هل ستصبح السودان ميدانا لمعركة بين امريكا وايران أو إسرائيل وإيران ؟ وما مدى إمكانية اندلاع حرب شاملة فى المنطقة؟! ذلك هو السؤال الذى طرحته الظروف السياسية المعقدة بالمنطقة , ورأى المحللون العسكريون أنه سيناريو وارد، مؤكدين أن تفجير مصنع اليرموك بالسودان ما هو إلا «لدغة عقرب» من الجانب الإسرائيلى، لاظهار مدى قوتهم فى مواجهة إيران. اللواء الدكتور محمد قدري سعيد -رئيس وحدة الشئون العسكرية بالأهرام- قال إن ضرب مصنع اليرموك هو«شكة دبوس» من الجانب الإسرائيلي للسودان ، للفت الانظار الى ان امريكا تعلم ما يدور داخل السودان. وأضاف «سعيد» أن الرد من الجانب الإيراني لن يصل لحرب شاملة، وإنما سيكون مجرد تبادل لدغات بين الجانب الإيرانى والإسرائيلى، وحتى الأمريكي في أماكن متفرقة من العالم, مؤكدا انه لن يكون على أرض السودان. وقال رئيس وحدة الشئون العسكرية بالأهرام إن الدول الكبرى مثل امريكا وانجلترا ومصر تعلم أن ما حدث مجرد اشتباك بسيط بين قوى قدرتها معلومة، وأنهم جميعا لا يستطيعون الدخول فى حرب أو معركة كبيرة , مضيفا بأن هذه العملية أوصلت رسالة لإيران حول إمكانات إسرائيل العسكرية، وقدرتها فما بالنا بإمكانيات الولاياتالمتحدة, متوقعا أن يقوم الجانب الإيراني باستهداف وقتل بعض الأشخاص فى مناطق أخرى لإرضاء الشعب الإيرانى كصفعة مضادة ،مشيرا الى ان مصرلن تكون طرفا فى اى معركة وذلك لانشغالها بمشاكلها الداخلية وحاجتها لإحداث الاستقرار الداخلى. واستبعد الدكتور محمد عبد السلام -خبير الأمن القومى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- أن يكون مصنع اليرموك للاسلحة سببا فى حرب بين الجانبين الإيرانى والأمريكى, مشددا على ان اندلاع حرب بين الطرفين سيكون سببه المشروع النووى الايرانى، وستكون بعد الانتهاء من الانتخابات الأمريكية، متوقعا ان يكون موقعها الخليج . وذكر عبد السلام انه حتى الآن لا يمكن الإجابة على موقف مصر فى هذه الحرب المحتملة، لأنها مازلت فى مرحلة إعادة هيكلة لسياستها الخارجية، وبناء علاقات جديدة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية, وأوضح «عبدالسلام» أن الرد على مصنع اليرموك سيكون فى شكل محاولة إيرانية لتدمير أجهزة المعلومات الأمريكية، أو عمليات خاصة مثل محاولتها لقتل السفير السعودى بواشنطن . اللواء الدكتور نبيل فؤاد -مساعد وزير الدفاع الأسبق, وأستاذ العلوم الإستراتيجية- قال إنه في حالة وقوع حرب بين إيران وامريكا فالمفترض ان تقف مصر مراقبا يتابع ما يجرى بما لا يمس مصالحنا أو مصالح دول الخليج , مستبعدا أن يتم السماح لأمريكا باستغلالنا فى هذه الحرب, أو مساندة إيران خاصة أنه لا يوجد علاقات دبلوماسية مكتملة معها حتى الآن. وأوضح مساعد وزير الدفاع الأسبق أن السياسة التي تستخدمها الولاياتالمتحدة مع إيران تسمى «حافة الهاوية» بمعنى الضغط بأقصى درجة على الطرف الآخر، حتى يتراجع, مضيفا أنه فى حالة قيام هجوم امريكى اسرائيلى على إيران ستلحق بالمنطقة خسائر مدمرة لكل الأطراف المشاركة , خاصة أن ايران أعلنت أنه فى حالة ضربها سترد بضرب الأهداف الأمريكية فى المنطقة , وكل دول الخليج تقريبا باستثناء السعودية يوجد بها قواعد أمريكية . اللواء جمال بخيت- الخبير الإستراتيجى- أكد أن احتمال شن إسرائيل وأمريكا حرب على إيران أمر وارد, خاصة بعد عملية تفجير مصنع اليرموك فى السودان وثبوت علاقة إيران به ،وأضاف بخيت أنه حتى الآن لا تشعر أمريكا وإسرائيل بمدى خطورة إيران عليها لأن الدولة الشيعية مازالت تتحسس خطاها نحو تصنيع القنبلة الذرية واستخدام الأسلحة النووية، ولكن إن اتخذت إسرائيل والولاياتالمتحدة قرار الحرب ستكون حربا عالمية ثالثة مدمرة تقضى على الأخضر واليابس فى العالم كله ، كما ان مصر ستتأثر كثيرا لقربها جغرافيا من السودان .