«سبحان مغير الأحوال» هكذا سيصرخ المهتم بمتابعة الزميلة «المصور» الصادرة عن مؤسسة دار الهلال، فالمجلة التى ظلت خلال السنوات الماضية واحدة من أكثر الدور الصحفية عداء لجماعة الإخوان المسلمين لدرجة أنه لم يكن يمر عدد أسبوعى لها دون أن يخرج رئيس تحريرها الزميل «حمدى رزق» شاهرا قلمه فى وجه الجماعة «المحظورة» كما كان يطلق عليها قبل الثورة. أما اليوم فالجماعة التى لا تغيب أخبارها عن «المصور» لم تصبح «محظورة» كما كانت قبل رحيل نظام «مبارك» الذى كان له الفضل فى جلوس «رزق» على مقعد رئاسة تحرير مجلة «المصور» التى خرجت علينا فى عددها الصادر بتاريخ 41 مارس الجارى -لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك- أن شعار «عاش الملك مات الملك» بات الماركة المسجلة للمجلة التى كتبت فى صفحتها ال 12 تحت عنوان «تصويت عقابى على طريقة المنحل» وتقصد هنا الحزب الوطنى الديمقراطى -كما كانت تكتب قبل ثورة 52 يناير- وبجانبه خبر صحفى عن الدكتور محمد بديع حمل عنوان «فى ضيافة فضيلة المرشد الدكتور محمد بديع» وهو الشخص ذاته الذى كان بالنسبة ل «المصور» قبل الثورة «بديع» أو «مرشد المحظورة» فقط بدون دكتور أو فضيلة المرشد. لعملية «تغيير الجلد» التى أجرتها «المصور» لم تتوقف عند حد «المنحل» و«فضيلة المرشد» فقد علق عدد لا بأس من قراء المجلة على أسلوب كتابة الخبر الذى يبدو من الوهلة الأولى «إعلان تسجيلي» عن نشاط مكتب الإرشاد فقد بدأ كاتب الخبر بقوله: «الدكتور همام سعيد شخصية أردنية إخوانية شهيرة، جاء ليزور مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع لينال بركته وبركة الجماعة من أجل تأييده فى انتخابات إخوان الأردن المزمع إجراؤها قريبا لاختيار مراقب عام جديد للجماعة». جدير بالذكر أن المجلة صاحبة التاريخ الطويل من العداء مع جماعة الإخوان المسلمين لم تدع الفرصة تمر دون أن ترسل اشارات للدكتور «بديع» تعترف فيها بأنه أصبح الآمر الناهى فى «بر مصر» حيث حملت الفقرة الأخيرة فى نهاية الخبر ذاته أن «همام» فوجيء بعد وصوله القاهرة أن اسمه موضوع على قائمة الممنوعين من الدخول فما كان منه إلا الاتصال بمرشد جماعته الذى طلب منه الانتظار دقيقة، توجهت بعدها قيادة كبيرة بمطار القاهرة ل «الإخوانى الأردني» وقدمت له الاعتذار الشديد وأبدت الأسف على هذا الخطأ الكبير -كما جاء نصا فى الخبر- وعلى الفور تم ختم جواز سفره وكتب تحت الختم «فى ضيافة فضيلة المرشد محمد بديع».