابور طويل من هؤلاء المبدعين الذين من حقهم الحصول على فرص لإظهار مواهبهم»، بهذا يؤكد الفنان محمد رياض، مضيفاً: ويمكن الاستعانة بممثل من الخارج لجذب الجماهير للعرض المسرحي، وهذا يعد تنشيطاً لهذه الفرق وانتاج مسرحيات جديدة. أما الفنان عزت العلايلى فيرى ضرورة الاستعانة بمواهب من خارج الفرق المسرحية التابعة للدولة فهناك أنماط من الشخصيات قدرى المخرج أنها لاتتوافر بفرق مسرح الدولة ويجب الاستعانة بهم تنشيطا للحركة المسرحية. «المسارح اصبحت كالمؤسسات الحكومية مكتظة بالموظفين والبطالة المقنعة» بهذا تؤكد الناقدة حنان شومان وتضيف نحن نتعاطف مع الفنانين الذين يعملون بمسرح الدولة لضرورة إتاحة الفرصة لإظهار مواهبهم وإبداعاتهم لكننا فى ذات الوقت لانستطيع فرض انماط معينة على المخرج ، كما ان سبب الازمة المسرحية الحالية هى تحويل الفنان الى موظف، وهذه الازمة سببها الاجيال السابقة التي قامت بتحويل الفنانين الى موظفين.