[email protected] لن يكون ذلك الرجل،الذى قطن قصر الحكم، فى غفلة من شعب بلده، حاكما عادلا، ولن يكون، لأنه بقراراته الأخيرة، أسس لدولة الظلم والاستبداد. ولن يكون ذلك الحاكم عادلا، لأنه لا يرى فى المرآة إلا نفسه، وذاته المتضخمة المتوهمة، ومن أمامه جماعته، التى تديره بالريموت كنترول، من مكتبها بحى المقطم القاهرى. ولن يكون ذلك الرجل، الذى يتظاهر بصلاته وحفظه لكتاب الله، حاكما عادلا، يوفر لشعبه سبل الخير والنماء، لأن أداء الصلاة وحفظ القرآن الكريم، لا علاقة لهما، برخاء دولة ولا رفاهية شعب، ولكنه نفاق رخيص، لا يمتهنه سوى المتاجرين بدين الله. ولن يكون ذلك الستينى، الذى يخلف الوعد، ويخدع الشعب، حاكما عادلا، لأنه ليس من مقومات »الحاكم العادل«، الكذب والنفاق والخداع. ولن يكون ذلك الواعظ، حاكما عادلا، لأن تصفية الخصوم، وشتم المعارضين، والكذب على الشعب، صفات سلبية، ليست من شيم الكبار. ولن يكون ذلك الشيخ حاكما عادلا، طالما أنه مشغول بشعوب غير شعبه، وأبناء غير أبنائه. ولن يكون هذا المناور، حاكما عادلا، طالما بقى مهموما باسترضاء سادته فى الداخل والخارج، حتى يأمن على نفسه وكرسيه. ولن يكون «الاستبن»، لاعبا أساسيا ومهما، يوما ما، طالما ارتضى لنفسه، أن يظل تابعا، لا متبوعا، يتلقى الأوامر وينفذها، دون مناقشة، حتى لا يُغضب كبراءه، ومن دفعوا به إلى منصب، لا يستحقه. ولن يكون ذلك الخطيبُ، قائدا مُحنكا، لأن هناك بونا شاسعا، بين من يهوون الكلام، وبين من يضعون السياسات، التى ترفع من شأنهم، وتضعهم فى مصاف الكبار. ولن يبقى فى ذاكرة الشعوب، حكام متخاذلون، منافقون، ضعاف النفس والعقيدة، فلهؤلاء مكان آخر.. غير الذاكرة. والتاريخ لا يخلد أولئك الذين لا يعرفون من الحكم، سوى شهوانية التملك والسيطرة، وإقصاء المعارضين، وتجريح المنافسين، بل يضعهم فى المكان الذى يستحقونه. ولن يكون حاكم البلاد والعباد، بصفاته تلك، حاكما عادلا، ولن يكون، حتى يلج الجمل فى سم الخياط. بسم الله الرحمن الرحيم «إِن الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكبَروا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ، وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِين» صدق الله العظيم