[email protected] دخلنا بشكل كبير إلى ساعة الحسم فى الانتخابات الرئاسية ، وأصبح كل مرشح يحاول حشد كل قواه والتأكيد على قدراته وإمكاناته مقابل ضعف الآخرين، محاولا خطف كتل تصويتية من مرشح آخر ربما تنجذب له، وقد تجلي هذا الأمر خلال المناظرة التى تم إجراؤها الخميس الماضي، بين اثنين من أقوى المرشحين للرئاسة هما السيد عمرو موسي والدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، وهى المناظرة التى تخطت انعكاساتها كلا المرشحين لتصل أصداؤها الى المرشحين الآخرين، و تحديدا السادة المرشحين حمدين صباحي، ومحمد مرسي، و خالد على . فالسيدان موسي وأبو الفتوح ارتكبا مجموعة كبيرة من الأخطاء خلال المناظرة وبدا كل منهما اقرب الى الهجوم على الآخر، بقدر من طرح تصور خاص به مما ادى الى غياب الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهو ما كان يأمل به الكثيرون بل الاكثر من ذلك أن كليهما دخل المناظرة من اجل نفي بعض الأمور عن نفسيهما إلا أنهما لمفارقة القدر اثبتا هذه الامور فالسيد موسي حاول إثبات انه قريب من القطاعات البسيطة من الشعب وايضا من القطاعات الثورية الا أن اداءه فى المفناظرة عمق تلك الفجوة والتى ربما ظلم بها موسي إلا انه لم ينجح فى نفيها بل اكدها ، اما الدكتور ابو الفتوح فدخل حلبة المناظرة ليثبت انه بعيد حاليا عن جماعة الاخوان وقريب كثيرا من التيارات الليبرالية إلا انه ومن خلال اطروحاته اكد مسلمات الآخرين عنه وعمق مخاوف البعض من الجذور الإخوانية . باختصار السيد موسي اكد انه مرشح غير قريب من الثوار، وابو الفتوح اكد انه مرشح اسلامي بامتياز، و هو ما بدا فى اجابة ابو الفتوح حول سؤال موسي له حول حرية العقيدة . كل هذه الامور انعكست بالإيجاب على منافسيهم والذين لم يشاركوا فى تلك المناظرة فكثير من القطاعات الثورية و المدنية و التى كانت تميل لابو الفتوح اصابتها مخاوف من خطابه المائل نحو الهوى الديني وهو ما بدا من بعض اجابات ابو الفتوح رغم محاولاته المستميتة للظهور بمظهر التوافقي والقريب من الجميع وتلك المجموعات المدنية الثورية اضحت قريبة من التصويت لكل من حمدين صباحى و خالد على ، ضف الى ذلك ان كثيرا من الاسلاميين المؤيدين لمرسي بدا لهم مرسي بعيد المناظرة اقرب اليهم بل اوضح مما ثبت بعض المصوتين على مرسي . بخصوص موسي فكثير من المدنيين المصوتين له اصابهم الخوف من ضعف الأداء السياسي لموسي خلال المناظرة مما حدا ببعضهم الى الانتقال الى شفيق او حمدين صباحى انتصارا للدولة المدنية . مما سبق يتضح ان حمدين صباحي هو اكثر من استفادوا من المناظرة و هو ما بدا الى حد بعيد فى السلوك التصويتي للمصريين فى الخارج الذىن هم اكثر الناس تاثرا ببرامج التوك شو والتلفزيون علي اعتبار بعد المسافة و البعد عن الارض . إلا انه يبقى محمد مرسي له حظوظ واسعة خلال تلك الانتخابات وذلك اعتمادا على ماكينة الإخوان الانتخابية و التى تجعلنا نتساءل عن مصادر تمويل جماعة غير ربحية والتى لا يمكن ان اقتنع انها جراء تبرعات اعضاء الجماعة فلا يوجد مصري واحد يستطيع تجميع تبرعات تصل للمليارات بالاضافة الى تفتت الصوت المدني.