سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«العنف الجنسي» يحاصر النساء في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.. في كينيا أصبح «وباء»..ثلث الفتيات قبل سن ال18 يتعرضن للانتهاكات الجنسية.. ومغتصبا طفلتين قدما «رأس ماعز» فدية لوالدهما فتنازل عن القضية
تشترك الدول النامية رغم اختلاف توزيعاتها على قارات العالم في كثير من الصفات والأمراض الاجتماعية وبالتأكيد تتحمل المرأة والطفل العنصران الأضعف والأقل حيلة ما يفرزه الفقر والجهل من جرائم وأمراض ويصبحان هما الضحية الأكبر التي تدفع ثمن تخلف مجتمعاتها. الفساد والتهديد ففى القارة السمراء وفى «كينيا» كمثال يعوق الفساد العدالة بالنسبة لكثير من الناجين من العنف الجنسي، الذي يقول مدافعون عن حقوق الإنسان إنه وصل إلى مستويات "وبائية". ويقول أطباء ومحامون وضباط شرطة واختصاصيون اجتماعيون حضروا ندوة عن العنف الجنسي في نيروبي اليوم إن التحديات الأخرى تأتي من الجهل ووصمة العار والفقر ونظام جنائي غير فعال. وقال أحد الأطباء الذي عالج شقيقتين إحداهما في السادسة والأخرى في السابعة من "تهتك غشاء البكارة" بعد تعرضهما للاغتصاب "لقد قدم المغتصبان "رأسا من الماعز" كتعويض للأب فتنازل عن القضية".وأضاف الطبيب "إنه شعور سيئ، حين لا تطبق العدالة، إنهما لا يحاكمان والجاني على الأرجح سيكرر فعلته". وقال ضابط شرطة "تعرضت للتهديد في مناسبات عديدة، وفي بعض الحالات تختفي الشاكيات بشكل غامض بل قتلت اثنتان". أب يغتصب ابنته فيما لم تصدق "أيامبا" وهي مسئولة حكومية في أحد أحياء العاصمة الكينية "نيروبي" أذنيها حين دخل رجل إلى مكتبها بعد يومين من اعتقاله لاغتصابه طفلته التي لم يتعد عمرها الثلاثة أعوام ليطلب إعادة الضحية إلى حضانته. بل إن رجل الشرطة الذي أفرج عن الرجل أصر على أن تعيد أيامبا الطفلة لأبيها رغم التقرير الطبي الذي أكد إصابتها بتهتك ووجود آثار عض وجروح وكدمات. تهديد بالفصل وقالت أيامبا التي رفضت الكشف عن اسمها بالكامل لوكالة "رويترز" "كيف أعيد الطفلة إلى أب يغتصبها ليل نهار". "عم هذا الرجل وهو مسئول حكومي كبير جدا جاءني وقال لي (إذا لم تعيدي الطفلة وتسقطي القضية سأعمل على فصلك)" ورفضت أيامبا التهديدات ومر عامان والطفلة في أمان الآن وينظر القضاء في الأمر. العنف طبقا للجنس وأظهرت دراسة في يونيو الماضى قام بها مركز "التعافي من العنف" القائم على نوع الجنس في مستشفى النساء بنيروبي، أن العنف القائم على نوع الجنس يشهد ازديادا في كينيا، كما ارتفعت حالات عزل الرجال في محاولة لوقف الاغتصاب وغيره من أشكال العنف ضد المرأة. 1864 حالة وفي شرح لنتائج تقرير العنف القائم على نوع الجنس لعامي 2013-2014، أفادت المديرة التنفيذية للمركز «ألبرتا وامبوا» عن وقوع 1864 حالة من حالات العنف ضد المرأة المبلغ عنها بين شهري يناير ومايو من هذا العام، 84 % منها حالات عنف جنسي و16 % منها حالات عنف جسدي. وفى سياق متصل أظهر مسح أجرته الحكومة الكينية عام 2012 أن ثلث الفتيات يتعرضن للعنف الجنسي قبل سن الثامنة عشرة، ويلجأ المشتبه بهم إلى الرشوة وتهديد الشرطة والقضاة والضحايا. أعلى معدل حمل لمراهقات أما في القارة الجارة «أمريكا اللاتينية» وتحديدا في دولة «السلفادور» حيث يوجد أعلى معدل لحمل المراهقات في دول أمريكا اللاتينية فإن ثلث حالات الحمل في البلاد العام الماضي هن فتيات تراوحت أعمارهن ما بين عشر سنوات و19 عاما. ورغم تجريم قانون السلفادور ممارسة الجنس مع أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما، لكن ناشطين يقولون إن القانون لا يطبق عادة مشيرين إلى أن الأرقام الرسمية أظهرت أن 1540 فتاة تقل أعمارهن عن 15 عاما حملن العام الماضي. حظر الإجهاض وإمعانا في الظلم الواقع على النساء والفتيات في تلك الدولة فهناك حظر قانوني على علميات الإجهاض ما يدفع سنويا مئات الفتيات اللائي يحملن بعد تعرضهن للاغتصاب إلى الانتحار لأنهن لا يجدن أمامهن أي خيار آخر حسبما قال مسئول في حكومة السلفادور لوكالة "رويترز". وحمل المراهقات هو أحد الأسباب الرئيسية للانتحار في السلفادور، وأظهرت أحدث الإحصاءات الحكومية أن ثلاثا من بين كل ثماني حالات وفاة للأم الحامل في السلفادور هي نتيجة للانتحار بين فتيات حوامل تقل أعمارهن عن 19 عاما. اغتصاب المحارم عدد كبير من هؤلاء الفتيات اللاتي يتعرضن للاغتصاب من جانب المحارم أو العصابات يجبرن على الصمت ويمنعن من طلب المساعدة نتيجة وصمة العار التي تطارد الضحايا. ويقول مدافعون عن حقوق الإنسان إن هؤلاء الفتيات يواجهن فوق كل هذا مصيرا مؤلما لأنهن يجبرن قسرا على الاحتفاظ بالأجنة، لأن الدولة تحظر عمليات الإجهاض في حالات الاغتصاب أو تشوه الأجنة أو حتى حين تكون حياة الأم في خطر. وقال ماريو سوريانو وهو طبيب يرأس برامج تنمية الشبان والمراهقين في وزارة الصحة في السلفادور "هناك وصمة عار وخوف من الإبلاغ عن أي حادث اغتصاب يقع في الأسرة". وقال سوريانو في مقابلة مع وكالة رويترز "في بعض الأحيان يكون الشخص الذي يمارس العنف الجنسي هو عائل الأسرة ولذلك يستغل الخوف من الحرمان من المساعدة الاقتصادية لتهديد الفتاة حتى لا تبلغ عن الجريمة".