بدأ التونسيون بالخارج اليوم، التوجه إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس جديد، بينما تختتم الحملات الانتخابية في الداخل استعدادًا ليوم الصمت الانتخابي السبت. وكان مكتب مدينة كانبيرا الأسترالية أول مكاتب التصويت بالخارج الذي فتح أبوابه للناخبين التونسيين الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي لهذه المدينة. وتجري عملية الاقتراع في الخارج لمدة 3 أيام هي 21 و22 و23 نوفمبر الجاري على أن تنطلق الانتخابات في الداخل التونسي يوم الأحد وتجري لمدة يوم واحد. ورسميا يتنافس 27 مرشحا وذلك رغم إعلان خمسة منهم انسحابهم، ويبلغ عدد الناخبين التونسيين المسجلين بالخارج، نحو 360 ألف ناخب، موزعين على 45 دولة أوربية وعربية، وفي الأمريكيتين. في حين أعلن المكلف بالإعلام بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات الأسعد بن أحمد، أن عمليات الاقتراع لن تجري في كل من ليبيا والعراق وسوريا لدواع أمنية. ويتوزع الناخبون في الخارج على ست دوائر انتخابية هي "فرنسا 1" و"فرنسا 2" وإيطاليا وألمانيا والعالم العربي كله، بالإضافة إلى دائرة الأمريكيتين وأستراليا وباقي الدول الأوربية، وسيدلون بأصواتهم في 386 مكتب اقتراع. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن النتائج الرسمية الأولية للانتخابات الرئاسية في ظرف 48 ساعة، ليكون 21 ديسمبر يوم الإعلان عن النتائج النهائية، بعد البت في الطعون. أما الدورة الثانية، فلن تتجاوز يوم 28 ديسمبر، والنتيجة النهائية للانتخابات ستكون على أقصى تقدير في 25 يناير 2015. يعتبر السبسي صاحب ال87 عاما، الأوفر حظا للفوز بالانتخابات، بعد أن حسم حزبه الانتخابات التشريعية على حساب حركة النهضة الإسلامية في أكتوبر الماضي. وستكون هناك جولة ثانية أواخر ديسمبر المقبل إذا لم يتمكن أحد المرشحين من الفوز بالجولة الأولى. ومنذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 وحتى احتجاجات 2011، عرفت تونس رئيسين فقط، هما الحبيب بورقيبة، الذي أطاح به رئيس وزرائه زين العابدين بن على في نوفمبر 1987، والأخير حكم البلاد حتى 14 يناير 2011 قبل هروبه. وركز قائد السبسي حملته الانتخابية على "إعادة هيبة الدولة"، ولقي خطابه صدى لدى تونسيين كثيرين منهكين من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد منذ 2011، لكنه يواجه اتهامات من خصومه ب"السعي لإعادة النظام السابق". ويضم حزب "نداء تونس" منتمين سابقين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن على، كما أن السبسي تقلد مسئوليات في نظامي بورقيبة وبن على.