ماذا يفعل شخص شاءت الأقدار أن تحجز إحدى الصحف لكتاباته مساحة ثابتة إذا انشغل بأمور أخرى فلم يجد الوقت الكافي للبحث عن فكرة جديدة ودراسة كل -أو بعض- جوانبها؟! .. الحل بسيط: عليه أن يتذكر أي أغنية أو قصيدة أو مقالة لكاتب آخر، ويفضل أن تكون موجودة على شبكة الإنترنت أو في ملف «وورد» لينسخها ويعيد لصقها بعد أن يقدم لها بسطر أو سطرين، ويعقب عليها بجملة أو جملتين.. بهذا يكون صاحبنا قد أدلى بدلوه وقدم للجريدة وقرائها ما ينتظرونه من تجليات قريحته. وهذا -بالضبط- ما فعله الزملاء محمد مصطفى في «الحرية والعدالة» وكل من عمر طاهر وخالد البرى على صفحات «التحرير». فعلى الصفحة الأخيرة من «التحرير» أيام 13، 14، 15 فبراير الجاري عبأ عمر طاهر سلسلة مقالات بعنوان «من أرشيف جلال عامر» رحمة الله عليه وفى كامل المساحة المخصصة لكتاباته اكتفى بنقل عدة مقالات للكاتب الراحل دون تقديم ولا تعليق، بينما كان خالد البرى أكثر منه كرماً فبعد المقاطع الطويلة التي اقتبسها- أو قصها- من مقالات المرحوم جلال عامر ونشرها تحت عنوان ورحل الساخر وبقيت المسخرة» علق عليها بفقرة مقتضبة: «أسلوب جلال عامر «رحمة الله» سهل ممتنع.. وهذا وداع على طريقتي لشيخ له طريقته...». وسبق لعمر طاهر أن وضع في زاويته بتاريخ 27/12/2011 قصيدة كاملة بعنوان «زفة الشهداء» بعد أن أكد أنه استأذن صاحبها زين العابدين خيري قبل نشرها، فجاءت مساحته تلك المرة أكثر إمتاعاً وأكثر بياضاً، فسطور القصيدة -كما هو معلوم- لا تشغل كامل عرض المساحة المخصصة. كذلك فعل محمد مصطفى -مرتين على الأقل- فوضع يوم 8 فبراير في مساحته المحجوزة ب»الحرية والعدالة» باسم «حالة» تحت عنوان «مطلوب زعيم» كلمات أغنية تحمل الاسم نفسه ويقدمها فريق «كاريوكي» وأعقبها بسطر واحد فقط لا غير وعد فيه القراء بالعودة - في مقال لاحق- إلى الأغنية لمناقشة مضمونها. وسبق أن فعل مصطفى الأمر نفسه مع أغنيات حمزة نمرة ولكنه علق على بعض مقاطع تلك الأغنيات وقدم لبعضها الآخر، بالطبع هي وجهة نظر، غير إن الاكتفاء بالاقتباس الكامل دون تدخل من الكاتب شرحاً أو تقييماً يقترب أكثر من حيز الاستسهال الذي تدفع إليه ضغوط الحياة وتؤدى إلى الانشغال من التركيز في كتابة المقال.