إنهما خياران،كلاهما مر،ومصر ودعت الاستقرار نهائيا بعد انحصار جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بين محمد مرسى وأحمد شفيق،والدولة الدينية خطر مستطير،والدولة البوليسية أشد خطرا،والإبداع سوف يصير يتيما بينهما،وخصومتي باقية مع جماعة الإخوان..هذه قناعة المؤلف والسيناريست الكبير وحيد حامد عما آلت وتؤول إليه الأمور فى مصر بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. شحنة من التشاؤم تُغلّف حديث «وحيد حامد» ل «فيتو»،الذى يرى أن مصر ودعت الاستقرار نهائيا ،سواء وصل مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى إلى سدة الحكم،أو منافسه الفريق أحمد شفيق،بسبب عدم رضا مناصري أي منهما عن نتيجة الجولة الثانية إذا لم تأت في مصلحة مرشحهم. وشدد على أن المصريين لم يبلغوا سن الرشد ديمقراطيا بعد،فهم كانوا يبحثون عن الديمقراطية التى سلبها منهم النظام السابق،وعندما دانت لهم ،لم يقطفوا ثمارها بل شرعوا فى اقتلاع الشجرة من جذورها،لافتا إلى أنه على المصريين أن يرتضوا بنتيجة الانتخابات، أيا كانت،طالما لم يخالطها تزوير أو زيف،معتبرا الاعتراض المسبق عليها غوغائية! غير أنه لم يخف مخاوفه من وصول مرسى إلى القصر الرئاسي، لأنه فى هذه الحالة سوف يعيش المصريون عهدا جديدا من الاستبداد والديكتاتورية،وسوف يعيدون إنتاج العهد السابق،ولكن فى وجود «شفيق»-والكلام ل»حامد»-فإن المصريون قادرون على التخلص منه بعد انتهاء دورته الرئاسية ذات السنوات الأربعة. «حامد» يصف دعوات من يحسبون أنفسهم من الثوار،إلى النزول إلى الميادين،حال فوز «شفيق» بجولة الإعادة ب»الباطلة» ،لأنها ضد الديمقراطية،وتحرض على سيادة الفوضى وإصابة الحياة فى مصر بالشلل التام. الشعب المصرى هو الخاسر الوحيد ،سواء حكمت دولة المرشد أو استمرت دولة العسكر -بحسب حامد- واصفا المشهد بالضبابى والسوداوى،ولا يبعث على الأمل فى إشراقة فجر جديد،تبدد ظلمات عهد تبدد! مضيفا : الإبداع سوف يواصل الاحتضار،خاصة إذا آلت الأمور إلى مكتب الإرشاد،لأن الدولة الدينية تكره الإبداع والمبدعين، وتصمهم بالكفر والجهل. وإلى أين ستكون وجهتك حينئذ؟ وكأن السؤال أزعجه،يجيب «حامد»: لا أخاف فى الحق لومة لائم ،وسوف أستمر على موقفى من الجماعة ولن أغيره لمجرد أنهم قفزوا على الحكم،ولن أهادنهم حتى لو وضعوا السيوف فوق رقبتى!