توفى المهندس حلمى عبد المجيد عضو، الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين عن عمر يناهز أربعة وتسعين عامًا، وولد عبد المجيد بمحافظة الإسكندرية، ونشأ فى أسرة مكونة من 10 أفراد منهم المدرسون والموظفون والتجار وأصحاب الأعمال الحرة، وبدأ فى ممارسة نشر الدعوة الإسلامية عندما كان عمره ثمانية عشرة عامًا ونصف العام. وكان عبد المجيد يعشق السفر إلى القاهرة أسبوعيًا لحضور حديث الثلاثاء، حيث كان الإمام حسن البنا يلقى عليهم المحاضرات، وبدأ أول تعارف بين البنا وحلمى عندما رافقه فى رحلة إلى الصعيد تبدأ من أسوان، حيث ضمه الإمام البنا إلى السكرتارية الخاصة به للرحلة. وينتمى حلمى عبد المجيد إلى الجيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين، كما أنه شهد العديد من المواقف الحاسمة فى تاريخ الدعوة مع الإمام حسن البنا، ثم مع المرشد الثانى للجماعة حسن الهضيبى، ثم تابع العديد من الأحداث، منها فصل عدد من الإخوان من بينهم عبد الرحمن السندى مسئول التنظيم الخاص، وفى هذا التوقيت كان عبد المجيد عضوًا فى التنظيم. لقب حلمى عبد المجيد "بالمرشد السرى للجماعة"، نظرًا لأنه تولى مرشد الجماعة بشكل سرى عقب وفاة حسن الهضيبى، وذلك بعد أن ذهب إليه عدد من قيادات مكتب الإرشاد وطلبوا منه أن يكون مرشدًا سريًا دون أن يتم تقديمه للرأى العام، وبايعوه على ذلك، ولكن هذا القرار لاقى الاعتراض الشديد من قبل الإخوان فى عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى خروج بعض المنشورات من أعضاء الجماعة تحت عنوان "المرشد المجهول يقود الجماعة إلى طريق مجهول"، ما جعله يترك منصبه فى عام 1976، ليبايع بعدها مكتب الإرشاد أحد أعضائه وهو عمر التلمسانى، وهو المرشد الثالث لتنظيم جماعة الإخوان. وكان عبد المجيد مهندسًا متميزًا، ما جعله يشرف على بناء مطار القاهرة الدولى، وتدرج عبد المجيد فى المناصب ليشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة فودكو للمواد الغذائية، وعضوًا بمجلس إدارة بنك فيصل الإسلامى، ثم عمل نائبًا لوزير الإسكان والتعمير، ونائبًا لرئيس مجلس إدارة شركات المقاولون العرب. ترك عبد المجيد إرثًا ثقافيًا وفكريًا ضخمًا، يضم موسوعة من المختارات الإسلامية، تشمل ما يقرب من مائة وخمسين كتابًا.