مواجهة جديدة من مواجهات «فيتو» التى تجمع بين الراعي والرعية, دارت رحاها داخل ديوان عام محافظة بنى سويف, طرفها الأول سبعة من أبناء المحافظة, جاء كل منهم يحمل على كاهله ملفا مهما ليضعه على مكتب الطرف الثاني, وهو المستشار ماهر بيبرس, محافظ الإقليم, تفاصيل اللقاء الساخن وأسرار الملفات وما فيها فى السطور التالية.. بكر: الإخوان ومشكلة البوتاجاز ما الحل الدكتور عبد الرحيم بكر بدأ المواجهة بقوله:«بني سويف , مثل كل محافظات مصر, تعانى من مشكلة أنبوبة البوتاجاز وحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين أعلن عن توزيعه لها لكن ذلك لم يتم» ما هي الأبعاد الحقيقية لهذه المشكلة وما هو الحل؟ فى هدوء, رد المحافظ : ما تقوله صحيح, لكنى أنا من رفض منح حزب الحرية والعدالة أى حصة من أنابيب البوتاجاز, لأني أرفض إسناد توزيع السلع الاستراتيجية لأي فصيل سياسي, مهما كانت قوته, مع احترامي للجميع خاصة وأن حزب النور عرض ذلك أيضا, فإما أن أكون كجهة تنفيذيه قادراعلي التوزيع أو أكون غير قادر, وفى هذه الحالة على أن أرحل, وقد شكلنا منظومة في كل مجلس قروي لتوزيع البوتاجاز, من خلال الجمعيات الأهلية , بدفاتر بالقرى مقابل 6 جنيهات للأسطوانة, لأكثر من 80% من سكان بني سويف, لكن ظلت هناك مشكلتان , كانا السبب وراء الأزمة, وهما قمائن الطوب والتي منعتها تماما , ومزارع الدواجن, والتي لم استطع منعها, حتى لا تحدث مشكلة غذائية, فمنحتهم اسطوانات البوتاجاز من الحصة التجارية." عبد الحليم: المستشفيات فى غرفة الإنعاش محمد عبد الحليم, طرف جديد فى المواجهة سأل المحافظ قائلا:" مستوى المستشفيات فى بنى سويف لا يرقى إلى المستوى الآدمي وبعض التخصصات الحيوية غير موجودة..فما الحل لإنقاذ أرواح الناس ؟ بيبرس مجيبا بسرعة, وكأنه كان بانتظار السؤال:" لو خيرت لكنت أغلقت جميع المستشفيات المركزية بالمحافظة , ولا أخفيك سرا, بأنني انتظر أداء وكيل وزارة الصحة الجديد ,لاتخاذ قرارات فيما بعد تتعلق بهذا الأمر, ومن ناحية أخرى بدأنا نهتم بتطوير المستشفيات المركزية , والوحدات القروية, وكذا مخاطبة وزارة الصحة لتدعيمنا بالتكليفات والممرضات في الفترة المقبلة, كما طلبت من المشير حسين طنطاوى, رئيس المجلس العسكري, فى أثناء افتتاحه للطريق الشرقي إنشاء أقسام لجراحات المخ والأعصاب, وجراحات القلب والأورام بالمستشفي العسكري شرق النيل بتكلفة 70 مليون جنيه. مسعود: الأراضي الزراعية ..محلك سر نصر الله مسعود المحامي :« المعروف أن بنى سويف محافظة زراعية فلماذا لا تسعى المحافظة إلى زيادة مساحة الأراضي بها»؟ باهتمام رد المحافظ:«لدينا 70 ألف فدان في منطقة الحيبة بالفشن , تم حفر آبار اختبارية بها, وثبت أنها صالحة للزراعة, وبها مياه كافية ,وطلبت من المركز الوطني إدخالها في خطة الإصلاح والاستثمار 2017 , وتمت الموافقة بالفعل وسوف نطرحها علي شباب الخريجين وصغار المزارعين والشركات الكبرى». مريم: خريطة الاستثمار مريم حنا سألت:«أين محافظة بنى سويف من خريطة الاستثمار, برغم وجود كل مقومات الاستثمار بها» ؟ بيبرس: بالمحافظة 7 مناطق استثمارية, ووصل حجم الاستثمارات في بني سويف إلي 11 مليار جنيه, ولكن النسبة الأكبر في مصانع الاسمنت, حيث تبلغ استثمارات المصنع الواحد مليارو300 مليون جنيه أي حوالي 6 مليارات للاسمنت فقط, و هي استثمارات ضخمة, لكن لا توفر فرص عمل كثيرة, حيث لا تزيد علي 500 عامل, وقمنا باستقطاب مصانع أخرى خلال 6 أشهر, توفر مليارا و600 مليون جنيه مثل مصنع الحديد والصلب, الذي يبلغ حجم استثماراته مليار و200مليون جنيه, و يوفر 5 آلاف عامل مباشر وغير مباشر, كما طورنا منظومة للدعاية للمناطق الصناعية في كل الدول, فكان المردود خلال 3 شهور ماضية, عروضا للاستثمار تقارب 2 مليار و400 مليون جنيه, وهناك شركة عالمية كبري في مجال ال«هاي تكنولوجي» سوف تستثمر في أبو راضي بمبلغ 3 مليارات جنيه , توفر 3 آلاف و800 فرصة عمل . يوسف: مراكز الغرب مظلومة رمضان يوسف سأل قائلا :«جميع الاستثمارات في الشرق فما نصيب مراكز الغرب» ؟ مجيبا , رد المحافظ:الغرب لم يأخذ حظه من الاستثمار, لأن الشرق فيه البنية الأساسية , لكن الأمل فى طريق الكريمات الذي اعتبره شريان الحياة, و يربط بني سويف بمختلف محافظات مصر, واتفقنا مع الجيش على إنشاء طريق الزعفرانة, كما أن هناك طريقا حرا عند بوابة حلوان, يربطها مع بوابة العين السخنة, يختصر المسافة الى210 كيلومترات فقط, والمخطط إنشاء مشروعات سكنية وتوصيل المرافق, وفوجئنا بان المياه هناك قليلة جدا, ولا تصلح للزراعة, ففكرنا فى إنشاء صناعات تخدم البيئة الزراعية المحيطة , وتم مخاطبة وزير الزراعة لإنشاء مناطق صناعية تخدم البيئة الزراعية, كتجفيف البصل وتحضيره لما قبل التصنيع, واستغلال الأرض كمناشر للنباتات الطبية والعطرية ,ونأمل أن توفر تلك المشروعات 33 ألف فرصة عمل, و بالفعل تم توفير 16 ألف فرصة عمل فى مختلف مجالات الاستثمار, إلى جوار 13 ألف فرصة عمل في مجال التعليم وحده خلال عام واحد. عودة: خطر ال«باى باص» مشيرا إلى ملمح غاية فى الخطورة, قال سعيد عودة مدرس التاريخ بعزبة سنور: «منطقة شرق النيل أصبحت مقلبا للقمامة , كما أن مادة «الباي باص» السامة المتخلفة عن مصانع الاسمنت يتم إلقاؤها إلى مخرات السيول.. متى نتخلص من تلك المشاكل»؟ يرد المحافظ: « مشكلة القمامة حاولنا معالجتها بشكل مختلف, فتعاقدنا مع 3 مستثمرين أجانب لشراء القمامة, لإنتاج السماد العضوي منها , وسيحصلون على 1500 طن شهري مقابل 4 ملايين جنيه مع تجديد أسطول عملية الجمع, وهناك عرض لإنتاج الكهرباء والوقود الحيوي, وقد قمنا بتوفير مدافن صحية للتخلص الآمن من القمامة, وإذا ثبت ما تقوله من إلقاء بعض سائقي سيارات القمامة لها فى الطريق فلابد من معاقبتهم, أما بالنسبة لل«باي باص» فعندنا 5 أماكن لرصد التلوث البيئي, وحصلنا علي محطتين أخريين من وزارة البيئة , ووجدنا أن نسبة التلوث لا تتعدي 1.4% لأن مصانع الاسمنت الجديدة صديقة للبيئة وناتج التلوث بها صفر». دسوقي: رغيف العيش.. سيء في الريف مستعينا برغيف خبز ضئيل الحجم و رديء الشكل و الجودة , قال احمد دسوقي موظف في بيت مال المسلمين بقرية صفط النور:«مستوى رغيف الخبز بأرياف بنى سويف سيئ للغاية.. فهل لديكم خطة لتصحيح الأمور»؟ هنا قال المحافظ:«القانون يمنع إغلاق المخبز إلا فى حالة نقص الوزن فقط , إلا أننا نعاقب المخابز بأقصى غرامة وهى 3 آلاف جنيه, ويتم تكرارها فى حالة تكرار المخالفة, لذا فقد ارتدع الكثير من أصحاب المخابز ,وبالرغم من ذلك فقد قمت بإغلاق 112 مخبزا بينها 80 فرنا, تم إغلاقها عن طريق إدارة الأزمات, ومجالس المدن , بعيدا عن التموين الذي اعلم أن به شبكة علاقات وفساد بين بعض مفتشي التموين وأصحاب المخابز». .. وقال المحافظ: ازدواج طريق بنى سويف الزراعي سيفتتح فى فبراير المقبل .. ومشكلته فى 6 مساجد, تقف عقبة أمام الانتهاء من الطريق, وصرفنا 6 ملايين جنيه للأوقاف لإنشاء مساجد بديلة . وفرنا 40 جهاز لاسلكي لرؤساء المصالح , والمدن, للتواصل معهم علي الهواء مباشرة ,من موقع الحدث في أي مشكلة, والعمل علي حلها , قبل أن ننتظر قطع الطريق من الأهالي أو وقفة احتجاجية .