«نفسية الملحد حائرة ومضطربة، تعانى من الحزن والضياع، وتبحث عن الأجوبة، لذا يقدم بعضهم على الانتحار»، هكذا يصف د. أحمد عبد الله - أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق- محللاً الوضع فى مصر بقوله: لا يوجد فى ثقافتنا أن يكون للإنسان رأى أو يتعامل مع العقيدة بانفتاح، ومنذ فترة تحدث عملية طرح للأفكار بانفتاح، ويجرى مناقشة التداخلات الفكرية التى لم يكن المجتمع معتاداً عليها، مشيراً إلى أن نقاشا يتم دون الانقياد لأفكار سائدة، والإيمان الهش يتحول لانقياد لأفكار أخرى لم يخضعها للنقاش، والمجتمع لم يعرف طريقه للنقاش مع الملحد، المجتمع لا يأخذ أو يعطى معه، وعندما يتحول شخص إلى الإلحاد فهو لم يجد عند الناس الذين تنافش معهم ردوداً ترضيه، وفى بداية حياة الملحد يدخل فى تحد للمجتمع، والإلحاد ليس وليد هذا الزمان، بل إنه موجود فى المجتمع منذ فترات طويلة، لكن بدون مجاهرة، والملحد يقول للمجتمع «أنا مختلف .. أنا أفضل»، مستدركاً: الأفكار تنتشر ما لم تواجه بأى مقاومة أو نقاش أو انفتاح فكري، ولا تزال الأفكار الإيمانية -فى مجتمعنا- لا تخضع لنقاش حقيقي، ويجب علينا أن نقرأ جيداً، لنعرف كيفية مناقشة الأمور الحياتية بشكل حقيقى وجاد، فنظرية «النشوء والارتقاء» ل«دارون» والتى يؤمن بها الملحد بشكل كبير، فقد جرت مناقشات مستفيضة حولها، لكن فى مجتمعنا يعد النقاش جديداً علينا، وقد يكون لنشر الإلحاد فى مصر تابعاً لأجندات أجنبية، وهناك ملفات كثيرة فى العالم تدار من حولنا ونحن لا ندرى عنها شيئاً، يجب أن نفتح قنوات اتصال بالعالم لنعرف ما يحدث حولنا. د. مديحة الصفتى - أستاذ الاجتماع بالجامعة الأمريكية- تنفي تحول الإلحاد فى مصر إلى ظاهرة، مبررة: الإلحاد دخيل علينا، نحن شعب مؤمن بطبيعته وفطرته، ظاهرة تدين تجتاح المجتمع وليست ظاهرة إلحاد، ومن الصعب استقطاب المصريين للإلحاد، وأقول إن هذا أمر مستبعد، فالإلحاد يحدث كنوع من الرفض والعصيان تجاه الموجود بالمجتمع، وهو نوع من التذمر، وللرد على كثرة المتدينين، أما نظرية «النشوء والتطور» لدارون فقد قرأها المسلمون والمسيحيون ولم يتأثر بها إلا القليل. الإلحاد «موضة» مثل ما يحدث فى الغرب، وهى لا تستقطب عدداً كبيراً مثلما يحدث فى الغرب، نحن شعب متدين مهما مرت بنا المشكلات، ولدينا حرية فى الدين والعقيدة، مستدركة: الإلحاد موجود على ال«فيس بوك» و«المدونات» فقط، فالبعض يتخذ منها وسيلة للتعبير عن آرائهم، لكن الأغلبية العظمى لا تعير هذه الدعوات اهتماماً.