سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«5 مواقف» تجسد تعامل الرسول مع أحفاده.. النبي أنشأهم على «التوحيد».. اختار لهم اسمًا حسنًا.. «عق» عنهم.. نهاهم عن أكل الصدقة.. داعبهم في طفولتهم.. ودعا لهم ولمن أحبهم
كان تعامل الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع المحيطين به، كبارًا وصغارًا، مثالا يحتذى به، فقد كان قلبه يسع الجميع، لكن أحفاده، خاصة الحسن والحسين، رضي الله عنهما، كان لهما محبة من نوع خاص، ضاربا المثل لما يجب أن يكون عليه الجد في الإسلام. وسنعرض خمسة مواقف تطلعنا على ملامح معاملة الرسول مع أحفاده. التكبير في أذن الحسين فقد تولى مهمة الأذان في أذن الحسين، فعن أبي رافع رضي الله عنه، قال: "رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أذَّن في أذن الحسين، حين ولدته فاطمة رضي الله عنها"، وبذلك حرص الرسول على أن تكون أول كلمة يسمعها حفيده في الدنيا هي كلمة التوحيد، ومن هنا جاءت سنة "الأذان" في أذن المولود المسلم. اختيار الاسم اهتم الرسول (صلى الله عليه وسلم) بتسمية أحفاده، وكان له دور مهم في ذلك، فعن على، رضي الله عنه، قال: "لما وُلد الحسن سميته حربًا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (أروني ابني، ما سميتموه؟) قلت: حربًا. قال: (بل هو حسن). فلما ولد الحسين سميته حربًا، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (أروني ابني، ما سميتموه؟) قلت: حربًا. قال: (هو حسين)". العقيقة وحسن التربية تولى الرسول الكريم مهمة "العق" عن الحسن والحسين، بصفته جدهما، وهو ما أكده النسائي في روايته لهذا الموقف. وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأب الحاني على ولَدَي ابنته يؤدبهما ويعلمهما ويحجزهما عما لا يحل منذ الصغر، فكان يؤتى بالتمر عند صِرام النخل فيجيء هذا من تمره وهذا من تمره حتى يصير عنده كوم من تمر فجعل الحسن والحسين رضي الله عنهما، يلعبان بذلك التمر فأخذ أحدهما تمرة فجعلها في فيه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخرجها من فيه فقال: (أما علمت أن آل محمد، صلى الله عليه وسلم، لا يأكلون الصدقة)، (رواه البخاري). مداعبة الأحفاد كما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يداعب حفيديه الحسن والحسين، وكانا طفلين صغيرين، فيمسك النبي صلى الله عليه وسلم، بيديه ويضع قدمي الطفل على قدميه الشريفتين، ثم يقول له: "حُزقة، حُزقة، ارق"، أي امشِ، فيمشي الصبي واضعًا قدميه خطوة خطوة على رجلي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى تصبح القدمان على صدر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويداه مازالتا بيدي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى لا يسقط الطفل، فإذا استقرت القدمان على صدر النبي قال له: افتح، أي افتح فاك، قال: فيقبّله النبي صلى الله عليه وسلم، على فيه، ثم يقول: اللهم إني أحبه فأحبه. فقد روى الطبراني في المعجم الكبير عن أبي هريرة، قال: "سمعت أذناي هاتان وأبصرت عيناي هاتان، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بكفيه جميعا حسنا أو حسينا، وقدماه على قدمي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: (حُزُقّة، حُزُقّة) ارق، عين بقة، فيرقى الغلام حتى يضع قدميه على صدر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم قال له: "افتح"، قال ثم قبّله ثم قال: اللهم أحبه فإني أحبه".