لا يستطيع أن ينكر التاريخ ولا أن يكتب بأقلام سوداء عن هؤلاء الذين تسلقوا فوق دَرج الثورة وقالوا نحن من الثوار، وما هم من الثوار فى شىء، تراهم دائما يثورون من أجل الباطل لا الحق، يحرقون مصر ويقولون نحن نحميها ونحافظ عليها، يسرقون منا الاستقرار والأمان زاعمين أن هذا هو الحل الأوحد لإسقاط النظام الجديد وتناسوا أن هذا النظام قد اختاره الشعب بنفسه ولا كلمة تعلو فوق كلمة الشعب، وإن أراد الشعب أن يثور من جديد على أى نظام فسيفعل ثورة ثانية وعاشرة ولن يختار هؤلاء أن يمثلوه ويتصدروا قائمة الأبطال وهم المجرمون لا الأبطال. تراهم يتقاذفون الميكروفونات فى الميادين وعلى شاشات التلفاز وفى الإذاعات، لا وقت لديهم للهبوط إلى الشارع وفداء مصر بأرواحهم كما يزعمون، فوقت الواقع يفرون ويتركون خيرة الشباب يستشهدون فى سبيل أفكار هادمة لا تبنى وطن، يعترضون لمجرد المعارضة، وهم لا يعرفون ما المعارضة ولا أساسياتها ولا معناها ولا أهدافها، فقط يفتخرون أنهم – معارضون – رافضون أى حوار وطنى ولا أى حل، تحترق مصر أمام أعينهم ولا حل لديهم، يتحالفون مع أعداء الثورة الأوائل من الفلول ويقولون نحن من الثوار! أى ثوار هؤلاء الذين يتحالفون مع من ثاروا ضدهم فى 25 يناير؟؟. اسمحوا لى أن أعرفكم على حقيقتكم التى تعرفونها قبل أن نعرفها جميعا، أنتم نفايات الثورة، ولكل ثورة نفايات ليس لها قيمة فى التاريخ، يضعها التاريخ فى مسودته وفى آخر فصوله مع المجرمين والمخربين والداعين إلى الفساد. ترى النفاية منهم جالسا شامخا واثقا فى نفسه أمام شاشة التلفاز يحرك يديه وكأنه يملك كوكب الأرض بينهما، وتخرج من فمه ومن عينيه رائحة جنون العظمة ونظرات شيطانية بمرجعية لا يعرف أحد انتماءها، ربما إسرائيلية، ربما أجنبية، ربما فلولية، ربما عربية، فأعداء مصر كثر وحدث ولا حرج. يخونون الوطن فى عقر داره ويطلقون على أنفسهم أنهم الأكثر إخلاصا لمصر، يحرضون الشباب على الاندفاع وسط الموت ولا يصاب أحد منهم بجرح واحد، فهم فى بيوتهم قابعون أثناء الأحداث الدامية، أبدا لم نراهم فى أرض الموت يواجهون وأبدا لم نراهم يوم 25 يناير يضعون مفتاح الحق فى مزلاج الثورة فيفتحون أبوابها. إن الثوار الحقيقيين قد استشهد معظمهم فى أحداث يناير، ومنهم من هو قابع فى المستشفيات بعاهات مستديمة وشلل رباعى ونصفى وغيبوبة وهكذا، ومن تبقى من الثوار تجدهم يعملون لأجل الوطن يبغون استقراره وهدوءه لنبدأ فى الإنجازات، الثائر الحقيقى لا يتكلم إلا وقت اللزوم، ولا يجوب القنوات التليفزيونية يجنى المال فى كل حلقة على أنقاض الثورة، الثائر الحقيقى من يبحث عن استقرار مصر بعد ثورة شهد لها ولأبنائها التاريخ، الثائر الحقيقى لا يضع يده فى يد الفلول ويتحد مع الفاسدين، الثائر الحقيقى تعرفه من فكره المستنير ومن وقفته مع الحق حتى وإن سال دمه. فأين أنتم من الثوار الحقيقيين؟؟ إنكم لم تحققوا شيئًا من معارضتكم تلك، فهناك شعب اختار وقرر وهو من يحدد أن يقوم بثورة ثانية أو لا، أبدا لن تتحكم فينا نفايات الثورة فالنجوم لا تعرى اهتماما لذئاب تعوى.